Accessibility links

النبغلاديشيون ورحلتهم إلى هامترامك كوَطن


إعلان

هامترامك – نرجس رحمن
ترجمة/ ذكريات البرام

في عام 1969، انتقل نظام الدين أحمد، وهو مالك شركة فير سكاي للسفر بهامترامك، من شرق باكستان (بنغلاديش حاليًّا) إلى نيويورك بتأشيرة طالِب، ولاحقًا في عام 1970 قضى إعصار بولا على الآلاف من الناس والمنازل في واحد من أكثر الأحداث الجوية دمويةً في التاريخ، وفقًا للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية.

نظام وتحوُّل المسار    

 وقال: «عندما كنتُ في الصف الحادي عشر، في ذلك الوقت، دمّر بنغلاديش إعصار شديد، أسفر عن مصرَع آلاف الأشخاص وتشريد آلاف آخرين صاروا بلا مأوى ولا طعام».  

جمَع (نظام) أموال الإغاثة بمساعدة السيّد فيش، وهو مدرِّس التاريخ اليهودي بمدرسة سيوارد بارك الثانوية، في مانهاتن السفلى – نيويورك؛ لإرسالها عبْر رابطة شرق باكستان الأميركية، ولم يكن يعْلم أنّ آلافًا آخرين سيُقتَلون في حرب تحرير بنغلاديش عام 1971.

انضمّ نظام، لاحقًا، إلى الجالية البنغلاديشية بنيويورك في مظاهرة أمام مبنى الأمم المتحدة ضِد قتْل البنغال على يد جيوش غرب باكستان، وأعْرَب عن أمله في مساعدة حركة التحرير على الأرض، لكن تم تجنيده في الجيش الأميركي، عام 1971، وخدَم حتى عام 1974.

في (أيلول) – سبتمبر 1976 انتقل نظام إلى هامترامك، وعمِل في شركة فورد للسيارات عام 1977، كان واحدًا من البنغلاديشيين القلائل هنا، وفي عام 1988 افتتح متجر أمانة للدواجن، ويقعُ في 11217 – شارع كونانت، وهو أول متْجر للدواجن الحلال، ويُعتقَدُ أنه كان الأول من نوعه، الذي يملكه بنغلاديشي في أميركا الشمالية. 

لكن نظام في عام 1993 باع حصته، في نهاية المطاف، إلى أخيه وشريكه، وافتتح وكالة السفر (فير سكاي) لِخدمة المجتمع البنغلاديشي المتنامي. 

يُعبِّرُ نظام عن شغفه بالسفر: «كنتُ مفتونًا بالسفر، وعندما كنتُ في الجيش الأميركي تعاملتُ مع شركات متعددة خلال الإجازات والأعياد»

وأضاف: «الحمد لله؛ هي وكالة السّفر البنغالية الوحيدة غرب الولايات المتحدة الأميركية، والتي وافقت عليها وزارة الحج السعودية».

                         شيري وخلْق جذور في ميشيغان

على غرار نظام، جاء والد شيري أحمد إلى الولايات المتحدة في الستينيات، وعمل في شركة فورد للسيارات، ثم أحضر عائلته في وقتٍ لاحقٍ إلى ديربورن – ميشيغان، عام 1973.
تزوَّجَت شيري – مُحلِّلة كمبيوتر متقاعِدة – من طبيب الأعصاب كوزار أحمد، الحاصل على الدكتوراه في الطّب عام 1980، من بنغلاديش. 

عائلة شيري من دولجرام – سليهيتي، بنغلاديش، بينما عائلة كوزار من ولاية أسام – الهند. 

قالت شيري: «فرّتْ عائلتي سيْرًا على الأقدام أثناء التقسيم، وانتقلوا إلى خيستورايل – سيلهيتي خلال أعمال الشّغَب بين المسلمين والهندوس، ما أدى إلى الحرب (الهندية – الباكستانية) في عام 1965»

في أميركا عاشت شيري وكوزار بديربورن لِبضْع سنوات قبْل أنْ يشتريا أول منزل بأسعار معقولة في هامترامك عام 1993؛ وذلك لِرغبتهما في أنْ يكونا أقرب إلى المجتمع البنغلاديشي الناشئ. 

قالت شيري إنّ التسوّق والحصول على البضائع البنغالية كان صعبًا في البداية.. لوقتٍ طويل وقفت العائلة في صفوفٍ طويلة في المتجر الشرقي وعند الجزار الحلال الوحيد الذي يعرفونه. 

