Accessibility links

إعلان
إعلان

عبدالناصر الحضرمي أحمد*
“حديث الآباء” سلسلة تدريبية للآباء والأمهات في كيفية مخاطبة الأبناء بشكل تربوي مبنيّ على أًسس بحثية وعلمية للتربوي المشهور شك مور.. هذا الرجل معروف في الوسط التربوي الأميركي، بمؤلفاته، وورشته التربوية للمعلمين والآباء، فالرجل قد تحدّث مع أكثر من (300) أب وأم. وقضى آلاف الساعات في إلقاء المحاضرات.
لقد منَّ الله عليّ أنْ كنتُ في منحة لحضور دورة تدريبية لمدة أسبوع تخرجتُ من خلالها بشهادة في مجال حديث الآباء بمستوى منسّق.
وأُحبّ أن أكون شديد الوضوح، فأنا أشارككم هذه المعلومات في سلسلة حلقات من باب نشر المعرفة، وليس من باب الادعاء أنني حُجة في هذا المجال، فرُب مُبلَّغ أوعى من سامع، وما ذهبتُ إليها إلا لحاجتي الشخصية لها، وبالتالي فأنا أولى بها منكم.
وحديث الآباء سلسلة محطات تُبنى الثانية فوق الأولى، ثم تليها الثالثة، وهكذا..
فأولى المحطات هي مجموعة الأسئلة والأجوبة، والخيارات والتوجيهات للطفل لبناء قوة الشخصية وتحمل المسؤولية، أي القدرة على الإجابة على الأسئلة المحاسبية وتحمّل النتائج.
تليها وضع الحدود للتصرفات المسموح بها، والمحظور منها، فيجب ألّا تكون مفاجِئة، أو أن تُذكر هذه المحظورات عند تجاوزها، وفي أجواء عقابية، ذلك أن لحظة محاسبة الطفل على التجاوز ليست لحظة تعليمية، فإما أن تكون لحظة محاسبة لمن يتجاوز الحدود عن علم، أو لحظة تعليم من غير عقاب لمن يعمل خطأ عن جهل، والتذكير أن عليه ألّا يعيدها ثانية.
فإذا اتضحت الحدود المسموح والممنوعة، وجب بيان، بل وتعليم الطفل عواقب التجاوز، وفي الخطوة التالية وجب تقديم التغذية الراجعة، أو الملاحظات الفعالة للطفل أو الطفلة.
وترتقي الخطوات المرتبة والمقصودة، والتي تتم بوعي ونية إلى تنمية الاستقلالية لدى الطفل، فهو مَن يختار، ومَن يتحمل النتائج وفق وضوح في المساحة المسموح بها، وتلك التي لا يحق له تجاوزها.
ويكون الهدف النهائي للأبوين هو تنمية شخصية الطفل كشخصية مسؤولة، تعرف حدودها، تتقبل نتائج خياراتها، تتلقى الدعم والإرشاد بشكل فعّال، وصولاً إلى الاستقلال وتنمية الحافز الذاتي للدراسة والنجاح والإنجاز.
وستكون هذه المقالة حول تقديم الخيارات والبدائل للطفل كي يتعلم المسؤولية والقدرة على إيجاد البدائل والخيارات.
وأُذكّر أنّ أيًّا ما سأكتب ليس من بنيات أفكاري، بل خلاصة وتلخيصًا لِما جاء عن الكاتب التربوي الشهير تشك مورن.
أولاً: المسؤولية سلوك مكتسَب عن طريق التعلم وليس سلوكًا وراثيًّا، ومَن لا يملك حق الاختيار، لا يتحمل المسؤولية، وعليه فإن الخطوة الأولى هي منح الطفل حرية الاختيار، هناك صراع يومي مع الاطفال عن الثياب التي يجب أن يرتدوا، عن الطعام المتوفر ليتناولوا، هناك بعض المهام التي يجب عليهم عملها في البيت.
وبهذا فإن الخطوة الأولى لتنمية هي القدرة على اتخاذ القرار، من خلال إعطاء الولد الخيارات والبدائل، بدلا من وضعهم أمام خيار واحد ووحيد، الخروج منه يكون بالضرورة بالتمرد والرفض.
هل تريد أن تلبس هذا المعطف البنّي؟، أم هذا المعطف الأسود؟
هل تريد أن تغسل الصحون قبل أن تلعب أو بعد اللعب؟
هل تحب أن تأكل البيض مسلوقًا أو عيونٍا؟
هل تريد أن تصلي الآن أو بعد أن تتغدى؟
أي أن القدرة على عملية الاختيار تبدأ بقرار الأب والأم في عرض وتوفير الخيارات للأبناء.
ثانيًا: حديث نلتقي فيه للحديث عن إضافة ثلاث مفردات إلى لغتك اليومية مع اطفالك: (اخترْ، قرِّر، انتقِ).

*تربوي ووكيل ضرائب مرخص من مصلحة الضرائب

   
 
إعلان

تعليقات