Accessibility links

إعلان
إعلان

صنعاء – “اليمني الأميركي”:  

غيّب الموت، اليوم الاثنين الموافق 13 تموز/ يوليو في القاهرة، الشاعر اليمنيّ، وزير الإعلام الأسبق، حسن أحمد اللوزي، ليترك رحيله فراغًا كبيرًا، انطلاقًا من خصوصية التجربة الإبداعية التي خاضها شعريًّا ونثريًّا أولاً، وما كانت عليه تجربته وزيرًا للإعلام ثانيًا.. في هذا التقرير رصدنا شهادات يمنيّة إزاء تجربة الراحل أدبيًّا وإداريًّا.

اللوزي الشاعر والكاتب

استطاع حسن اللوزي (1952- 2020) الشاعر والأديب أنْ يُقدّم قصيدة مختلفة ضمن جيل شعراء السبعينيات في اليمن، ومثّلت تجربته الشعرية حالة خاصة ليس يمنيًّا، وإنما عربيًّا أيضًا، انطلاقًا من وعيه الإبداعي الإنساني عمومًا. وعدّ شاعر اليمن الكبير د. عبدالعزيز المقالح، حسن اللوزي واحدًا من أهم شعراء اليمن في القرن العشرين، وقال إنّ بداياته المدهشة قد شكّلت ثورة في الساحة الشعرية اليمنية، وكان من قِلّة قليلة من الشعراء اليمنيين الذين رفدوا حركة التجديد بقوة، كما كان من أوائل الأسماء الشعرية التي شدّت انتباه النُّقاد والشعراء العرب في وقت كانت فيه القصيدة في اليمن تعاني من عزلة شديدة.  

بالإضافة إلى الشعر بأشكاله المختلفة كتب اللوزي القصة القصيرة والمسرحية أيضًا، ومما صدر له “أوراق اعتماد لدى المقصلة” (ديوان مشترك مع الشاعر الفلسطيني عبدالرؤوف يوسف 1972)، وديوان “تراتيل حالمة في معبد العشق والثورة” عام 1978، وديوان “أشعار للمرأة الصعبة” عام 1979، وديوان “هنا الطقوس وهذا جسد الملكة” عام 1981م، ومجموعة قصصية بعنوان “المرأة التي ركضت في وهج الشمس”، ومسرحية شعرية بعنوان “الصراخ في محكمة الصمت” عام 1981م، وغيرها من المؤلفات التي برز فيها كاتبًا متفردًا بعلاقته الخاصة بالكلمة، وفي نزوعه نحو التميّز والانحياز للإنسان بقيمه وشمائله السامية. 

واعتبر اتحاد الأدباء والكُتّاب اليمنيين، في بيان النعي، رحيله خسارة كبيرة للأدب اليمني؛ لِما مثّلته تجربته من خصوصية إبداعية برز فيها إضافة نوعية لجيل أدباء السبعينيات في اليمن. فيما نوّهت وزارة الثقافة بصنعاء، في بيان النعي، بما تركه الراحل من دواوين شعرية وكتابات قصصية ومسرحية تُمثّل مدرسة خاصة في علاقتها الإبداعية بالهمّ العام.  

 اللوزي الوزير

بموازاة تجربته الإبداعية برز حسن أحمد اللوزي إداريًّا من خلال عدد من المناصب الحكومية التي تقلدها بدءًا من وزيرٍ للثقافة والإعلام قبل الوحدة، والتي أسهم خلالها مع جيل الرواد في تأسيس عدد من كيانات العمل الثقافي والإعلامي في البلاد، وهو الدأب الذي استمر إلى ما بعد الوحدة، حيث تقلد منصب وزير الإعلام، ومن ثم عمل سفيرًا لليمن في الأردن، وعضوًا في مجلس الشورى؛ ليعود مرة أخرى لتقلّد منصب وزير الإعلام، والذي استمر فيه إلى ما بعد أحداث 2011.                

يقول الكاتب والصحافي عبدالله الصعفاني: “من الصعب أنْ تتوقف أمام تأريخ الإعلام اليمنيّ (صحافة، إذاعة، وتليفزيون) دون أن يحضر اسم حسن أحمد اللوزي وزير الإعلام، السفيرِ، الكاتب الشاعر، والمثقف الشامل ورجل الدولة”. 

وأضاف في مدونة على “فيسبوك” :”اليوم غادر وزير الإعلام الأسبق حسن اللوزي الحياة… مودّعًا واقعًا يمنيًّا شديد التعقيد…كثير الأوجاع.. مات في القاهرة متأثرًا بجائحة كورونا ليترك للجميع فرصة تذكر قول حكيم: لو تذكّر الناس الموت لعمّت الفضيلة.

 الجدير بالإشارة إلى أنّ اللوزي كان أحد قيادات حزب المؤتمر الشعبي العام، وأسهم في تأسيس صحيفة الميثاق، ومجلة معين، وترأس تحريرهما، وتقلّد مهام رئيس اتحاد الأدباء والكتّاب اليمنيين فرع صنعاء.

   
 
إعلان

تعليقات