Accessibility links

إعلان

عبد الباري طاهر*

عقد تيار التوافق الوطني لقاءً في عمان – الأردن- في ندوة حوارية حول السلام في اليمن، أعد لها فريق التيار في الداخل اليمني والخارج، وعلى مدى أربعة أيام، ابتداءً من 8، إلى 11 يوليو، 2023.

جرى النقاش المفتوح، وتم تداول الآراء بين المنتدين، ومقدمي الأوراق.. سأتناول جوانب معينة من الأوراق الجديرة بالقراءة والدرس، وستقتصر القراءة على الجوانب الأكثر أهمية في هذه الأوراق البحثية، وقبلاً لا بد من الإشارة إلى مقدمي الأرواق، وهن، وهم:

– لمياء يحيى الإرياني.

– بلقيس العبدلي.

– والدكتورة بلقيس أبو أصبع.

– والدكتورة نبيلة الحكيمي.

– والدكتورة نورية الأصبحي.

– وروزا الخامري.

– وعبد الرحمن الأصبحي.

والثلاثة الأخيرون قدموا ورقة مشتركة، كما أعتذر عن تناول ورقتي الدكتورتين: بلقيس أبو أصبع، ونبيلة الحكيمي، لعدم الحصول عليهما.

ولطول الأبحاث، وضيق الحيز، سأتناول القضايا الرئيسية باختصار شديد كتعريف بهذه الأبحاث ليس غير.

تتحدث ورقة نورية الأصبحي، وروز الخامري، وعبدالرحمن الصالحي عن المشهد الحالي لواقع السلام في الداخل والخارج، وما تواجهه من صعوبات.

درست الورقة أهداف دعاة السلام، والإجراءات والآليات المتبعة، والقيم والمعايير والتجارب السابقة، والتحديات والمخاطر، ثم أتت الورقة البحثية على تحديد قوى السلام الفاعلة والحية. التتبع الواقعي والعملي في الورقة حاضر ومهم.

ورقة الأستاذة بلقيس العبدلي

“بين الحرب وبناء السلام”.. تتناول الأستاذة بلقيس انخراط جل الأطراف السياسية في الحرب، وترى أن عملية السلام ليست مستحيلة، رغم الصعوبات الكبيرة، وترى أن الدول تُبنى على ثقافة التعايش، والقبول بالآخر، وهو رأي يتصادم مع حقيقة امتلاك الدولة للقوة واحتكارها، خصوصًا في عالمنا ومجتمعات الغلبة والقوة.

أهمية ورقة الباحثة رصدها للحروب المسلسلة والمتناسلة في الشمال والجنوب، وتصاعد الاحتجاجات، وعدم اتعاظ اليمن بنتائج هذه الحروب الوخيمة، أما تقييمها للصراع بين الأطراف: الانتقالي، والإصلاح، فليس دقيًقا، وإن كانت قراءتها لطبيعة الحرب مهمة، علمًا بأن العلاقة بين طارق، والانتقالي لا ترقى إلى مستوى التحالف، كما أن الإمارات لم تنسحب من الجنوب، ووجود الإمارات والسعودية شكلي؛ لأن الأمريكان والبريطانيين هما الأساس.

تدرس جذور الحرب، والملمح الأهم إدراكها للطبيعة المركبة والمتداخلة بين الأهلي، والإقليمي، والدولي، كما أن من المهم أيضًا قراءتها للمصالح المكتسبة من الحرب، وما سمي باقتصاد الحرب، وآثارها التدميرية على البنية التحتية، والرصد للخسائر الباهظة على الإنسان، والبنية التحتية، والحياة، وقراءتها المائزة للأطراف المنخرطة في الحرب، ودعاتها، والتحديات التي تواجه دعاة السلام، وتقدم قراءة ذكية لفرص بناء السلام، وواقع قوى السلام، والدعوة إلى تأطيرها، وتنسيق نشاطها.

“من الحلم إلى الواقع”:

هذه ورقة لمياء يحيى الإرياني. تكرس ورقتها لمبادرة التوافق الوطني. تدرس الباحثة منهجية المبادرة، والتسلسل الزمني، واللقاءات التمهيدية، والصعوبات التي واجهت فريق التواصل الداخلي أثناء تنفيذ الجلسات، كما ترصد أهم التحديات في تشكيل كيان وطني جامع: التخوفات الأمنية، وحساسية الحديث عن السلام، وعدم الالتزام، والسرية المفروضة، وهناك تحديات من وجهة نظر المجتمعين ترصدها الباحثة، وتتناول أهم الفرص لبناء الكيان الوطني، والتوصيات المقدمة، والإنجازات المنجزة، وورشة العمل الداخلية مزدانة بالصور، وتحدد أهداف المادة التحفيزية للورشة أهمها: تعزيز الفهم حول السلام، ومتطلبات حل النزاع، وبناء السلام، وتبادل وجهات النظر حول الأزمة، والحلول الممكنة، ودور المشاركين، واقتراح آليات التواصل، والتشبيك لتنسيق الجهود، وقد اتفق المشاركون على:

  • التأثير خلال المسار الثاني والقيادات المتوسطة.

. السعي إلى بناء الثقة بين المتنازعين؛ للإسهام في فرص نجاح أكبر لوقف الحرب، والبدء بالمسار السياسي والدبلوماسي للسلام.

. الإنتاج المعرفي الذي يساعد على إيجاد رأي عام داعٍ لفرض السلام.

. وضع تصورات واقعية لاستعادة الحقوق المدنية، والسياسية، والاقتصادية.

