Accessibility links

بطل العرب لفردي ناشئي كرة الطاولة – إبراهيم جبران: طموحي التأهل لأولمبياد باريس


إعلان

صنعاء – “اليمني الأميركي” – حوار محمد الأموي

لم يكن تألق وفوز البطل الصاعد في لعبة كرة الطاولة اليمنية إبراهيم جبران، بالمركز الأول لبطولة العرب المجمعة (فردي الناشئين)، والتي اختُتمت – مؤخرًا – في الأردن، من باب الصدفة، بل كان نتيجة توفر عدة عوامل أبرزها: امتلاكه الموهبة، بالإضافة إلى نشأته في بيئة رياضية تشجع على مزاولة الرياضة، وتعشق لعبة كرة الطاولة، فوالده التربوي الفاضل عبدالحكيم جبران – مدير مدرسة خالد بن الوليد بصنعاء، المدرسة الرائدة في الأنشطة الرياضية، والتي تمتلك صالة رياضية وملاعب مختلفة، بالإضافة إلى أن شقيقه الأكبر ومدربه الحالي واحد من أبطال اللعبة محليًّا وعربيًّا.

ومن محاسن الصُدف في حياته أن مسكنه بصنعاء لا يبعد أكثر من نصف كيلو متر تقريبًا عن نادي أهلي صنعاء، الذي يُعد واحدًا من أهم قلاع كرة الطاولة في اليمن.. لكل ذلك لم يخيّب ظن مسؤولي ورواد اللعبة وخبرائها ومتابعيها في اليمن منذ بدايته الأولى مع اللعبة.

للتعرف أكثر إلى نجم كرة الطاولة اليمني الصاعد والمحترف بنادي قطر القطري منذ عام 2017م وحتى الآن، إبراهيم جبران، أجرت “اليمني الأميركي” هذا الحوار معه:

*مرحبًا بك كابتن إبراهيم، ومبارك عليك هذا الإنجاز في البطولة العربية المجمعة.. كيف تنظر إلى ما حققته؟

– أهلاً وسهلاً بك وبقراء “اليمني الأميركي”، وأشكر إدارة الصحيفة والموقع وطاقمهما على جهودهم ومتابعتهم لكل ما هو يمني، وللرياضين اليمنيين تحديدًا، ومتابعتكم لتجربتي، فقد سبق ونشرتم عني قبل حوالى سنتين، كواحد من الرياضيين اليمنيين الذي تجاوزوا آثار وتبعات الحرب، فشكرًا لكم، وبالنسبة لتحقيقي البطولة العربية، فهذا يُعد نجاحًا لكل رياضي يمني.

 

ظروف طارئة جعلتني أسافر دون مدرب وإداري.. واستعدادي للبطولة استعداد طويل؛ كوني أتمرن يوميًّا كي أحقق التأهل لأولمبياد باريس 2024.

 

*كيف تمكنت من تحقيق هذه البطولة؟

– تمكنت من تحقيق ذلك بفضل من الله أولاً، ثم إصراري على تحقيق شيء ولو بسيط لبلدي اليمن، والحمد لله نجحت في ذلك وبتفوق، وقد فزت بكل مبارياتي التي لعبتها، وكانت بطولة صعبة، حيث لعبت في المجموعة الأولى، وفزت على اللاعب السوري ثم العراقي بنتيجة واحدة 3/ 0، وتأهلت إلى دور الربع النهائي لأواجه لاعبًا من قطر، فتغلبت عليه 3/ 2، وفي نصف النهائي لعبت ضد لاعب آخر من قطر، ونجحت بالفوز بـ 3/1 لأصعد للمباراة النهائية، والتي جمعتني باللاعب المصري وائل ياسين، ونجحت بالتفوق عليه بنتيجة 3/ 0، والفوز بالبطولة، ولله الحمد والشكر.

*كيف كان استعدادك لخوض البطولة؟

– كان استعدادي للبطولة استعدادًا طويلًا؛ كوني أتمرن يوميًّا لِأحقق واحدًا من أهم أهدافي المستقبلية، وهو التأهل لأولمبياد باريس 2024، بإذن الله.

 

*ماذا تعني لك هذه البطولة؟

– تُمثل لي الكثير من الحافز المعنوي، وفرصة لاكتساب الخبرة؛ لأنها تُعد إحدى البطولات العربية المهمة بالنسبة لي ولرصيدي؛ كوني سبق وأن حققت المركز الأول في الجمهورية اليمنية عام 2016م، وبعد احترافي في قطر حققت المركز الثاني على مستوى العرب، ومن ثم حصدت لقب بطل غرب آسيا، والآن بطولة العرب.

 

ظروف طارئة

*هل صحيح بأنك سافرت بمفردك إلى الأردن للمشاركة في البطولة العربية، ولماذا؟

– كلاعب أمثّل بلدي اليمن في البطولة العربية، نعم سافرت بمفردي كون أخي ومدربي مشغولًا جدًّا بوظيفته الجديدة، أسال الله له التوفيق.. علمًا أن سفري كان مع بعثة قطر، وعودتي أيضًا، ولقيت ترحيبًا كبيرًا من قِبلهم، ومن قِبل سفارتنا في الدوحة، والأخ الكبير بشير سنان والكابتن رضوان شاني وأيمن شاني وأيمن الطيب، وطبعًا أخي الغالي الكابتن فهد جبران.

