Accessibility links

حاورته “اليمني الأميركي”: رجل الأعمال علوان الشيباني.. قصة ملهمة للنجاح


إعلان

صنعاء – “اليمني الأميركي” – حوار/ أحمد الكمالي:
وسط حالة من الإحباط واليأس وانسداد الأفق في اليمن، وبالأخص لدى شريحة الشباب بسبب الحرب المستعرة منذ سبعة أعوام، تبرز الحاجة الملحّة لتعريف الأجيال بقصص الملهمين في البلد، وبالأخص الذين تتجلى قصصهم دروسًا عظيمة عن النجاح، ومن هؤلاء نقف هنا مع رئيس مجلس إدارة مجموعة شركات العالمية، رئيس الاتحاد اليمني للفنادق سابقًا، ونائب رئيس مجلس الترويج السياحي اليمني، رجل الأعمال علوان سعيد الشيباني، الذي شق طريقه في ظروف أقل ما يمكن وصفها بالقاسية، ونقش اسمه البارز على صخر من التحديات شاهدًا ومشاركًا في مسيرة التنمية التي شهدتها البلد خلال العقود الماضية، المؤمن المنافح عن دور المهاجر اليمني في البناء ونشر المعرفة، كما هو المتبني لخيار التفاؤل مع العمل كخيار وحيد لا مناص منه.

حاورته “اليمني الأميركي” عن أبرز محطات مسيرته في محاولة لقراءة أسرار النجاح في تجربته، والتعرف إلى فلسفته في الحياة، ابتداءً من اغترابه في الحبشة في وقت مبكر من عمره أواخر أربعينيات القرن الماضي، مرورًا بعودته لمواصلة الدراسة في عدن، وحصوله على منحة إلى القاهرة، ثم أميركا، وموقفه من سياسة الرئيس ترومان في “إقامة دولة إسرائيل ودعمها”، وعمله في شركة الخطوط الجوية اليمنية، ورؤيته لمعوقات الإدارة في القطاع العام، وتوقفًا عند تأسيسه وقيادته لمجموعة العالمية، ووجهة نظره لمعوقات انتعاش السياحة في اليمن، والحرب وما ألحقته من خسائر، وصولاً إلى تبنّيه مشروعًا بحثيًّا موسعًا عن الهجرة اليمنية، ومن ثم التعرف إلى رؤيته إزاء العمل الخيري، وتوقعاته لمستقبل الصراع الدائر في البلد، وغير ذلك.. في ما يلي نص الحوار:

 

 

* كيف كانت البداية في رحلة الألف ميل التي قطعها علوان الشيباني، هلّا تحدثونا عن بداية تجربتكم مع النجاح؟ 

– هذه قصة طويلة طبعًا، أنا ككثير من اليمنيين في ما يتعلق ببداية حياتي، عندما كنتُ صغيرًا هاجرتُ إلى الحبشة في أواخر الأربعينيات، ومكثت هناك في أحد المطاعم قرابة أربع سنوات، وبعد ذلك عدتُ إلى عدن، وبدأتُ مشوار الدراسة في مدرسة بازرعة، ثم بعد ذلك سافرتُ إلى القاهرة بمنحة من نادي الاتحاد الشيباني، ومن القاهرة – أيضًا – حصلتُ على منحة إلى أميركا في أوائل الستينيات تقريبًا.. تخرجتُ ثم عدتُ إلى بلدي، وعملتُ في وزارة الخارجية لفترة وجيزة جدًّا، ثم بعد ذلك سافرت إلى عدن، وعملتُ في المؤسسة الاقتصادية للقطاع العام والتخطيط القومي، ولأسباب مختلفة غادرتُ عدن بعد عامين من المكوث فيها، والعمل الجاد في المؤسسة، وعدتُ إلى صنعاء، وبدأت مشواري في القطاع الخاص مع الإخوة (آل عبدالجبار راشد)، ولم يطل عملي معهم؛ لأن ذلك العمل لم يكن ملبيًا  لطموحاتي، ومن ثم انضممتُ إلى اليمنية، وهناك حققتُ مع زملائي في فريق العمل نجاحًا لم يكن متوقعًا، لأننا انتقلنا باليمنية من مرحلة طائرات “الداكوتا”، وهي طائرات صغيرة ذات محركين إلى طائرات نفاثة خلال عام واحد بعد التحاقي بها، وتركتُ اليمنية بعد ست سنوات من العمل الشاق والمثمر، وحينها كان فيها خمس طائرات نفاثة، وطائرتان كنديّتان من نوع داش، التي تستخدم في النقل المحلي والإقليمي القريب.. بعدها بدأتُ مشواري بالعمل الخاص من جديد، ولكن هذه المرة ليس موظفًا مع الآخرين، وإنما شريكًا في العمل مع “آل عبدالجبار راشد” أيضًا، ومن مكتب صغير في وكالة راشد انتقلنا إلى العالمية للسفريات، وبعد ذلك توسعنا تدريجيًّا من السفريات إلى السياحة، إلى النقل البري… حتى وصلنا إلى ما نحن عليه.