«سافرنا إلى محلات البقالة الصينية لشراء بعض التوابل والأسماك، ووجدنا بائع أسماك في شارع كاس بديترويت، حيث يُقدِّم وجْبة بنغالية شهيرة من مأكولات (سيلهيتي)، وهي الـ”شوكتي”»

تعيشُ شيري وعائلتها في هامترامك منذ 27 عامًا، وأضافت: «أنّ البنغلاديشيين بدأوا بتوسيع أعمالهم، والآن لدينا مجتمع بأكمله يُقدِّمُ الطعام للبنغلاديشيين».  

                             الهجرة الثانية: السعي وراء الفرص    

هذا التوسّع جزءٌ من أسباب انتقال أسرة المحامية نصرة حسين إلى هامترامك، في أغسطس 2002. 

تعملُ نصرة لدى فريدوم هاوس ديترويت لطالبي اللجوء، وجاءت عائلتها خلال ما يُعرَف بالهجرة الثانية، حيث انتقل البنغاليون بشكلٍ جماعي من نيويورك إلى ميشيغان؛ للحصول على نوعية حياة أفضل. 

«أصبح العيش في نيويورك على نحو مُتزايد أكثر تكلِفة لوالدي، كان الإيجار 800 دولار لشقة بغرفة نوم واحدة، وكان لدينا فرد من العائلة انتقل إلى هامترامك في العام، أو العامين السابقين، وأخبرَنا عن مدى تحسُّن الظروف المعيشية».

 تركَت حسين وراءها عائلتها في نيويورك، واضطرت للتكيّف مع الحياة في مدينة أصغر. 

جاء والدها إلى الولايات المتحدة من سيلهيتي على خطى أخيه الأكبر، (الذي عاش في كندا)؛ لمتابعة حياة أفضل في أميركا الشمالية. 

قالت: «لم تُتَحْ لنا الفرص، في بنغلاديش أو الهند، التي تساعدنا على خلْق الحياة التي تصوروها بشكلٍ فردي».  

وأضافت أنّ أقارب بَعيدين ساعدوهم على الاستقرار في هامترامك، كما كافح والداها للعثور على وظائف ووسائل نقْل.

 «لم نكن بحاجة إلى سيارة قبْل مجيئنا إلى ميشيغان، أمي كانت تعملُ في مصنع، وعملَتْ من أجل الحصول على ترخيصها، ووالدي اشترى سيارته الأولى.. كبنغلاديشية أحسستُ أنّ هناك شعورًا قويًّا حقًّا بالمجتمع والوحدة»

وقالت: «كنتُ أعرفُ، بغضّ النظر عن المكان الذي ذهبت إليه في هامترامك، أنني سأجدُ أهلي، سواء أكان ذلك محل بقالة أَم مكتب طبيب أَم مدرسة».

لقد قطع البنغاليون شوطًا طويلاً، حيث شغلوا عدة مقاعد في مجالس المُدن في السنوات القليلة الماضية، ويشكلون 24.3 % مِن سكان المدينة، حسب بيانات المركز الأميركي للإحصاء الموضحة في تشرين الثاني (نوفمبر) 2019، وفقًا للمعلومات التي تم الحصول عليها من PIAST ، الذي يتتبع بيانات التعداد.

تقول حسين إنّ العديد من الناس الذين كانوا يعيشون في المدينة انتقلوا إلى الضواحي، «هناك مَن هُم أصغر سِنًّا، والمهنيون يعملون بجميع المجالات في هامترامك الآن»

وبالمثل، فهي واحدة مِن هؤلاء المهنيين الذين يردّون الجميل للمجتمع، كمحامية مجّانية. 

وقالت: «نشأتُ في كوينز، وهامترامك ألهمتني بشكلٍ لا شعوري، ووجّهتني نحو العمل مع ذوي الدخل المنخفض ومجتمعات المهاجرين.
كنتُ أعرفُ التحديات التي يواجهها الناس مع عدم الحصول على خدمات كافية أو المساعدة؛ لِأنهم محدودو الموارد (اللغة/ النقل/ المال… إلخ)»

وأضافت حسين أنها تُخطّط للبقاء في المدينة خلال المرحلة الجامعية في آن أربور.. وقالت إنها أدركَت كم فاتها من تنوّع هذه المدينة. 

 «في فصل الصيف يمكنك أنْ ترى الجميع يتجولون في المدينة ويتسكعون فقط، ويحصلون على بعض الآيس كريم في ايغلو في بورك، ويسيرون إلى المسجد أو البقالة، إنه يشعرُ وكأنه مكان دافئ ومُرحّب».

 «إذا كنتَ لا تزال تعيش في ميشيغان، يمكنني تخيّل العيش في هامترامك أو ديترويت، لا يوجد مكان في ولاية ميشيغان بأكملها مثل هامترامك»

   
 
إعلان

تعليقات