Accessibility links

جائزة الرَّبادي للقصة القصيرة: ماذا حققتْ الدورة الأولى؟


إعلان

الفائزون بجائزة الرَّبادي (الدورة الأولى).. والمكرمون يتحدثون عن الجائزة

صنعاء ـ “اليمني الأميركي” ـ محمد العلفي

أكّد أدباء ومثقفون أهمية الجوائز في دعم المشهد الثقافي اليمني وتحفيز الحركة الإبداعية هناك، لا سيما في ظل ما يعانيه البلد من ظروفٍ قاسية جراء الحرب المستعرة فيه منذ ست سنوات.

واعتبروا جائزة الربادي للقصة القصيرة للكُتّاب اليمنيين الشباب مبادرة نوعية جاءت في مرحلة حرجة تعاني فيها الحركة الثقافية اليمنية الكثير؛ ما يجعلُ منها خطوة إيجابية ستسهم في الدفع بالحركة الإبداعية للكُتّاب الشباب إلى الأمام، لا سيما في ظل ما شُوهِد من فرحة كبيرة خلال حفل تكريم الفائزين بالدورة الأولى للجائزة التي ترعاها صحيفة (اليمني الأميركي)، ممثلة بناشرها رشيد النزيلي.

“اليمني الأميركي” استطلعَ آراء الفائزين وعدد من المكرمين في الحفل إزاء ما تُمثله الجائزة، وما حققته في الدورة الأولى.. فكان هذا الاستطلاع:

                               التكريم غير اعتيادي

تأسفُ الفائزة بالمركز الأول ميمونة عبدالله لعدم حضورها احتفالية التكريم؛ نظرًا للظروف التي حالت دون سفرها من مقرّ إقامتها بمحافظة تعز إلى صنعاء، معبّرةً عن جزيل شكرها وتقديرها لصحيفة اليمني الأميركي.

«أتوجّه بالشكر الجزيل لصحيفة (اليمني الأميركي) على الفرصة الرائعة والمدهشة التي قدمتها لي كشابة مبتدئة في مجال كتابة القصة؛ لأنّ هذا التكريم لم يكن تكريمًا اعتياديًّا كما تعوّدنا في معظم المسابقات في الفترة الأخيرة؛ حيث يكون التكريم إما مجرد شهادة أو احتفاء بسيط.. لكن تكريم “اليمني الأميركي” جاء مختلفًا كاختلاف الصحيفة والقائمين عليها في ظل هذه الظروف».. «في ظل الظروف الصعبة التي نعيشها فإنَّ تكريمًا بهذا المستوى يُشكّل دعمًا معنويًّا ونفسيًّا كبيرًا جدًا، ويخبرنا كم أنّ الكلمة مهمة، وأنّ هناك مَن يهتم بنا كشباب».

وأشارت إلى أنها شاركت بالمسابقة لأول مرة، وكان فوزها غير متوقَّع «لا أظنه سيُنْسى».

 

الفائز الأول: جاء تكريم “اليمني الأميركي” مختلفًا كاختلاف الصحيفة والقائمين عليها في ظل هذه الظروف.

الفائز الثاني: هذا التكريم جاء بمثابة العلاج الذي تجاوزنا من خلاله أزمة الحرب.

الفائز الثالث: أفتخرُ وأعتزُّ بهذا الفوز، خاصة وأنه جاء من لجنة تحكيم تضُمّ أسماء كبيرة.

                                       خطوة للأمام

يرى الفائز الثاني بالجائزة، هيثم ناجي، أنّ الدورة الأولى لجائزة الربادي حققتْ الكثير، معتبرًا الجائزة أول خطوة إلى الأمام بعد انتكاسة الحرب، حدّ تعبيره.. «هذه الحرب سببتْ لنا أزمة نفسية كبيرة، وأستطيعُ القول على الصعيد الشخصي إنّ هذا التكريم جاء بمثابة العلاج الذي تجاوزنا من خلاله تلك الأزمة»، يقول: «جاءت الجائزة كدفعة جديدة لتحقيق الأفضل، ونعتقدُ أنها تُمثّل نقطة ضوء للكُتّاب الشباب اليمنيين للدفع بها إلى الأمام، وتجاوز معاناة الحرب».

                          دعم للثقافة اليمنية

فيما اعتبرَ الفائز الثالث بالجائزة، عمران عبدالله، جائزة الربادي مبادرة نوعية حققتْ دورتها الأولى مكسبًا كبيرًا.

«نشكُر رشيد النزيلي، صاحب المبادرة في دعم الثقافة اليمنية، خاصة فئة كُتّاب القصة القصيرة، التي تشهدُ تراجعًا في الوطن العربي نتيجة تسيُّد المشهد الروائي»، يقول، «باعتباري قاصًّا أفتخرُ وأعتزُّ بهذا الفوز، خاصة وأنه جاء من لجنة تحكيم تضُمّ نُخبة من كبار كُتّاب الرواية، بالإضافة إلى الناقد أحمد الأغبري».. داعيًا الكُتّاب الشباب إلى القراءة، وكثرة الاطّلاع، وقراءة كُتب نقد فنّ القصة؛ للإلمام بشروط القصة مكتملة، والإفادة منها عند كتابة القصة القصيرة.