 

* ذكرتم أن أربع سنوات من حياتكم قضيتموها في الحبشة.. ما التأثير الذي تركته تلك الأعوام؟

– طبعًا كان لها تأثير كبير جدًّا؛ لأنها فتحت مداركي على أمور لم أكن أدركها من قبل، التقيتُ بأشخاص غير الذين تعودتُ على رؤيتهم، وتعاملتُ معهم، وكان تعاملهم راقيًا جدًّا، وأقصد بهم الإثيوبيين، وبالإضافة إلى ذلك كان هنالك مجتمع من اليمنيين ممن يعملون بالتجارة (تجارة القات بالذات)، لأن منطقتي ديريدوا وهرر مشهورتان بالقات، فكونّا مجتمعًا يمنيًّا صغيرًا في نطاق مجتمع إثيوبي أكبر، وهذه أعطتني تجربة غير عادية في سن مبكرة، كان عمري عندما وصلت الحبشة حوالى 13 عامًا، وغادرتها وعمري حوالى 17 عامًا.

 

 


أميركا

 

* في 1954م، عدتم من الحبشة إلى عدن لإكمال التعليم الأساسي، ومن ثم اتجهتم إلى القاهرة ومنها إلى أميركا، حيث تخرجت في كلية العلوم السياسية بجامعة كانسس عام 1969.. لِمَ اخترت هذا التخصص؟

–  في الواقع لم يكن أمامي خيارات كثيرة، ونحن كشباب كان لنا طموحاتنا ليست التعليمية فقط، وإنما أيضًا السياسية، وكنا في ذلك الوقت ننشط سياسيًّا، وبعض السياسات التي كنا نتبناها أو نرفع شعاراتها لم تتوافق مع الأمزجة في أميركا.

 

*ما تقصد بتلك السياسات؟

– مثلا في يوم من الأيام قيل لمنظمة الطلبة العرب في الجامعة، بأنه ستكون هناك حفلة عيد ميلاد للرئيس ترومان في مدينة كانسس سيتي، وطُلب منا أن نشارك كمنظمة.. طبعًا اختلفنا، وكثير منا قالوا لا يجوز الاحتفال بميلاد الرئيس الأميركي ترومان؛ لأن له دور في إنشاء وتأسيس دولة إسرائيل، ويجب مقاطعة هذه الفعالية، آخرون حبذوا أن يحضروا، أنا ممن ذهبوا إلى هناك، وحملوا لافتة تقول “السيد ترومان هو من أنشأ دولة إسرائيل”، ودخلنا قاعة الاحتفالات وصفّق لنا الجميع، ولكن بعد ثلاثة أشهر انقطعت منحتي، لم يقولوا لي إن منحتي توقفت بسبب مشاركتي في تلك الفعالية وبتلك الكيفية، ولكن هذا كان تفسيري.

 

النظرة الدونية لليمنيين هي التي دفعتني لتبنّي مشروع بحثي موسع عن الهجرة.

 

* هل كانت المنحة من اليمن، أو من غيرها؟

–  المنحة من أميركا.

 

*ماذا عن عودتكم مجددًا إلى عدن بعد التخرج؟

– تطورت قدراتي في عدن؛ لأنني انخرطت مع الكثير من الشباب اليمنيين الذين تخرّجوا في دمشق، الاتحاد السوفيتي، بريطانيا، وكان هناك كوادر جيدة جدًّا، بالإضافة إلى الخبراء الذين كانوا يُستقطبون من الخارج للعمل لفترات وجيزة، وكنت على احتكاك مستمر معهم، وبالتالي استفدتُ منهم استفادة كبيرة.. المسألة تجارب متراكمة.

