Accessibility links

إعلان
إعلان
  • فِي كل الدورات الانتخابية والتي امتدت لـ(26) دورة انتخابية متتالية عُرف بمواقفه الصلبة ضد التمييز العنصري والإثني والديني، وكان لسان حال المستضعفين والطبقات الدنيا في المجتمع الأميركي

  • ايريك صبري: كانيرز كان قلب وروح ديترويت ويُحبُّ ديترويت وقد أعطى كل ما عنده لرفع مستوى المجتمع هنا

  • عبدالحكيم السادة: تفاجأتُ في اللقاء الأول بموقفه الداعم والصلب للوحدة اليمنية وبأهمية اليمن ودوره في المنطقة ولِما يحيط به من “مؤامرات” إقليمية ودولية

  • تأثير الرجل الفكري على سكان دائرته جعلهم ينتخبون السياسية العربية الأميركية المسلِمة النائبة المميزة رشيدة طليب ويفضّلونها على أكثر من (13) مرشحًا

ديترويت – “اليمني الأميركي”:

تُوفّي جان كانيرز – عضو الكونجرس الأميركي عن منطقة ديترويت الكبرى، عن عمر ناهز التسعين عامًا، قضى معظمه في خدمة القضايا التي آمن بها، وفي مقدمتها قضايا المستضعفين، حيث برز صوت مَن لا صوت لهم على مدى تجربته في الكونجرس والممتدة لنحو نصف قرن.

 تمتع كانيرز بعلاقة قوية بالمجتمع العربي في أميركا، وكان – دائمًا – مناصرًا قويًّا لصالح القضايا العربية.. كما تمتع بعلاقة إيجابية مع المجتمع اليمني، وكان ممن وقفوا في صف الوحدة اليمنية خلال حرب 1994م تلبيةً لمواقف الناخبين ممن كان يُمثلهم.

الكوكس

قبل أن يفوز ويُمثل مدينة ديترويت في الكونجرس لم يكن للأقلية السوداء أيّ مكوّن سياسي، ولكن بعد فوزه في العام 1965 ساعد على تكوين أحد المكونات السياسية المعروفة بـ(الكوكس)، وخلال 52 سنة كان كانيرز من أكبر المدافعين عن حقوق الأقلية السوداء، وممن عمل على إعطائهم صوتًا قويًّا في الكونجرس وباقي المؤسسات.

بدأ حياته السياسية مع عميد الكونجرس الأميركي (جون دنجيل) الذي تُوفّي العام الماضي، وقد عمل معه كمساعد له.

عمل جان كانيرز على اعتماد يوم وفاة مارتن لوثر كنج، أحد أهم قيادات الأقلية السوداء كعيدٍ وعطلة رسمية تحتفل بها أميركا كل عام.

ويُعتبر كانيرز من أهم أقطاب الشمال السياسي في أميركا، الذين يعتقدون أن الحرية بكل أطيافها من أهم ما يمكن أن يرتبط بأميركا، كما دعم مشروع التأمين الصحي للجميع، وعمل كرئيس للجنة القضاة التي أنجزت تقريرًا يحتوي ما يقارب (500) صفحة للتعريف بما قامت به حكومة الرئيس جورج بوش الابن من تجاوزات للسلطة.

الكونجرس

لقد ظل كانيرز يخدم في الكونجرس لمدة نصف قرن، وخلال بقائه في واشنطن العاصمةً كانت دائمًا مدينة ديترويت في اهتمامه.. لقد ترشح مرتين لعمدة مدينة ديترويت لكنه لم يفُز، وهذا يدل على مدى إيمانه بالانتماء إلى المدينة.. كما دعم كل القرارات التي تخص المدينة، وخاصة فيما يتعلق بالقضايا المالية.

ولد وعاش كانيرز في مدينة ديترويت؛ فوالده كان من مؤسسي اتحاد العمال في شركات السيارات.. كما خدم في الجيش في حرب كوريا كمهندس، وتخرج من جامعة واين ستيت في القانون أواخر الخمسينيات.

مكانةٌ وصوت

قال مسؤول الخزينة في مقاطعة واين كونتي، ايريك صبري: “إن كانيرز كان قلب وروح ديترويت، وقد أعطى كل ما عنده لرفع مستوى مجتمع ديترويت، وأيضًا كان مهتمًا بالقضايا العالمية، وله مواقف واضحة، وكان يحظى بمكانة في مدينة ديترويت وفي كل مكان.. القضايا التي كان يدافع عنها ليست مشهورة جدًّا، لكنه كان عادلاً في الدفاع عنها، وخاصة في قضايا العدالة والحقوق، حيث كان صوت مَن لا صوت لهم”.

