Accessibility links

تطورات الموقف الأميركي من القضية الفلسطينية


إعلان

عدنان بيضون*

لم يرقَ الموقف الأميركي من غطرسة إسرائيل في القدس وغزة إلى مستوى من العدالة يأمله الفلسطينيون والعرب في النظر إلى القضية الفلسطينية، لكن يجبُ الالتفات إلى تطورات غير مسبوقة في أروقة الكونغرس الأميركي.

النائب، من أصولٍ فلسطينية، رشيدة طليب تقفُ على منبر مجلس النواب وتصفُ (إسرائيل) بدولة الآبارتايد… ونوابٌ آخرون من أصولٍ غير عربية يدينون علنًا سياسة القمع الإسرائيلية وإجراءات تهويد القدس.

السناتور بيرني ساندرز (من أصولٍ يهودية) صرّح غاضبًا “أننا لا نهتم بما يجري من عنف، وما يقعُ من ظلمٍ على الفلسطينيين إلا عندما تسقطُ صواريخ على (إسرائيل).. هذا ليس عدلاً.. وقد آن الأوان أنْ نتخلصَ من سياسة الكيل بمكيالين..”.

أعضاء بارزون في مجلسي الكونغرس الأميركي تجنبوا في موسم الانتخابات الماضي الظهور في المؤتمر السنوي لـ “إيباك” (لجنة العمل السياسي الأميركية الإسرائيلية).. نائبة الرئيس كامالا هاريس، على سبيل المثال، ورغم مواقفها المؤيدة لإسرائيل، أرسلت شريطًا مصورًا بفحوى رسالتها إلى المؤتمر، بينما رفض السناتور بيرني ساندرز الدعوة الموجهة إليه لإلقاء كلمة أمام المؤتمر، وكلاهما (هاريس وساندرز) كانا مرشحَين للرئاسة عن الحزب الديموقراطي.

جيل ما دون الثلاثين السنة من اليهود الأميركيين، لا تربطه بإسرائيل وشائج عاطفية أو سياسية كتلك التي ربطت آباءهم بها.

ثمة أصوات ترتفعُ الآن في الوسط التشريعي الأميركي، وفي أوساط النخب السياسية الأميركية عن جدوى منح إسرائيل نحو أربعة مليارات دولار سنويًّا، دون أيّ شروط، والأمر ذاته ينسحبُ على مصر وباكستان ودول أخرى على قائمة المساعدات الأميركية.

المزاج الأميركي العام على المستوى الشعبي لم يكن يومًا مؤيِّدًا لحروب أميركا ومغامراتها العسكرية في العالم. هذا المزاج بدأ بالتسرب إلى النُّخب الحاكمة، ويشهدُ تناميًا متزايدًا على ضفتي الانقسام العقائدي – السياسي بين ليبراليين ومحافظين.

لم يعُد سهلاً الجمع، مثلاً، بين تقدمية ليندن جونسون الاقتصادية الشهيرة وقيادته لمغامرة الحرب الفيتنامية، ولا بين رجعية ريتشارد نيكسون في السياسة وتقدميته البيئية التي أنتجت إصلاحات ثورية ًوجذرية في هذا الحقل.

الزمن الأميركي الراهن هو زمنٌ بات، لأسباب عديدة، يتطلبُ الانسجام في مكونات السلوك السياسي. لم يعُد بإمكان الرئيس أنْ يكون ليبراليًّا أو تقدميًّا في سياسته الاقتصادية ورجعيًّا في السياسة الخارجية.

لعلّ اليمين المتطرف في إسرائيل يدركُ هذه الحقيقة، لكنه ما يزال يعملُ على ليِّ عنقها. وما يقدِمُ عليه هذا اليمين من إجراءات لفرملة عجلات التاريخ، عبْر مصادرة الأراضي وعمليات “الترانسفير” الخطيرة التي يهيئ لها في الأراضي المحتلة في الضفة الغربية (حي الشيخ جراح في القدس مثالاً)، هو محاولات يائسة من قِبَل هذا اليمين المأزوم  في سياساته ورؤيته لمستقبل إسرائيل في عالمٍ  بات مفتوح الآفاق، ويتنافسُ فيه أيّ حاملٍ لجهاز هاتفٍ ذكي مع أعرق وأقدم الامبراطوريات الإعلامية.

من حائطه في “فيسبوك”.

   
 
إعلان

تعليقات