. تنسيق وتوحيد جهود صانعي السلام.

. ودعوة المشاركين إلى التزام قيم ومبادئ الشفافية، والموضوعية، والحوكمة، والشمولية، والتعايش، وقبول الآخر، وتدون – وفق رؤية المشاركين – الإطار التنظيمي، وشروط الانضمام، ولجنة لتطوير التصور الشامل لكيان من اثني عشر شخصًا، إضافة إلى اللجنة التحضيرية المعنية بوضع مسودة شاملة للإطار، وعن اللقاء التشاوري في عمان، وأهداف اللقاء، والدروس المستفادة، والتوصيات الختامية.

“وضاح اليمن وطريق السلام يبدأ بخطوة”

قدم الأستاذ وضاح اليمن خالد الحريري ورقته البحثية متناولاً عملية بناء السلام المتداخلة والمعقدة، وتلعب – كما يرى – فيها الكوابح دورًا مؤثرًا أكثر مما تلعب المحفزات.

يقرأ الباحث تنوع القوى المحلية المتنازعة كإفراز الحرب، ولكنها ليست وحدها، فهناك قوى خارجية، ويرى أن عملية السلام قد تستغرق سنوات. يدرس عدة محاور:

المحور الأول: حالة الحرب والتأسيس للسلام. يتناول عمر الحرب، وتعدد المبعوثين الأمميين، وعدم القدرة على إحداث النقلة في مسار الحرب. يقرأ المحددين: الإقليمي، والدولي، ويرى الترابط بين الدائرتين كمحدد رئيسي لطبيعة الحرب، والتدافع الحالي بين الصين والأمريكان والبريطانيين، وحرص الأخيرين على إبقاء ملف الحرب بأيديهما، ويدرس المحدد الثالث الأصغر من دوائر تقاطع المصالح (الدائرة المحلية)، رابطًا بين المحددات الثلاثة: المحلية، والإقليمية، والدولية، مدركًا أن استحقاقات السلام – سياسية أو جيو سياسية – مجزأة ومتباينة تؤذن بسلام هش قابل للاشتعال.

والملمح الأهم في المبحث دراسة المشاريع الداخلية لحاملي السلاح: المشروع الحوثي، (المسيرة القرآنية). المؤسسة الأيديولوجية شمولية وعنصرية، ولم ينجح الجنوبيون في إقناع العالم بمشروعهم الجهوي في استعادة الدولة التي ابتلعتها حرب 1994، ولم يتبلور مشروع سياسي، وفشل مشروع الشرعية المفتقر للتفوق، بينما حضرموت – كقراءته – تغني في موال طويل النفس لوحدها، نتيجة افتقادها للقوة العسكرية.

في المحور الثاني: يقرأ النظرة المختلفة للحرب، وآفاق السلام. يرى أن تلازمًا إجباريًّا يجب أن ينشأ بين كل هدنة طويلة أو قصيرة، وبين جهود للسلام؛ لقطع الطريق على العودة للحرب. ويرى – محقًا – تعدد المسارات، والحلول المركبة، وصولاً لبناء سلام ممنهج تراكمي في إجراءاته وخطواته.

ويكرس المحور الثالث لتنظيم قوى السلام في اليمن. يرى أن الحرب قد امتدت إلى كل أرجاء اليمن، ووصلت إلى أراضي المملكة، ويعرف القوى الداعية أو الداعمة للسلام من زاويتين: عدم المشاركة في الحرب، وعدم امتلاك قوات عسكرية، أو مليشيات، أو أنها دعت صراحة للسلام، ويصنفها:

1- الأحزاب السياسية التقليدية لم تكن طرفًا صريحًا ومباشرًا في الحرب رغم تأييدها في فترة أو أخرى هذا الطرف أو ذاك من أطراف الحرب. وواقع الحال، وبعيدًا عن الرؤية العامة، فإن قيادات المؤتمر والإصلاح، وهما طرفان أساسيان في الصراع، قد انخرطا في الحرب؛ لأنهما مستهدفان بالحرب، ولهما حضور عسكري، ومليشياوي في غير منطقة. وقفت العربية السعودية إلى جانب الإصلاح والمؤتمر في حين دعمت الإمارات المؤتمر والانتقالي، في حين وقف الاشتراكي والناصري إلى جانب الشرعية غير بعيدين عن تأييد الحرب، والأخطر أن الفتك قد طال الجميع. والملمح الأهم والرؤية الصائبة دعوته النبيلة إلى تغيير في فكر وفلسفة الأحزاب؛ لتبني موقف إيجابي من فكرة السلام كشركاء فاعلين في العملية السياسية عمومًا.

2- منظمات المجتمع المدني – كرافد – غاية في الأهمية لقوى السلام، ولها متسع من التأثير، والواقع أن صوت المدافع وأزيز الرصاص قد غيب صوت العمل السياسي والمدني، ومزق المجتمع، وفكك الوطن. ويقترح أشكالاً عدة للعمل السياسي والمشترك. ويرى الباحث التدرج من العمل التنسيقي، إلى الجبهوي، إلى التحالف، وصولاً إلى التشارك، وهي قراءة صائبة ودقيقة، ثم يتناول في المحور الرابع برنامج عمل السلام، مقترحًا برنامج عمل مشترك، مفضلاً برنامج العمل من أجل السلام، وهناك أوراق أخرى لا بد من قراءتها.

*نقيب الصحافيين اليمنيين الأسبق.

   
 
إعلان

تعليقات