 

* قبل أن تمضوا في مشاريعكم الخاصة، كانت لكم تجربة مهمة في شركة الخطوط الجوية اليمنية من عام 73 إلى 81، وحققت نجاحًا لافتًا.. لِمَ تركتم العمل هناك، وفي القطاع العام؟

– اصطدمتُ مع أحد الوزراء، فحصل نوع من الخلاف، حينها كان هو مشرف على طيران اليمنية؛ مما اضطرني إلى التنحي.

 

*ما سبب الخلاف.. في أحد التصريحات ذكرتم أن التدخل بالإدارة كان السبب؟

– لم يستحسن البعض نجاح شركة الخطوط الجوية اليمنية وتحقيقها الأرباح عبر تدخّل الوزير المختص، والذي كانت له ولغيره أهداف أخرى.. لأن الوزير وجّه بأن تسير الشركة بطريقته الخاصة، بينما نحن كان لدينا أسلوبنا الخاص في تسيير العمل، وبالتالي حصل صدام بالرؤى وعدم توافق؛ مما أدى إلى انسحابي، وانسحب معي خمسة آخرون من قادة اليمنية، بمن فيهم رئيس مجلس الإدارة حينها، شائف محمد سعيد. 

 

* برأيكم ما أبرز المعوقات أمام نجاح العمل المؤسسي في اليمن، وتحديدًا في القطاع العام؟

– الروتين الحكومي روتين قاتل، لا يوجد تحفيز للعاملين، أو خطط مسبقة يسيرون عليها، أو محاسبة لهم على الإنجاز.

 

70% من المبالغ المرصودة لمؤسسة الخير تذهب نحو التعليم.

 

* في عام 1983م، افتتحتم وكالة سفر في صنعاء.. لم تنقضِ سنوات حتى أصبحت واحدة من أهم وكالات السفر في اليمن، وتتكون مجموعة العالمية اليوم من أكثر من 22 شركة.. ما السر وراء هذا النجاح؟  

– فعلاً، كانت هذه بداية متواضعة، لكنها كانت بداية الانطلاقة.. علوان الشيباني يعتمد على الشباب في تسيير العمل، وتسريع وتيرة النجاح، وهذا الذي حصل ابتداءً منذ كنا في شارع سيف بن ذي يزن بصنعاء، واستمرّينا على هذا النهج، نهيئ شبابنا، ونحاول أن نزرع في أنفسهم أخلاقيات العمل، وبالتالي حققنا الكثير من النجاح والنجاح المتوازي.
“العالمية” أصبح لها سمعة غير عادية؛ نتيجة لأنّ شبابها ملتزمون وجيدون، يعملون بكفاءة ومثابرة في العمل، أنا مثلاً بالرغم من أنني في هذا السن ما زلت مستمرًا في العمل.

 سر النجاح يعني المثابرة والمصداقية والإصرار على تخطّي الصعوبات. يوجد صعوبات في اليمن ربما أكثر من أيّ بلد آخر، نقدّر أسبابها، ونعمل على تخطيها بالعمل الشاق.


السياحة

* تُعدون من رجال الأعمال القلائل الذين ركزوا مسبقًا على الاستثمار في السياحة.. ما الدافع لتوجهكم لهذا القطاع، وكيف تنظرون اليوم لهذا الاختيار في ظل ما يتعرض له هذا المجال من معوقات؟

– استثمرنا في مجالات العمل التنموي المختلفة، صحيح ركزنا على السياحة في فترة من الفترات، قبلها ركزنا على السفريات، وعلى الفندقة أيضًا، وهي مكمّلة للسياحة، ثم أصبحنا نتعامل مع المنظمات الدولية بشكل واسع، أكثر من أي جهة أخرى؛ نظرًا لمصداقية موظفينا ومستواهم الراقي في العمل، وبالتالي كثير من موظفي الأمم المتحدة يسكنون عندنا في مجمع اسمه  (مجمع حدة)، الذي  يضم 340 غرفة، وبهذا يصبح أكبر فندق في اليمن حتى الآن، وبجانبه أخذنا الفندق الذي كان معروفًا باسم (شيراتون صنعاء)، وسميناه “جراند أدرس”.. “العالمية” أصبحت رائدة في مجال السفريات؛ باعتبارها تُمثل وكيلًا لأهم شركات الطيران في المنطقة، مثل: الأردنية، المصرية، التركية، شركة إماراتية، وشركات كثيرة جدًّا من الشركات الإقليمية، وفي مجال الفندقة أصبحت الرائدة.. لا يوجد أحد يستطيع ادّعاء أنّ لديه فنادق تضم 600 غرفة غير “العالمية”.

