Accessibility links

برحيل الشاعر الكبير عبدالعزيز المقالح.. اليمن يفقد بوابة العالم إليه


إعلان

عبدالسلام الجوفي: المقالح عنوان صنعاء وبوابتها للعالم بل عنوان اليمن ونافذته الثقافية.

عبدالباري طاهر: شاعر اليمن العظيم وناقدها الفذ كان في طليعة الداعين للثورة والتحرر و الجمهورية.

أبو بكر القربي:فقد اليمن والعالم العربي بوفاة الدكتور عبدالعزيز المقالح رجلًا من رجال ثورة ٢٦ سبتمبر.

عبدالكريم الرازحي: كان أبًا وأخًا وصديقًا وأستاذًا ورئيسًا لي في مركز الدراسات ولقرابة نصف قرن ونحن معًا ونلتقي يوميًّا.

سامي غالب: المقالح أحد من صاغوا ذائقة اليمنيين وتفضيلاتهم منذ ستينيات القرن الـ20.

صنعاء – “اليمني الأميركي” – أحمد الكمالي:

لن ينسى اليمنيون تاريخ 28 نوفمبر/ تشرين الثاني، ففيه رحل شاعرهم الكبير وأديبهم ومفكرهم الفذ الدكتور عبدالعزيز المقالح ليخسروا برحيله واحدًا من أهم شموس التنوير والحداثة، وأحد أهم رجال تحررهم الوطني من الطغيان والاستبداد، وواحدًا من أبرز المدافعين عن الثورة والجمهورية والوحدة.

رحل عبدالعزيز المقالح عن عمر ناهز 85 سنة، قضى جلها في محراب الأدب والشعر ملكًا من ملوك قصيدة التفعيلة، وناقدًا كبيرًا ومفكرًا وباحثًا مختلفًا أسهم في خدمة بلده وعمل على تحرره وتنويره، فكان المقالح كمؤسسة ثقافية يطل من خلالها العالم على اليمن… فقد زار اليمن من خلاله أدباء ومفكرون وكتّاب عرب وأجانب كثر ليكتشفوا هذا البلد، علاوة على ما كانت دواوينه وكتبه تسهم في تقديم القصيدة والثقافة في اليمن للعرب والعالم.

في هذا التقرير نستعرض شهادات عدد من أدباء ورجال اليمن وهم ينعون الشاعر والناقد الكبير د. عبدالعزيز المقالح من خلال تدوينات لهم في منصات التواصل الاجتماعي: قال النقيب الأسبق للصحفيين اليمنيين عبدالباري طاهر في مقال عن مسيرة المقالح، وما يمثله رحيله: “رحيل الدكتور عبدالعزيز المقالح فاجعة وخسارة كبيرة، الشاعر الرائد الذي ما انحنى، قارع بقلمه وبمسلكه وبإبداعه الشعري والنقدي والأدبي أزمنة الطغيان والقهر.. شاعر اليمن العظيم وناقدها الفذ كان في طليعة الداعين للثورة والتحرر والجمهورية، انتمى باكرًا إلى حزب البعث العربي الاشتراكي وغادره باكرًا.. كانت صلاته عميقة بتنظيم الضباط الأحرار”.

وأضاف: “كان صوته داويًا في إذاعة البيان الأول للثورة السبتمبرية صبيحة السادس والعشرين من سبتمبر ١٩٦٢.. المقالح رائد الحداثة والتنوير في اليمن والأب الروحي لتيار الشعراء الشباب ودعاة الحداثة والتنوير والتجديد… ترك إرثًا أدبيًّا شعريًّا ونقديًّا زاكيًّا غمر المكتبة اليمنية والعربية بمؤلفاته الكاثر، منذ منتصف خمسينيات وستينيات القرن الماضي.. أصبح المقالح في مقدمة صفوف الداعين للخلاص من إرث المتوكلية الوبيل، وكان في طليعة الداعين إلى التحرر من الاستعمار”.

