Accessibility links

الناس في هامترامك.. يدًا بيد في مواجهة الأزمة  


إعلان

هامترامك – “اليمني الأميركي” – سيمون إلبرت:

يُمثّل وعي المجتمع، بدوره في مواجهة الأزمات الوبائية من خلال المساعدة والتعاون، ركيزة أساسية على طريق تخفيف تداعيات الأزمات، وها هي مدينة هامترامك تُسجّل تدخلاً مجتمعيًّا إيجابيًّا في مواجهة التداعيات الناجمة عن جائحة “كورونا”… وذلك من خلال عددٍ من المبادرات أطلقها عددٌ من أبناء المدينة… في هذا التقرير ترصد (اليمني الأميركي) بعض هذه المبادرات:

الكمّامات

عدنان جوبح – مالِك محل “هولبروك” لمواد البناء – يبحث في الانترنت عن معلومات لشراء كمامات؛ باعتبارها من الأشياء المطلوبة حاليًّا للحماية والوقاية الأولية من وباء كورونا، «ففي كلّ مرة نبحثُ عن المصانع المنتِجة، ونُريد الشراء منهم، لكنهم يقولون لنا: لا نبيع سوى للمستشفيات، ونحنُ إذا حصَلنا على الكمامات نريدُ توفيرها للمحتاجين» – يقول عدنان.

يُشار إلى أنّ عدنان يمتلك ثلاثة محلات في هامترامك وديترويت، ويشارِكه بسام بأحد المحلات في مدينة ديترويت.

 ما زالت محلات مواد البناء ومحطات البترول والمحلات الصغيرة والكبيرة لبيع المواد الغذائية مفتوحة ومستمرة في مزاولة عملها لتلبية حاجات الناس، فهذه المحلات لم يشملها قرار الحاكم بالإغلاق المؤقّت ضمن إجراءات محاصرة وباء كورونا.

في هذ الوقت يتزايد الطلب على الكمامات والقفازات، وبخاصة مع تزايد عدد حالات الإصابة، لكن عدنان ضمن مبادرته يخرجُ ويطرح كلّ ما هو موجود لديه من الكمامات ويوفّرها للناس الذين يحتاجونها.

يقول عدنان: «لو أردنا الرِّبح لفكّرنا ببيعها وكسب مالٍ كثير، لكننا نُفكر بمساعدة مَن يريدها، فنحن نريد مساعدة الناس، وخاصة الذين يعانون من أمراض سابقة؛ ولهذا بدأنا بفكرة في “فيسبوك” وأعلنّا لِمن يريدها، وهو مريض أو لديه أمراض سابقة، عليه الاتصال بنا، أو يأتي إلى أحد محلاتنا، وهذا ما حصل، فالذين لديهم أمراض هم الأكثر حاجة إليها»، وهو ما يؤكد عليه بسام – شريك عدنان.

وجبات الأطفال

هامترامك – بلا شكّ – مدينة صغيرة ومساكنها متقاربة، ولهذا سيتضرر سكانها بشدة من تفشّي فيروس كورونا.. سكانها في الغالب من الطبقة العاملة والمهاجِرة، وعلى الرغم مِن ذلك يحاول سكان هذه المدينة أن يكونوا متعاونين من خلال المنظمات والأفراد.

محلات “هول بروك” تطرح مبادرة جيدة في سياق مساعدة المجتمع خلال هذه الأزمة، ولو بشكل بسيط، لكن له قيمة، وهناك مبادرات أُخرى كتوفير قاعة صغيرة افتُتِحت مؤخّرًا، والمعروفة بقاعة (نانس)، وهي قاعة للاجتماعات والاحتفالات واللقاءات الصغيرة، وتقع وسط المدينة، وفي قلبها الرئيس، بين شارع “جوازف كامبوا” وشارع “كنييف”، وهناك يتم العمل على تجميع ما يُقارب (100) وجبة غذائية من المطاعم لتوزيعها على الأطفال.

يقول مدير القاعة “سام كيرستل”: «هناك أطفال لا يأكلون سوى وجبة واحدة في اليوم… وقد سلّمنا عددًا كبيرًا من وجبات الأطفال عن طريق الآباء، ويتم توزيعها بالسيارات، دون الخروج من السيارات، حيث يتوقفون ثم يُسلّمونها».

«هناك اعتقاد وإيمان من أصحاب المبادرات الإيجابية… هناك مَن يعتقد ويؤمن بالله، وهناك مَن يعتقد ويؤمن بالقوة الخارقة، وهناك مَن يعتقد بقوة المجتمع، أو يعتقد بالتضحية وبخدمة ومساعدة الآخرين»، يقول عدنان: «أنت تُساعد شخصًا، والله سوف يُرسل شخصًا يساعدك، فلنكن أسبابًا لمساعدة بعضنا البعض».

مساعدة المحتاجين                         

محلات الحرمين، أيضًا، سمحت باستخدام مواقف السيارات الخاص بها، من قِبل إحدى المنظمات التي وضعت فيه مواد غذائية للعامة، لكن المنظمة التي نظّمت الحدث أعادت الكثير من الناس بسبب الازدحام، وجعلت التوزيع – فقط –  مقتصرًا على المحتاجين؛ إدراكًا منها لأهمية مساعدة المحتاجين.

منظمة “جنرال فود بنك” نظّمت الحدث في شارع “كوننت”، بالشراكة مع محطة البنزين هناك.

المدير المسؤول عن منظمة (أصدقاء المنازل) “كاثي ماير” قال: إن منظمة (جنرال فود) أشرفت ونظّمت التوزيع بين المتبرعين والمستفيدين، مؤكدًا أنّ الحاجة إلى المساعدة ضرورية في مدينة هامترامك، وخاصة أنّ بيان الأرقام يؤكد أنّ دخل ما يقارب 50٪ من السكان هو قريب من خطّ الفقر.

«المدنية سوف تُعاني من الأزمة في الأيام القادمة إذا استمرت بهذا الشكل كبقيّة المدن في أميركا، لكن التعاون سيجعلهم أكثرُ تماسكًا وتحديًا».

   
 
إعلان

تعليقات