                               اهتمام بالمثقفين

خالد الربادي، نجْل المناضل الراحل محمد علي حسن الربادي، عبّرَ عن شكره وتقديره لراعي الجائزة رشيد النزيلي على لفتته الكريمة لتشجيع الكُتّاب الشباب على الإبداع، مُعربًا عن فخره واعتزازه بالجائزة، وتخليدها ذكرى والده المناضل محمد الربادي.

وأشارَ إلى أهمية الجائزة ودورها مع ما يشابهها من مبادرات في الاهتمام بالأدباء والكُتّاب، فضلاً عن إسهامها في إحياء المشهد الثقافي اليمني في ظل ما شهده على مدى السنوات الماضية نتيجة الحرب وانعكاساتها السلبية على الأوضاع المعيشية، ومناحي الحياة بشكلٍ عام.

                           دعم الجائزة  

وأكّد عبدالحكيم العفيري، المهتم بالشأن الثقافي وأحد مَن رافقوا المناضل الراحل محمد الربادي، أهمية الجائزة وإسهامها في إحياء المشهد الثقافي اليمني، مشِيدًا بدور وإسهامات المناضل الربادي سياسيًّا ودينيًّا وثقافيًّا واجتماعيًّا، منوهًا بالمرحلة التي عاشها مع صديقه العزيز (راعي الجائزة) رشيد النزيلي، وجَمَعتهم بالمناضل الربادي.

ودعا إلى ضرورة فتح باب المساهمة في دعم الجائزة لضمان توسُّعها، وتنمية دورها في إحياء المشهد الثقافي اليمني، وضمان ديمومتها؛ تخليدًا لذكرى المناصل الربادي.

 

خالد الرَّبادي أشارَ إلى أهمية الجائزة ودورها في الاهتمام بالأدباء والكُتّاب، فضلاً عن إسهامها في إحياء المشهد الثقافي اليمني.

عبدالحكيم العفيري يُشِيدُ بإسهامات المناضل الرَّباديً، منوهًا بالمرحلة التي عاشها مع صديقه العزيز (راعي الجائزة)، وجمعتهم بالمناضل الربادي.

انتصار السري: الجائزة تُشكِّلُ، بشكلٍ عام، إنعاشًا للنشاط الثقافي وتخليدًا لاسم مناضلٍ كبير.

مها صلاح: مبادرة الرَّبادي، كجائزة تحتفي بالقصة القصيرة، مبادرة جيدة؛ كونها تدفعُ باتجاه اكتشاف المواهب وتقديمهم لِيُعبّروا وليشاركوا في صُنع الفعل الثقافي.

                           إنعاش النشاط الثقافي

وقالت القاصّة انتصار السري، وهي ممن شملهم التكريم من كُتّاب القصة، إنّ «الجائزة تُشكِّل، بشكلٍ عام، إنعاشًا للنشاط الثقافي، وتخليدًا لاسم مناضلٍ كبير… فهذه الجائزة، وهذا التكريم والاحتفال يعملون على بثّ روحٍ ودماء جديدة في المشهد الثقافي اليمني الذي يحتاج لإنعاش؛ جراء الظروف المتردية التي فرضتها الحرب والحصار».

«أشكرُ جائزة الربادي والقائمين على هذا التكريم الذي مثّلَ لي شيئًا كبيرًا»، تضيف.

                          غياب الدعم المؤسسي  

فيما أشارت القاصّة المكرَّمة مها ناجي صلاح إلى غياب اكتشاف ودعم المواهب في اليمن من خلال العمل المؤسسي الذي يقتصرُ على الاحتفاء بالكُتّاب والشعراء الذين شقوا طريقهم بأنفسهم عند ظهورهم.

وترى أنّ المشكلة الحقيقية للمشهد الثقافي تكمنُ في شحة وندرة المبادرات الداعمة للمواهب، والتي تعملُ على تنمية المهارات والقدرات وصقل المواهب، وعدم ارتباطها بعملٍ مؤسسي، منوهةً بجهود بعض الأسماء ممن كان لهم إسهامهم في دعم عددٍ من الفعاليات وورش العمل في اليمن.

وأضافت: «مبادرة الربادي، كجائزة تحتفي بالقصة القصيرة، مبادرة جيدة؛ كونها تدفعُ باتجاه اكتشاف المواهب وتقديمهم، وإتاحة الفرصة لهم ليُعبّروا وليشاركوا في صُنع الفعل الثقافي».

وأكدتْ أهمية جائزة الربادي كمبادرة تحتفي بالسرد الذي يُعدّ احتفاءً بالحياة في ظل الوضع الراهن الذي شحّ فيه عمل المؤسسات الثقافية.

«السياسي لا يكترثُ إلا بأشياء معيَّنة ربما يراها في صالحه، لكنه لا يكترثُ بالعقل؛ ولهذا نحن نتأخر، بل نبدو أسوأ؛ لِأننا لا نكترثُ فعلاً بجوهر الإنسان».

   
 
إعلان

تعليقات