Accessibility links

إعلان
  • أنموذج رائع لشابة عربية ومثال جيّد عن نجاح الجيل الجديد في المجتمع اليمني والعربي في أميركا

  • درسَت في اليمن وأكمَلت مشوارها الأكاديمي في أميركا في مجال العلاج الترفيهي الطبيعي.. وتكاد تكون اليمنية الأميركية الأولى التي تعمل فيه

  • تقوى دليل واضح على نضوج وتطور المجتمع اليمني الأميركي؛ كما أنها دليل، أيضًا، على مدى مساهمة المهاجرين في رفاهية أميركا

  • تحلم تقوى أن تفتح مركزها الصحي في اليمن يومًا ما، خاصة مع المشاكل التي يواجهها اليمنيون جراء الحرب التي أدت إلى تعقيد الأوضاع

ديربورن – ” اليمني الأميركي”- كب كوزاد:

 مما لا شكّ فيه أن للأسرة دورًا كبيرًا في تشجيع تعليم الفتاة حتى تخرجها وتحقيق ذاتها علميًّا ومهنيًّا.. وهو ما صار واقعًا ترويه حكايات عدد من اليمنيات في المهجر الأميركي حققن نجاحًا باهرًا بفضل تشجيع عائلاتهن لمسيرتهن في ميدان العلم والعمل، وهنا يمكن التأكيد على أن نجاح الفتاة يكون بمقدار مساعدة الأسرة لها.

تسير المرأة اليمنية في أميركا في الطريق الصحيح – بحسب أقوال الكثير، ممن يؤكدون أن الفتاة اليمنية صارت تدرس في المدارس والكليات والجامعات، بل إن هناك من يرى أن الفتاة اليمنية أكثر نجاحًا وذكاءً من الفتى.

تقوى صالح، فتاة يمنية تعمل في مجال تكاد تكون هي الأولى فيه.. وللحياة عدة طرقات وأبواب، وتقوى صالح الفتاة اليمنية الأميركية كان لها طريق طويل ومتعرّج، وما زالت طرقها مفتوحة للوصول إلى كلّ ما تريده، بل إن تقوى دليل واضح على نضوج وتطور المجتمع اليمني الأميركي، كما أنها دليل، أيضًا، على مدى مساهمة المهاجرين في رفاهية أميركا.

 تقوى تعملُ مشرِفة صحية في مركز ومستشفى لمعالجة الأمراض العقلية في مدينة وستلاند، التابع لحكومة الولاية، وهو مركز ومستشفى صحي خاص بالسجناء الذين يعانون من مشاكل عقلية، وبحكم القانون فإن عليهم الذهاب إلى هذا المركز والمستشفى.

وهي بهذا العمل تُساعد المرضى الذين يعانون من مشاكل عقلية أو الذين ترسلهم حكومة الولاية، وبموجب عملها تعمل على مساعدتهم للتخلص من مشاكلهم، كما تساعدهم على تحديد أهداف واضحة ليتجاوزوا مشاكلهم، كلّ حسب حالته، كما تقول تقوى لصحيفة (اليمني الاميركي)، حيث كلّ حالة تختلف عن الأخرى.

كما تُشرفُ تقوى، أيضًا، على المرضى أثناء التمارين الرياضية؛ كون الرياضة تُساعد كثيرًا على تجاوز التحديات النفسية التي يعاني منها السجناء أو المرضى.

الإحباط

تقول تقوى: “إن الأمراض النفسية تُمثّل تحديات يومية يواجهها المريض، وهناك إحباط كبير في التعامل معهم أحيانًا، فمثلاً: هناك مرضى، من خلال المعالجة والكلام يومًا وراء يوم، وساعات وراء أخرى يتعافون وتنتهي المعالجة ويغادرون المركز والمستشفى الصحي مقتنعين أنهم صاروا في أحسن حال، ونحن كذلك، لكن المريض قد يعود مرة أخرى إلى المركز للعلاج؛ لأنه يعاني من الإحباط؛ فالبعض منهم يذهبون إلى مجموعة أصدقاء أو أقارب ويتأثرون بهم، ومن ثمّ يتوقفون عن استخدام الأدوية المقررة لهم؛ فيعودون مرة أخرى إلى العلاج”.

التخصص الجديد 

تقوى لم تُخطط للعمل في هذا المجال، بل ولم يكن هدفها؛ فقد بدأت حياتها التعليمية عندما كانت في اليمن في فترة زيارتها فدرست الصيدلة وحصلت على دبلوم فني فيها، وعند عودتها من اليمن عرفت أنها لم تكن في الطريق الصحيح في اختيارها؛ فذهبت إلى كلية هنري فورد عند وصولها ميشيغن، وبعدها انتقلت إلى جامعة (استرين ميشيغن)، وهي الجامعة التي غيّرت فيها تخصصها إلى العلاج الترفيهي الطبيعي، وعن طريق هذا التخصص تمكّنت من استخدام كل إمكاناتها التي تعتقد أنها اكتسبتها من الحياة الاجتماعية.