فيما عبر الأديب اليمني عبدالكريم الرازحي عن وقع خبر رحيل المقالح على نفسه قائلاً: “هذي البلاد لا تترك لك هامشًا للفرح والبهجة، وإذا فرحت وابتهجت لحظة، يلحقك الحزن إلى عقر دارك وينزل ضيفًا عليك، اليوم وبعد أن فرحت وابتهجت وقرعت الطاسة وابترعت قرعني خبر رحيل الدكتور عبدالعزيز المقالح وأوجعني، لقد كان أبًا وأخًا وصديقًا وأستاذًا ورئيسًا لي في مركز الدراسات، ولقرابة نصف قرن ونحن معًا ونلتقي يوميًّا، فإن لم نلتقِ في المقيل نلتقِ في المركز، وكانت حديقة المركز امتدادًا لحديقة قلبه، فيها نمارس رياضة المشي ورياضة البوح، وفيها اكتشفت بأن شيئين اثنين يجمعان بيني وبين المقالح الإنسان ويقرباننا من بعضنا ويمثلان قاسمنا المشترك، وهما: “الحزن والخوف”.

الفنان أحمد السنيدار دوّن في صفحته نبأ وفاة المقالح ناعيًا إياه: “بقلوب مؤمنة بقضاء الله وقدره وبحزن عميق تلقيت نباء وفاة المغفور له بإذن الله تعالى الصديق والأستاذ الدكتور عبدالعزيز المقالح أحد أبرز الشعراء العرب في العصر الحديث، والذي أثرى الساحة الأدبية اليمنية والعربية بمؤلفاته وإبداعاته، وبوفاته خسرت اليمن أحد كبار رجال الفكر والأدب والثقافة، بعد حياة حافلة بالعطاء الوطني وسيرة عطرة…”.

فيما نعى رئيس تحرير صحيفة النداء، سامي غالب، رحيل المقالح، قائلاً: “رحم الله الشاعر عبدالعزيز المقالح، أحد الكبار في اليمن والعالم العربي. أحد من صاغوا ذائقة اليمنيين وتفضيلاتهم منذ ستينيات القرن الـ20”.

وأضاف: “ارتبط اسمه بثورتي سبتمبر وأكتوبر… ثم بالوحدة”.

من جانبه قال رئيس تحرير صحيفة الأولى، محمد عايش: “كل يمني تتلمذ في جامعة صنعاء مدين لهذا اليمني الفذ الذي شهدت الجامعة في عهده أزهى عصورها، وكانت في عهده قبلة تتنافس على التعاقد معها وفيها أفضل الشخصيات الأكاديمية العربية”.

فيما قال الروائي اليمني علي المقري: “‏يومٌ حزين في تاريخ اليمن، حيث فقد هذا البلد المثخن بجراح الحروب أحد أبرز أدبائها في القرن العشرين، عبدالعزيز المقالح الذي كان أثره على الحياة الأدبية والثقافية في اليمن لا مثيل له… لتنم روحك بسلام أيّها الجمهوري العتيد في زمن صارت فيه أحلام اليمانيين، أحلامك، محل قلق وضياع”.

كما رثاه وزير الخارجية اليمني الأسبق، أبو بكر القربي، قائلاً: “فقد اليمن والعالم العربي بوفاة الدكتور عبدالعزيز المقالح قامة فكرية وأدبية لا تعوض، ورجل من رجال ثورة ٢٦ سبتمبر المدافع عن قيم حرية الرأي.. عملنا معًا على مدى ١٢ عامًا في العصر الذهبي لجامعة صنعاء”.  

وفي شهادته عنه قال وزير التربية والتعليم الأسبق عبدالسلام الجوفي: “فقدت اليمن، بل والأمة العربية الاستاذ الكبير والقامة العربية عبدالعزيز صالح المقالح، عنوان صنعاء وبوابتها للعالم، بل عنوان اليمن ونافذته الثقافية.. عبدالعزيز المقالح لم يكن فقط شاعرًا كبيرًا، ولا رئيس جامعة، ورئيس أهم مركز يعنى بالدراسات اليمنية، بل كان كل ذلك إلى جانب أنه رجل الثقافة الأول، ورجل الرصانة والحصافة، ورجل لمّ شملً واحتوى المظلومين والمقهورين، كان يشجع الأدباء الشباب ويرعاهم، كان ملاذًا لأولئك الذين لا ملاذ لهم من كل الفئات وكل الأحزاب وكل الوطن.. عشق صنعاء ولم يفارقها عشق اليمن الموحد اليمن الكبير الحلم الذي تحقق، أنشد لمصر وصنعاء وبغداد، وكل بلاد العرب”.

   
 
إعلان

تعليقات