Accessibility links

اليمنيون والبنجلادشيون في هامترامك: بيركنز وحكاية “المدينة الأميركية المسلمة” 


إعلان

إعداد نرجس رحمن، ترجمة زهراء خاتون
هامترامك –”اليمني الأميركي”:

«المدينة الأميركية المسلمة» عنوان كِتاب صدر، مؤخراً، لإليسا بيركنز الحائزة على الماجستير والدكتوراه في الانثروبولوجيا في تكساس (أوستن).

تناول الكِتاب، المجتمع المسلم في مدينة هامترامك، في سياق اهتمام المؤلفة البحثي بالأميركيين المسلمين بمن فيهم القادة الذين وجدوا طرقًا للرد على أسئلة مجتمعاتهم.

بدأ اهتمام المؤلفة بالدين من خلال تلقيها دروساً في العمارة الإسلامية. «كانت المرة الأولى التي أدركتُ فيها أن الإسلام كان جزءًا من النظام اليهودي المسيحي»، تقول بيركنز في إشارة لتراث عائلتها… بل ظل ذلك المفهوم حاضراً معها حتى بعد تخرجها في الجامعة، ونيلها البكالوريوس في اللغة الانكليزية في جامعة ويسليات في كونيتيكت عام 1996م. 

                                          الانثروبولوجيا

في عام 1997م انتقلتْ إلى كاليفورنيا، لدراسة علم النفس في جامعة بيركلي، في سياق اعتقادها أنها ستتبع خطى والديها. مشيرةً، في هذا الخصوص، إلى تزايدٍ فضولها، بل إنها بدأت، حينها، تطرح كثيراً من الأسئلة ما دفع أساتذتها لتوجيهها لصفوف الأنثروبولوجيا. وتم قبولها في جامعة تكساس في أوستن عام 2001م، وهناك نالت درجتي الماجستير والدكتوراه في الانثروبولوجيا.

وخضعتْ (بيركنز) في مسارها التعليمي، لدورة مكثفة في اللغة العربية في المغرب عام 2002 ضمن منحة FLAS. وفي عام 2003، عادت ضمن منحة فولبرايت لدراسة التغيرات في قانون الأسرة المغربي، وكيف أثرت على النساء المسلمات هناك. 

«لقد اقتربتُ من الثقافة والجنس والأسرة والفكر القانوني في الإسلام». «اكتشفتُ أن الإسلام ثقافة متنوعة وواسعة» تقول.

                                            فكرة الدراسة

وفي إشارة لفحوى عملها البحثي حول الأميركيين المسلمين تقول «هناك الكثير من الخطاب السيئ المعاد للإسلام»، «إن تفكيك الصورة النمطية التي تتعرض لها النساء بسبب دياناتهن أمر يستحق القيام به».

بعد عودتها من المغرب للولايات المتحدة عام 2004م أعدّت بيركنز دراسة عن (الطبقية في المجتمع). 

«في ذلك الوقت لم أكن أعلم أنني أردتُ تركيز بحثي المستقبلي على هامترامك في ميشيغان». إذ سرعان ما وقعت، حينها، في حب هذه المدينة، التي تحتوي على «العديد من العوالم المختلفة». ووقتئذ «بذلتُ قصارى جهدي كي لا أتقدم أبداً خارج المدينة لمدة سنة ونصف».

خلال الدراسة اقتربتْ كثيراً من الناس من خلال الاقتراب أكثر من قصصهم الخاصة، «وهو شيء تعلمتُه من والدي». «في حال بقيت هناك لوقت أطول فكنتُ سأكتشف أن طريقة عيش الناس المختلفة منطقية، حتى وإن كانوا مختلفين عما اعتدتُ عليه من التحلي بالصبر والفضول».

                                          محتوى الكِتاب

استعرض كتابها بعضاً من تاريخ الزعماء الأمريكيين من أصل أفريقي، متناولة كيف أنشأ البنجلادشيون واليمنيون منازلاً دائمًة في مدينة هامترامك، وعلى الأخص بعد الستينيات، حيث كانت تسعى كل مجموعة للفرص الاجتماعية والاقتصادية والاستقرار. 

وتطرقتْ المؤلفة إلى ما تتميز به هامترامك، إذ تعيش المجتمعات العرقية بالتوازي، وفي كثير من الأحيان لا تتشابك بسبب عوامل كاللغة. 

ونوهتْ بيركنز، في كتابها، بخصوصية الجيل الشاب، وكيف يعمل متغلباً على تلك الحواجز. وكما تقول فقد وجدتْ النساء البنجلادشيات واليمنيات يتقاسمن حبهن للدين عبر الأجيال الشابة والصغيرة. وتوضح إن جزءًا من هذه الدراسة يدور حول القادة الذين وجدوا طرقًا للرد على أسئلة مجتمعاتهم. 

«كانت لدى كلتا المجموعتين تجارب مماثلة نشأت في أماكن منفصلة عرقياً، وأرادت خلق مساحة للشبات ليكون لديهم مجموعات مختلطة عرقياً. كان ذلك جميلاً حقًا!»

وتشير، في كتابها، إلى ما شهدته المدينة من تدفق لليمنيين منذ عام 2014 بسبب الأزمة اليمنيّة المستمرة، ومجيء العديد من البنجلادشيين في التسعينيات وخلال الهجرة الثانية من نيويورك إلى منطقة ديترويت في 2000-2001.

                                         المسلمون الأميركيون

تعمل بيركنز، في جامعة ويسترن – ميشيغان، على تطوير دورات في العدالة الدينية والاجتماعية. وتستخدم، في ذلك، الحوار الإبداعي والمناقشة الجماعية للطلاب لإشراك زملاء الدراسة من المسلمين في الموضوعات. «آمل من خلق هذا الجو تمكينهم من طرح الأسئلة».

 فيما يخص مشروعها البحثي التالي فهو عن «القيادة الأميركية الأفريقية والأفريقية المسلمة في ديترويت».

تشغل بيركنز، حالياً، مدير مشروع في Dreamt Detroit’s DREAM Storytelling Project؛ وهي مبادرة لتوثيق وأرشفة التاريخ الشفوي لـ «عرض التاريخ الواسع والثري بشكل لا يُصدق للمسلمين الأمريكيين من أصل أفريقي والأمريكيين من أصل أفريقي في ديترويت.»

   
 
إعلان

تعليقات