واسمح لي هنا أن أتقدم، من خلالكم، بخالص الشكر والتقدير للكابتن عز الدين باحشمان، الذي كان معي في كل لحظة بالأردن.

 

الحرب كادت تحرمني من الاحتراف.. وأمنيتي فتح مطار صنعاء لرؤية أبي وأمي.

 

البداية

* حدّثنا وحدِّث الجمهور الرياضي عن بدايتك الرياضية؟

– بدأتُ أمارس كرة الطاولة في المركز التدريبي الخاص بالاتحاد اليمني لكرة الطاولة، حيث كان أخي الأكبر فهد يتمرن مع المنتخب الوطني، ووقتها كان عمري 4 سنوات تقريبًا، وأحببت اللعبة كثيرًا، وأول من بدأ تعليمي هو أخي، ومن ثم انتقلت للمركز مع الكابتن نبيل الذماري والكابتن نشوان الحمادي.

جاء اختياري للعبة لأن أخي فهد بطل فيها، فأحببت اللعبة، وتمنيت أن أكون بطلًا مثله.
كانت أسرتي عونًا لي في كل مراحل الرياضة، خصوصًا والدي التربوي الفاضل عبدالحكيم جبران، الذي كان يدعمني بشكل مستمر، ويشجعني لأكون بطلًا مثل أخي فهد، وأيضًا دعاء والدتي، حفظهما الله.. كنت دائمًا أفكر بالتمرين والدراسة، حيث كان أحد شروط أسرتي لممارستي رياضتي المفضلة هو تفوقي في الدراسة؛ كون والدي مدير مدرسة.

*هل الرياضة واحترافك أثر في مسيرتك التعليمية أو أعاقك عن مواصلة دراستك؟

– الرياضة جزء من حياتي، ولم تُعق دراستي أبدًا، فأنا أحاول التنسيق بينهما منذ أن كنت في اليمن، وحاليًّا في قطر أنا أدرس بمدرسة عمر بن الخطاب الثانوية، وسأواصل مسيرتي التعليمية، حتى أصل لأعلى مستوى في طموحي العلمي، وهو أن أكون محاضرًا جامعيًّا في كلية التربية الرياضية.

احتراف مبكر

*ماذا عن احترافك بقطر، وكيف جاء، خاصة وأنك احترفت في سنّ مبكرة؟

– احترافي في دولة قطر جاء بعد سفر أخي الكابتن فهد جبران للعمل في الدوحة كمدرب، وكان هناك تنسيق بين أخي فهد والدكتور عصام السنيني – رئيس الاتحاد اليمني للطاولة، والأخ مطهر زبارة – الأمين العام للاتحاد، بخصوص إتاحة فرصة لي للاحتراف، وحينها أخبرني أخي فهد بأنه التقى الأخ نبيل الفقيه – الرئيس السابق لاتحاد الطاولة، في إحدى بطولات قطر، وكان – أيضًا – له دور في سفري إلى قطر حينها، حيث كان الأخ نبيل الفقيه يشغل وقتها منصب نائب رئيس الاتحاد العربي لكرة الطاولة، وبعد حصولي على موافقة كل الأطراف في اليمن وقطر سافرت إلى الدوحة، وتم تسجيلي في نادي قطر القطري كلاعب مقيم (بحسب النظام المعمول به هنا).. والحمد لله حققتُ مع فريقي العديد من البطولات، حيث يسمح لي بالمشاركة في بطولات الفِرق والزوجي فقط، فحققت بطولات الدوري وكأس الاتحاد والزوجي أيضًا لفئة الناشئين منذ 2017 إلى 2020.

 

الصعوبات التي أواجهها ليست إدارية ولا فنية بل مالية.. ونتيجة عدم توفر ميزانية أُحْرم من مشاركات وبطولات كثيرة.

 

اندلاع الحرب

*اندلعت الحرب في اليمن وأنت ما زلت في صنعاء تنتظر إكمال إجراءات وخطوات احترافك في قطر.. كيف عشت تلك المرحلة؟

– نعم اندلعت الحرب وكنت حينها في صنعاء، وكان انتقالي إلى قطر في أبريل/ نيسان 2017، وكانت فترة صعبة جدًّا، خصوصًا بعد قصف وتدمير صالتنا الخاصة بكرة الطاولة، التي كانت مركز تدريب لي وبقية زملائي والكباتن لاعبي المنتخبات الوطنية لكرة الطاولة، وكنت متألمًا لحدوث الحرب، وأيضًا متوجعًا من أضرارها على بلادي عامة، وعلى رياضتنا ومنشآتها المختلفة بشكل خاص، كما أنني عشت فترة قلق وخوف من ضياع فرصة احترافي، ولكن تمسكي بالله سبحانه وتعالى جعلني أصبر ولا أفقد الأمل، والحمد لله اكتملت الإجراءات، وتمكنت من السفر.