تقول تقوى، ضاحكةً، إنني أول شخصية يمنية أعمل في هذا المجال، كما أعتقد، وهو مجال العلاج الترفيهي والعمل بين أوساط المرضى أو الذين يعانون مشاكل نفسية.

الولادة في أميركا  

ولدت تقوى في أميركا، وفي التاسعة من عمرها عادت مع أسرتها إلى اليمن، فوالدها الذي تقاعد عن العمل قرر العودة إلى بلده، وتضيف تقوى: “كنتُ أعتقد أننا فقط هناك لقضاء فترة الصيف والعودة لكنها كانت إقامة لسنوات”.

التعليم في اليمن

وفي اليمن التحقت بإحدى مدارس تعز (جنوب غربي البلاد)، وكان كل شيء يُدرّس باللغة العربية، وكانت الفتاة الوحيدة، ربما، التي تعرف أن التعليم بالانكليزي يعني كل شيء في حياتها الدراسية الأولى، بينما صار كل شيء حينها باللغة العربية.. تقول: “في ذلك الوقت كنتُ أبكي داخل الفصل، وعندما تسألني المعلمة عن سبب ذلك، أجيبها بأنني لستُ من هنا”.

على الرغم من ذلك تعلّمت الكثير خلال فترة التحاقها بالدراسة في اليمن، وتُقدّر كثيرًا ما تعلّمته في مدارس بلدها، مثنية على تعاون والدتها؛ فلولاها لما استطاعت تعلّم ما تعلمته واكتسبته حتى اليوم، ولَما نجحت – أيضًا – في المدرسة.

العودة إلى أميركا

عند عودة تقوى إلى أميركا ذهبت إلى الكلية، واعتقدت أنها كانت متأخرة عن زميلاتها وأصدقائها الذين تخرجوا وأصبح لديهم أعمال، لكنها استطاعت، وبسرعة، العودة إلى حقل التعليم وتغيير تخصصها، وعملت في البداية في كلية هنري فورد في القسم المالي، وتعرفت على الإجراءات التي يجب الاهتمام بها لدفع الالتزامات المالية للكلية، “فهناك طلاب أجانب لا يعرفون كيف يبدأون حياتهم التعليمية، وأنا أساعدهم في هذه المهمة ليبدأوا حياتهم التعليمية، وخاصة عملية التسجيل، وهذا كان شيئًا تطوعيًّا مني، وما زلتُ أعمل على المساعدة في هذا الموضوع إذا طُلب مني ذلك”.

مكان أفضل

تقول تقوى: إن الفتاة اليمنية في أيامها، على الأغلب، إما أن تنقطع عن التعليم بسبب الزواج المبكر، أو العودة إلى اليمن.. “لكن – الآن – الوضع مختلف تمامًا، حيث أصبحت الفتاة اليمنية في كل المدارس والكليات، والنسبة مختلفة تمامًا عمّا كان في السابق؛ فهي تعرف صديقات انقطعن عن الدراسة، لكنهن الآن عُدنَ إلى المدارس ولديهن أطفال، وهذا شيء جيد، بمعنى أن عدد الفتيات يتزايد”، بحسب قولها.

الآباء والأمهات   

وتُشير تقوى إلى أن الآباء والأمهات متعلمون الآن، وهذا لم يكن متوفرًا في السابق، وفي هذا تتحدث قائلة: “إننا ندعم كل الفتيات اللواتي يأتين من اليمن، وأقول لهن: لديكن فرص كبيرة لعمل أشياء كثيرة والاستفادة من التعليم”.

الحلم والمستقبل

تحلم تقوى أن تفتح مركزها الصحي في اليمن يومًا من الأيام، وخاصة في ظل المشاكل التي يواجهها اليمنيون، حاليًّا، جراء الحرب التي أدت إلى تعقيد الوضع؛ فالمركز الصحي هناك سيكون أكثر أهمية؛ لأنهم أكثر احتياجًا له في الوضع الراهن.

مما قالته تقوى يتأكد لنا أن المركز الصحي هناك سيكون ناجحًا، فالفتاة التي ولدت في أميركا، ودرست الابتدائية في اليمن، وأكملت مشوارها التعليمي الأكاديمي في أميركا، هي أنموذج رائع لشابة عربية ومثال جيد عن نجاح الجيل الجديد في المجتمع اليمني والعربي في الولايات المتحدة.

   
 
إعلان

تعليقات