 

* من وجهة نظركم وخلاصة تجربتكم.. ما السبيل لنجاح اليمن في الاستثمار بالعمل السياحي؟ 

– السياحة كنز كبير تحتويه اليمن، لكن للأسف الشديد لم يُستثمر استثمارًا جيدًا بسبب الظروف المحيطة بالبلد؛ لأنها تحتاج لاستقرار أمني، إذا لم يكن هناك استقرار أمني فلن يكون هناك سياحة، والاستقرار الأمني مرتبط بالاستقرار السياسي، وبالتالي نؤمل بأن السياحة سيكون لها عودة إلى بلادنا متى ما كان هناك توافق سياسي، ويليه استقرار أمني.

 

تدمرت منشآتنا السياحية تدميرًا كليًّا بسبب الحرب.


الهجرة

*في أواخر 2019 بدأتم عقْد جلسات نقاش مع العديد من الباحثين والمثقفين والمهتمين بمجال الهجرة اليمنية، والتي أفرزت تكوين فريق متخصص لإنجاز دراسة موسوعية عن دور المهاجرين اليمنيين.. ما الذي دفعكم لهذا؟

 – باعتبار أنني أعمل في مجال السفريات والسياحة ومجالات أخرى، فتنقلاتي واسعة، وقبل الحرب كانت سفرياتي أكثر تستغرق نحو 200 يوم تقريبًا في السنة، وأعرف كيف يجب أن يُعامل المسافر، وكيف يُعامل فعلاً المسافر اليمني في مختلف المطارات.. شخصيًّا تلقيت معاملة سيئة في أحد المطارات.. موقف لا يُحسد عليه أحد، هو ما دفعني لذلك.

 

* في السعودية…؟

– (يضحك) كانت تلك تجربة سيئة جدًّا بالنسبة لي، لذلك شعرت أن كل اليمنيين يواجهون مشاكل مماثلة أو أسوأ، على الأقل أنا ربما سنّي يشفع لي، ربما ثقافتي، ربما مكانتي الاجتماعية، ربما ربما…، لكن العامل اليمني ما الذي سيشفع له.. النظرة الدونية لليمنيين هي التي دفعتني لتبنّي ذلك. 

 

* إلى أين وصل المشروع، ومتى سيرى النور؟ 

– المشروع كان رائدًا على مستوى اليمن والوطن العربي، لم يسبق أن تبنّى أحد مشروع بهذا الشكل. عندنا باحثون يمنيون قاموا بدور رائع جدًّا، سواء في الداخل أو الخارج، لم يكن هدفهم المادة، وإنما المساهمة في العمل، باعتباره عملًا وطنيًّا.

 

* إلى أين وصلتم؟

– طبعًا… استمر سنة وتسعة أشهر، وتكلل بورشة عمل لثلاثة أيام في صنعاء، حضرها حوالى 40 أكاديميًّا من مختلف المناطق اليمنية، من حضرموت، من عدن، الحديدة، عمران، حجة… كل هؤلاء الباحثين دققوا بالمخرجات التي قام بها الدكاترة قبلهم، سواء من الداخل أو الخارج، وخرجوا بخلاصة توصيات، بحيث إن هذه التوصيات تُحدث نوعًا من التعديلات ببعض البحوث، ويكون الناتج مجلدًا كبيرًا، سيُطبع قريبًا إن شاء الله، وسيكون هناك منصة إلكترونية متاحة لكل الباحثين.

 

* ماذا يُمثل إنجاز المشروع بالنسبة لليمني علوان الشيباني؟ 

– أنا شخصيًّا لم أبحث عن شيء، أريد أن يكون مرجعًا مفيدًا لليمن، ويعطي لليمني قيمته، ويعلمه بالأدوار الإيجابية التي قام بها في كل البلدان، ويعيد له مكانته أمام الآخرين، وبالذات دول الجوار، حيث نقول لهم إن هذا اليمني قام بدور فعّال في بلدانكم، قام بدور فعّال بنشر الدين الإسلامي والثقافة الإسلامية والعربية في مناطق مختلفة من العالم، وبالتالي يجب أن يُعامل المعاملة التي تليق به، أو على الأقل يُعامل أسوة بالآخرين، وليس معاملة دونية، وهذه هي الرسالة من وراء الدراسة، التي هي إشعار لليمني بأن يزهو  بدوره على مدى السنين الماضية التي هاجر فيها، وعمل في الخارج أو الداخل.


