Accessibility links

إعلان

عبدالله الصعفاني*

مساء الأربعاء تجاهلتُ شغفي لمشاهدة مباراة ريال مدريد وبرشلونة التي انتهت بسقوط الفريق الكتلوني بالأربعة، وقرح عندي هوس المتابعة لِما هو “بلدي” من كرة القدم اليمنية.

* غادرت طبيعتي في النوم بعد صلاة التراويح، وجلست في وضع المتمكّن؛ استعدادًا لمشاهدة مباراة فحمان اليمن أمام نادي اتحاد المنستري التونسي في الرياض، ولكن كانت بداية السمرة إحباطًا اعتدنا عليه “دائمًا”، لكننا لا نمل من تمثيل دور من أخذتهم المفاجأة..!

* لا قناة الكأس القطرية نقلت أحداث المباراة، كما قال إعلاميون على ذمة الاتحاد العربي، ولا أنا هيأتُ نفسي لجلسة أتابع فيها الغريمين اللدودين الإسبان..!

وهذه المرة كانت خسارة فحمان برباعية متوقعة لفارق الإمكانات بين الكرة اليمنية والكرة التونسية.

وليس هذا هو المهم، فالأهم أن يستعد فحمان لجولة الإياب في ظروف استعداد أفضل، ينتهي فيها تمرد بعض لاعبيه بخلفية ذات طابع مادي أفضت إلى عقوبات إدارية واستعانة بلاعبين جدد، ما أثّر في تصورات وحساب مدربهم الشاب وليد النزيلي.

الأمر الآخر أن فحمان عاش ظروفًا معقدة، وهي ذات الظروف التي تتكرر مع البعثات الرياضية اليمنية، وإنْ بنسبٍ متباينة في بنك الأوجاع.

* لم يكن هناك من نقل تليفزيوني للمباراة، ومع ذلك تابعتُ بعض أحداثها بواسطة هاتف فاعل الخير الزميل ماجد الطياشي الذي حضر بربطة العنق للمتابعة من منصة الكبار، ثم اشتغل عنده فيروس الإعلامي، وخاض لأول مرة تجربة النقل بهاتفه ليظهر لاعبو فحمان والمنستري في صورة مجموعتي نمل تتخطف بقايا فراشة ملونة.

ولا بأس يا ماجد.. يكفيك شرف المحاولة، والسعي المشكور، والذنب المغفور..!

* لماذا لم يتم نقل المباراة قبل فترة وجيزة من انطلاقها..؟

كانت الإجابة بأن الاتحاد العربي لكرة القدم اختلف مع قناة الكأس القطرية، فلم تنقل.

وما أحزنني أيضًا هو ظهور مدرجات المباراة خالية من جمهور يمني طالما أشعلوا المدرجات الخليجية بصرف النظر عن الفريق اليمني الذي يكون طرفًا فيها..!

* ذئاب أبين خسروا بالأربعة وكأنهم برشلونة الذي أتابعه مع الريال بخطة “يا قلب مقسوم نُصين”، والأهم من الخسارة الرباعية المتوقعة لفحمان هو ظهور مدرجات ملعب الملك فهد بالرياض خالية من المشجعين اليمنيين إلا من أصوات قليلة تذكّر بباعة الزعقة وحَبّ العزيز في ملعب الظرافي..! 

مشهد المدرجات الخالية أثار السؤال: هل شبع المغتربون اليمنيون في السعودية من متابعة فِرقهم.. أم غيّبتهم أطماع المتعة المدريدية الكتلونية..؟

هل غُلّقت أمامهم البوابات بالضبة والمفتاح، كما أشاع البعض..؟

* وجدت نفسي بعد كل هذه الاستفهاميات مسكونًا بروح المنحوس الذي بقي منحوسًا حتى بعد أن علّقوا له الفانوس..!

صدمني عدم النقل، وصدمتني المدرجات الخالية، واندهشتُ من اختلاف الاتحاد العربي مع القناة الناقلة في اللحظة الأخيرة، ثم تذكرتُ كيف أنه عندما فتح الله على نادي فحمان، وسافر هذه المرة بالطائرة، وليس البَّر..

بقي مدربه الحاذق الطموح الكابتن وليد النزيلي عالقًا في مطار الرياض بسبب تأخر تأشيرة دخوله، وبصورة أثارت الكثير من الاستغراب وسوء الفهم.

ثم تذكرتُ ما عانته بعثة نادي فحمان في سفرها برًّا لملاقاة هورسيد الصومال وارتاسولار جيبوتي، حيث مكثت 12 ساعة انتظارًا في المنفذ الحدودي، وتأخرت التأشيرات 15 ساعة، وتعطلت حافلة البعثة في الصحراء، وانتظر اللاعبون 5 ساعات حتى جاءت حافلة إنقاذ ما قبل اختراع الطائرات.

وإجمالاً.. كان مساء الربوع دبورًا، حيث لم آخذ فيها بلحًا من فريق، ولا حضورًا من جمهور، وضاعت فرصة متابعة جماليات معركة إسبانية مثيرة.

* وحينها يهتف هاتف قادم من المطبخ: 

هاااه.. نصب لك قهوة عشان ما ترقد وانت تتابع المباراة..؟!

قلتُ بِنَزق: لا.. لا تصبّوها.. خلاص.. أشتي ارقد..

“أبوها القهوة.. وأبوه الهيل..”

وأبوها الرياضة.. 

* كاتب يمني.

   
 
إعلان

تعليقات