المحارب الصلب

عبدالحكيم السادة – رئيس الجمعية اليمنية الأميركية في مدينة ديربورن – أشاد بتجربة كانيرز، إذ برز شخصية سياسية ومجتمعية تتمتع بتاريخ نضالي وسياسي ممتد لأكثر من (52) عامًا كعضو لمجلس النواب عن الدائرة (13)، وهي أطول فترة خدمة لنائب من أصول أفريقية، وثاني أطول خدمة في تاريخ مجلس النواب.

وأضاف السادة: “انتُخب كانيرز في مرحلة تاريخية صعبة ومعقدة في أميركا، وأهمها كانت ذروة الحرب الباردة، والتي أعلنت الحرب الداخلية ضد كل سياسي وكل شخصية عامة تُتهم بالأفكار اليسارية”.

وتابع: “فِي كل الدورات الانتخابية، والتي امتدت لـ(26) دورة متتالية عُرف بمواقفه الصلبة ضد التمييز العنصري والإثني والديني، وكان لسان حال المستضعفين والطبقات الدنيا في المجتمع الأميركي الذي كان يسوده الغليان الاجتماعي والسياسي والصراعات الإثنية والعنصرية، والذي جعل من غالبية القيادات والناشطين يعملون من وراء الستار أو يصمتون خشية على أنفسهم ومناصبهم ومصالحهم”.

واستطرد: “شرّع كانيرز وشارك في صياغة عشرات القوانين المتعلقة بحقوق الإنسان.. وكيمنيّ عربي أميركي عرف النائب جان كانيرز وتعامل وبشكل مباشر معه شخصيًّا، ومع مكتبه منذ أوائل التسعينيات، أُثمّن وأقف إجلالًا وعرفانًا لهذا الجندي المجهول، صاحب المواقف الثابتة والداعمة للحقوق الفلسطينية وتحرير الشعوب العربية من الظلم والاضطهاد والتبعية، السياسي المخضرم الذي لم تفُته مناسبة عربية إلا وكان من أوائل المشاركين والداعمين لها، السياسي المرتبط وجدانيًّا وفكريًّا بقضايا جاليتنا في الداخل الأميركي وخارجه، السياسي الفذّ الذي لم يتهاون أو يتلون أو يتغير يومًا في الوقوف مع جالياتنا وحقوقها بسبب الضغوط أو التأثيرات السياسية”.

وعن اللقاء الأول يوضح السادة “التقيتُ الرجل (رسميًّا) كناشط لأول مرة في مكتبه بواشنطن مع بداية الأزمة السياسية واندلاع الحرب الأهلية اليمنية المؤسفة في العام 1994، وهي أول زيارة لي لمجلس النواب، والمرة الأولى لبداية مشواري ونشاطي السياسي وانخراطي في العمل العام خارج أنشطة الجالية اليمنية والعربية وقتها.. رُسم ذلك اللقاء في مخيلتي كونه، كما ذكرتُ، كان الأول في مسيرتي المتواضعة، وكونه كان مع شخصية سياسية كبيرة ومؤثرة لم أعرفها عن قرب، واقتصرت معرفتنا به في إطار، وبشكل عام، ومن خلال مشاركاته الدائمة لنا كجالية يمنية”.

وأضاف: تفاجأتُ في اللقاء ومَن معي من الإخوة: يحيى الماوري، وعبدالولي الطهيف، والدكتور صالح مصلح، وسعيد حيدرة، بموقفه الداعم والصلب للوحدة اليمنية، وبأهمية اليمن ودوره في المنطقة، ولِما يُحيط به من “مؤامرات” إقليمية ودولية.. موقفه هذا ظل ثابتًا ولم يتغير، وكان أساس وبداية انطلاق نشاطنا آنذاك.. يكفي أن نقول: إن تأثير الرجل الفكري على سكان دائرته جعلهم ينتخبون السياسية العربية الأميركية المسلِمة النائبة المميزة رشيدة طليب، ويفضّلونها على أكثر من ثلاثة عشر مرشحًا من كل الألوان والاتجاهات السياسية.

وخلص السادة: الراحل لم يكن “صديقًا” للجالية كما نصِف للأسف غالبية السياسيين الذين نعرفهم ونتعامل معهم، بل كان واحدًا منا وفينا، لنا وعلينا، ناصحًا وموجهًا وشريكًا حقيقيًّا في همومنا وتطلعاتنا السياسية والمعيشة.. ترك النائب اليساري الإنسان فراغًًا يصعب ملؤه”.

   
 
إعلان

تعليقات