العمل الخيري

* بصفتكم المؤسس والداعم الأساسي لمؤسسة الخير للتنمية الاجتماعية.. ما رؤيتكم للعمل الخيري والتعاوني، وما أبرز البرامج والمجالات والفئات التي تتصدر أولياتكم للدعم؟

– هذا سؤال رائع جدًّا.. مؤسسة الخير أُنشئت بشكل أساسي لكي تدعم الشباب وتؤهلهم وتهيئهم لسوق العمل.. مهمتنا الأساسية دعم التعليم، ولو أنه لدينا مشاركات غير عادية في مجالات أخرى تهم المواطن اليمني، لكن حوالى 70% من المبالغ المرصودة لمؤسسة الخير تذهب نحو التعليم بشكل أو بآخر. بدأنا أول مشروع لنا في هذا الجانب بإنشاء معاهد الخير، عندنا معهدان الآن في منطقة بني شيبان. المعهد يستقطب الشباب من خريجي الثانوية العامة للدراسة لمدة سنة، في عندنا سنة ضائعة ما بين التخرج من الثانوية العامة والالتحاق بالجامعة، الشباب، للأسف الشديد، يفقدون فيها المعلومات التي كسبوها، نحن قلنا: لا.. لازم يتعلموا لغة عربية مكثفة، لغة انجليزية مكثفة، كمبيوتر، وأضفنا مؤخرًا مادة الرياضيات… إلى ذلك يهتم  المعهد بالجانب الحرفي بالنسبة للمرأة ومحو الأمية… هذه البداية.

عندما يتخرج الطلاب في المعهد.. الكثير منهم يحصل على مِنح من المؤسسة.. المِنح في المؤسسة للجامعيين المتميزين من خريجي الثانوية العامة أو الذين لا يوجد عندهم إمكانيات، ولدينا ما يقارب 300 طالب في مختلف الجامعات اليمنية يدرسون على حساب المؤسسة.


الوقت والتماسك

*في تصريح سابق، أرجعتم سبب تخطّيكم مديونية تجاوزت مليار ريال وكادت أن تعصف بأعمالكم، إلى “عامل الوقت والتماسك، لأن الانهيار هو الكارثة”.. ما الذي تقصدونه بذلك؟  

– دائمًا أؤمن أن ردود الأفعال السريعة قد تؤدي إلى الكارثة.. اقترضنا مبالغ كبيرة لا بأس بها، ولكن، للأسف الشديد، حينها ساءت ظروف البلد عقب حرب صيف 94، ثم انهيار الريال وتصاعُد الفوائد البنكية، هذه كلها جعلت المديونية التي استدناها تتضاعف عدة مرات حتى وصلت إلى ما وصلت إليه، ولكن استطعنا بالتواصل مع المعنيين “رئيس الوزراء”، وقلنا له: نحن على وشك الانهيار، والسبب أنتم، نحن كبش فداء، وسياساتكم هي التي أدت بالبلد للوصول إلى ما وصلنا إليه، وبالتالي نريد منكم حلًّا للإشكالية. عرضنا تشكيل لجنة، وكنتُ عضوًا دون تصويت، ممثلاً عن القطاع الخاص، بعد ذلك خفضت الفائدة بفعل إفادة ممثل البنك المركزي، وانخفضت مديونيتنا إلى النصف، اعتمدنا على عامل الوقت بالتفاوض مع البنوك لسداد النصف الآخر.

 

*ما التأثيرات التي تركتها الحرب على عمل مجموعة العالمية بشكل خاص، وقطاع السياحة بشكل عام؟ 

– تدمرت منشآتنا السياحية، للأسف الشديد، تدميرًا كليًّا من الناحية المادية، يعني عندما ترى مثلًا فندقًا بمستوى فندق “شهران”، بدل ما يكون فيه من ستين إلى ثمانين نزيلاً، يتواجد فيه اليوم من ستة إلى سبعة نزلاء بالكثير، هذا انهيار وتدمير، وعلى ذلك قِسْ كل الفنادق وقطاع السياحة بشكل عام.

