Accessibility links

بعد أن أصبح قانونيًّا في ولاية ميشيغان..كيف يواجه الآباء مشكلة تعاطي الأبناء للحشيش (المارايجونا)؟


إعلان
يترتب على تعاطي الحشيش (المارايجونا) الكثير من الآثار، وهي آثار تكون في غاية الخطورة، وتمثّل تهديدًا لصحة الفرد وكيان الأسرة والمجتمع، لا سيما حين يكون المتعاطون أطفالًا وفتية؛ وهو ما يتطلب من الآباء حرصًا شديدًا في مواجهة المشكلة من خلال الجلوس مع ابنائهم وقتًا كافيًا، ومتابعة همومهم وأنشطتهم بما يؤدي لحمايتهم.. في هذا التقرير نضع الآباء أمام مسؤولياتهم إزاء تعاطي الأبناء للحشيش؛ وهو التعاطي الذي صار قانونيًّا في ولاية “ميشيغان”، الأمر الذي يضاعف من مسؤولية الأباء في حماية الأبناء:

هامترامك – «اليمني الأميركي»:

عبدالله أحمد، رجل أعمال، يملك ثلاثة مطاعم صغيرة داخل الولاية وخارجها، لم يعرف أن ابنه يتعاطي الحشيش إلا بعد تخرجه من الثانوية، ملقيًا على نفسه اللوم؛ كونه لم يكن يقضي معه وقتًا كافيًا – حد قوله.

تفاجأ الأب، الذي يعيش مع أسرته في “هامترامك”، عندما عرف في بداية الأمر أن ابنه يتعاطى الحشيش، حيث لم يكن يتوقع ذلك، وقد اكتشف هذا عندما بدأ يشم رائحة غير معتادة في المنزل؛ فبدأ يشك في ذلك.. يقول: عندها سألت ابني عن الأمر فأنكر، إلا أنه وبعد أن أعطيته الثقة اعترف لي أنه يتعاطاها أسبوعيًّا، وأحيانًا ثلاث مرات في الأسبوع.. والغريب أن ابني قارن تعاطيه للحشيش بتعاطي الآخرين للقات.. فقلت له إذًا يا ابني فأنت سوف تتزوج امرأة تتناول الحشيش، لكنه قال لا.. وبعدها تحدثت معه عن الأسباب ووجدتها مقنعه؛ فأنا كنت بعيدًا عنه في معظم الأوقات؛ ولهذا حاولت أن اقترب منه وأقضي معه وقتًا أكثر.

ودعا عبدالله، الآباء للاقتراب كثيرًا من أولادهم، وأن يمضوا معهم بعض الوقت، ويتعرفون إلى أصدقائهم بما فيهم أصدقاء السوء الذين يكونون في الغالب سببًا في تعاطي الأبناء للمخدرات والإدمان عليها، حد قوله.

وأضاف عبدالله أحمد: أضعف حلقة في أميركا هي أنها قد تعطيك كل شيء، لكنها قد تأخذ منك صحة ومستقبل أولادك.. إن تعاطي الحشيش صار قانونيًّا في ولاية ميشيغان، لكن صحة وسلامة ومستقبل أولادنا أهم من قانونية التعاطي من عدمه، نريد أن نحافظ على أولادنا من الوقوع في ثلاثة دوائر: (القمار، المخدرات، والخمور)؛ لأنها مدمرة لصحة وسلامة ومستقبل الجيل الأميركي بشكل عام؛ فما بالك بمستقبل جاليتنا، ونحمد الله أن لنا خصوصية رائعة، وما زلنا محافظين عليها متمثلة في القيم الدينية والاجتماعية؛ لكننا ملزمون بضرورة طرح مشاكلنا وإيجاد الحلول بدون الهروب من الفضيحة والعار؛ لأننا في مجتمع يجب أن يتعلم من تجارب ومشاكل الآخرين في كيفية مواجهاتها .

الأولاد أهم

وعلى الرغم مِن أنّ هناك مَن لا يتعاطى أولاده الحشيش؛ إلا أنه يتحدث عن الوضع من حوله في الحارة والحي، معربًا عن الخوف والقلق من انتشار التعاطي ؛ فعبدالله رب أسرة يعيش في مدينة “هامترامك، لديه (8) أولاد، أصغرهم عمره (14) عامًا، ولا يوجد أيّة مشكلة لدى أولاده في قضية الحشيش، لكنه يعرب عن قلقه مما آل إليه الوضع في الحارة، حيث صار بعض الأطفال يتعاطون الحشيش.. يقول: أصغر أولادي مُدمن على لعب (الجيم) في الكمبيوتر، لكن في الأيام الأخيرة بدأ القلق يدب في حياتنا وفي حارتنا، حيث أصبحت هناك سيارات تقف في الأماكن العامة وداخلها أطفال صغار يتعاطون الحشيش، وهنا لا بد لنا – جميعًا – أن نعطي أولادنا الوقت الكافي، ونتابع أنشطتهم ونعرف تحركاتهم؛ حرصًا عليهم.. وأضاف: لا بد من تسخير بعض الوقت لأولادنا فلا يأخذنا العمل بعيدًا عن عائلاتنا ومعرفة همومهم.

تعاطٍ بلا خجل

“فؤاد محمود”.. يعمل في محطة بترول بمدينة “ديترويت” القريبة من “هامترامك “، يُعرب عن القلق من انتشار تعاطي الحشيش بين الشباب.. يقول: تعاطي الحشيش ينتشر بشكل مخيف بين الشباب الذين صاروا يتعاملون معه دون أي شعور بالخوف أو الخجل، وهو ما ترتفع معه مؤشرات القلق.

وأضاف: “كثير من الشباب صاروا يتعاطون الحشيش، لا سيما بعد أن أصبح قانونيًّا، كما نعرف، بل لم يعد هناك ذلك الخجل عند شراء أوراق السيجار لاستخدامها في تعاطي الحشيش”.

الخرف المبكر

ينتج عن تعاطي الحشيش الكثير من الآثار السلبية على صحة المتعاطي، ويتسبب بكثير من الأمراض التي تهدد حياة المدمن.. يقول الصيدلاني بليغ الكينعي: إن تعاطي الحشيش يوثر على المدى الطويل على مستوى الوعي، ويصاب المتعاطي بالخرف المبكر ويعاني من نقص في مستوي الذكاء، كما يؤدي لاضطرابات شخصية، بما فيها احتقار الشخص لنفسه وعدم الثقة بقدراته.

وأضاف: كما أن زيادة الجرعة تؤدي لارتفاع في ضغط الدم وزيادة نبضات القلب وجفاف في الجسم، ويؤدي إلى انخفاض في ضغط الدم والدوار، كما يؤدي إلى منع الإشارة التي يحملها الجهاز الهضمي من الدماغ للتوقف عن الأكل، ولهذا يستمر المدمن في الأكل دون توقف بسبب تعطل وصول الإشارة العصبية للدماغ.

   
 
إعلان

تعليقات