 

قطر

 *بعد وصولك إلى قطر واستقرارك في الدوحة.. كيف تعاملت مع متطلبات الاحتراف الرياضي وسعيك للتفوق، خاصة وبلدك يشهد حربًا؟

– وفقني الله في احترافي وتفوقي الرياضي، ونجحت في هذا، والفضل بعد الله يعود لأخي الكابتن فهد، فهو لم يسمح لي بالانخراط في أيّ مشاهدة لأيّ خبر سياسي، ودائمًا كان يسعى لإبعادي عنها قدر المستطاع، على الرغم من أنني لا أستطيع نسيان بلدي وحالته؛ كون أهلي وناسي وسط اليمن ووسط الحرب، وأبتهل باستمرار، داعيًا الله أن يحفظهم أجمعين، وأن يحفظ اليمن وأهله، ويجنب بلدنا ويلات هذه الحرب ومآسيها.

يحاول أخي، دائمًا، أن يجعل كل تركيزي في التمرين والدراسة من خلال تنظيم الوقت وتوزيع المهام، حيث إنني أتمرن في اليوم نحو 6 ساعات، وبقية الوقت للدراسة، مع تخصيص قليل من الوقت للراحة.

 

تذاكر السفر

*ما أبرز الصعوبات التي تواجهها لخوض البطولات الخارجية وتمثيل اليمن فيها؟

– الصعوبات ليست إدارية ولا فنية، بل مالية، ففي أحيان كثيرة أحصل على دعوات مشاركة في بطولات دولية مهمة لبلدي ولتصنيفي، ولكن أُحرم منها ولا أشارك بسبب عدم وجود ميزانية لتنفيذ برنامجي كاملًا، وكل ما أريده هي تذكرة السفر ومصاريف الإقامة للمشاركة في كل البطولات المقترحة، حيث إن أكثر بطولاتي السابقة كانت بدعم شخصي من أخي ومدربي فهد.

*هل يوجد تواصل بينك والاتحاد اليمني للطاولة، وكيف وجدت تجاوبهم معك لتسهيل مهمتك في تمثيل اليمن خارجيًّا؟

– بالتأكيد يوجد تواصل مع اتحادنا كونه الجهة الرسمية التي من خلالها نشارك في كل المسابقات، وأيضًا هم عون لنا في وضع البرنامج الخاص بي، حيث إن تواصلهم مع مدربي الكابتن فهد يكاد يكون شبه يومي من أجل وضع الخطط والبرامج، وإقرار المشاركات والمعسكرات التدريبية. هم متجاوبون معنا، ويسهلون مهامنا، وبحدود الإمكانيات المتاحة والمتوفرة لديهم.

*ماذا حقق إبراهيم جبران، لاعب المنتخب اليمني، من إنجازات وبطولات له ولبلده اليمن حتى الآن؟

*الحمد لله.. لديّ عدد من الإنجازات التي حققتها، وما زلتُ أسعى لتحقيق أخرى مستقبلاً، وكل عام أحقق بطولة، وإنجازًا جديدًا، ففي العام الحالي حققت المركز الأول في البطولة العربية لفئة الناشئين – عمان الأردن، بطل العرب.

وفي 2019 حصلت على المركز الأول في بطولة البحرين المفتوحة لكرة الطاولة فئة Mini Cadet 2019، والمركز الثاني في بطولة كأس العالم للقارات للفِرق المقامة في بولندا 2019 (world Cadet challenge).

أما في عام 2018 فقد حصلت على المركز الثاني في بطولة سلطنة عمان الدولية، والمركز الأول في معسكر بطولة الأمل لدول غرب آسيا – الأردن، والمركز الثالث في معسكر وبطولة الأمل لدول قارة آسيا في تايلندا، والمركز الثالث في معسكر وبطولة الأمل العالمي – إسبانيا… وهذه المراكز تضعني كلاعب في التصنيف الدولي، أما في عام 2017م فحصلت على المركز الثاني في البطولة العربية – مسقط.

 

ميدالية أولمبية

*ما طموحاتك؟

– طموحي هو الوصول إلى أولمبياد باريس 2024، وتحقيق ميدالية أولمبية في 2028 بإذن الله، لذلك أسعى وأتمنى إدراج اسمي ضمن برنامج التضامن الأولمبي الخاص باللجنة الأولمبية اليمنية.

أما بالنسبة للأمنيات فأتمنى أن يتم فتح مطار صنعاء حتى أستطيع السفر لليمن لرؤية أبي وأمي وأهلي.

وعبر “اليمني الأميركي” أوجه رسالتي لأمي وأبي (رغم تواصلي الدائم معهم)، وأقول لهم بأنهم في قلبي وعقلي دائمًا، وأسأل الله أن يجمعني بهم قريبًا.

 

تمثيل اليمن

*بماذا تعد الجماهير الرياضية في اليمن؟

– أعدهم بتمثيل اليمن خير تمثيل، وأتمنى دعاءهم لي دائمًا، وأتوجه لهم بالشكر الجزيل، فهم عوني بعد الله في تحقيق الإنجازات، وبإذن الله القادم أفضل.

   
 
إعلان

تعليقات