 

* في ما يتعلق بعلاقتكم بالعمالة.. كيف واجهتم توقف العمل السياحي؟

– دون وجود سياحة لا يوجد عمالة، كل الشركات السياحية تعطلت بشكل عام.. بالنسبة للعالمية أخذنا بعض عمالنا من شركة إلى شركة لضمان استمرار أعمالهم، لكن عندك المرشدين السياحيين، الصحراويين، السائقين… لا يوجد فرص، وهم مدركون أن ذلك، للأسف الشديد، كارثة عليهم وعلينا.

 

* ما رؤيتكم لازدهار قطاع السياحة بعد الحرب حتى يقوم بالأدوار المناطة به بالتنمية؟

– يضمنون لنا الأمن والاستقرار فقط، والباقي على القطاع الخاص، نحن مهيؤون الآن أكثر من أيّ وقت مضى لاستقبال السياحة، لكن بشرط وجود أمن واستقرار، واهتمام بالمواقع السياحية، وتحسين النظافة… بلادنا من أكثر البلدان التي تتعرض البيئة فيها، مع الأسف، للعبث، وتحتاج إلى اهتمام.

 

* هل لكم أن تُطلعونا على حدث معيّن شكّل منعطفًا في حياتكم وتفكيركم ورؤيتكم؟   

– تجارب حياتي كلها عبارة عن تراكمات، الحبشة كان لها تأثير غير عادي في حياتي، كانت تجربة أربع سنوات، فقداني للمنحة في أميركا، واضطراري للعمل في مطعم من جديد، هذه طبعًا شكلت منعطفًا في حياتي غير بسيط، كنت قد تزوجت وعندي طفلة، وكان لا بد أن أعمل وأدرس.. إصرار على استكمال الدراسة، إصرار على أن أنفق على أسرتي. 

 

* بدأتم من الصفر وحققتم ما حققتم من نجاحات.. ما الرسالة التي توجهونها للشباب اليمني المكافح، وبالذات في ظل هذه الظروف التي يسود فيها الإحباط والحرب؟

– أن يستمروا بالكفاح، لا يوجد أمامهم خيار آخر، يتمسكوا بالتفاؤل، هذا مهم جدًّا… عندما الشخص يُصاب باليأس يفقد كل شيء، وإنما عليه أن يستمر بالتفاؤل والعمل. كلما زادت الصعوبات كلما تتطلب الأمر مزيدًا من التحدي من قِبل الشخص، هذه تحديات بالنسبة لهم، وإذا تجاوزوها هذه الأيام، يمكن أن يحققوا نجاحات كبيرة جدًّا في المستقبل.

 

* كيف تنظرون لمستقبل اليمن في ظل الصراع الدائر؟

– مستقبل اليمن، مع الأسف، صعب جدًّا التنبؤ به، وبالتالي صعب جدًّا أن أبقى في مكاني وأقول مستقبل اليمن سيكون كذا أو كذا؛ لأن مستقبل اليمن يُقرر في مكان آخر للأسف الشديد، وإلى أن يعود حل مشاكل البلد لِيد أبنائها، عندئذ يمكن لك أن تقول وجهة نظر، لكن الآن مشاكل اليمن مرتبطة بجهات خارجية، ونحن أذعنّا لهذه الجهات الخارجية بإرادتنا…، وقلنا لهم تفضلوا ونحن خُدامكم!


رجل الأعمال الناجح

* معروف عنكم الانشغال بالعمل.. كيف تقضون وقتكم مع الأسرة والأصدقاء والاهتمامات الأخرى؟

– لكي يتكيف الشخص مع الظروف لازم يوزع وقته.. أنا مع أسرتي، هذه بنتي معي على طول، أحفادي معي، بعد وقت قليل ستغادرون أنتم، عندي لقاءات واجتماعات، أصدقاء في مأدبة للغداء، وهكذا.

 

* هل ثمة سؤال كنتم ترون أن أسألكم إياه ولم أفعل؟

– قد بحثتم ووفيتم، وقريبًا سأعمل على إصدار كتاب يجيب على كثير من استفسارات الشباب حول علوان الشيباني وسبب نجاحه، التواضع، المثابرة في العمل، الصدق، الأمانة والوفاء، هذه الصفات يجب أن يتحلى بها أيّ رجل أعمال وسينجح.

   
 
إعلان

تعليقات