Accessibility links

الموقف الأميركي من الحرب في اليمن.. بين مراوغة البيت الأبيض ومشروع قرار الكونجرس


إعلان
إعلان

صنعاء – « اليمني الأميركي»

ما مدى جدية الموقف الأميركي من ضرورة إيقاف الحرب في اليمن لا سيما في ظل ما تناقلته وسائل الإعلام قبل أكثر من شهر عن وزيري الخارجية والدفاع الأميركيين في هذا الصدد، وما لحقه من عرقلة أميركية لمشروع قرار بريطاني في مجلس الأمن بخصوص هدنة في محافظة الحديدة.. الأمر الذي يسأل معه المتابع: ما حقيقة الموقف الأميركي من الحرب في اليمن؟..

وفي حال كانت جادة لما لم توقف تصدير السلاح للتحالف؟!!.. أسئلة كثيرة تصدّر للإجابة عليها مجموعة من أعضاء الكونجرس، في مقدمتهم السيناتور «ساندرز» من خلال الموافقة على مشروع قرار بإيقاف الدعم الأميركي للحرب في اليمن، وهو المشروع الذي حظي بموافقة تم بمقتضاها رفعه للجنة العلاقات الخارجية..

لكن يبقى السؤال قائمًا: إلى أين تمضي المواقف الأميركية من الحرب في اليمن، وهل ستنتهي بإيقاف الحرب لا سيما وأن نتائج مشاورات السلام اليمنية في السويد كشفت أن الأطراف ما زالت بعيدة عن حديث السلام، ما يؤكد أن الأطراف التي تسندها لم تصل بعد إلى مستوى الرضوخ لنتائج المعاناة الإنسانية في ظل عجر الطرفين عن الحسم.. ليتجدد السؤال: هل صار إيقاف هذه الحرب ضرورة إنسانية ملحة، وما مدى جدية الموقف الأميركي من الإجابة على هذا السؤال؟

أولوية

البعض ما زال يربط السلام هناك بالقرار الأممي 2216، متجاهلين بذلك اللحظة التاريخية التي تغيرت.. وفي هذا يرى الصحافي اليمني رضوان الهمداني، متحدثًا لـ» اليمني الأميركي»، أن أولوية، «إيقاف الحرب أمر لا خلاف عليه خاصة مع تعاظم فاتورة المأساة الإنسانية في اليمن.. لكن السؤال: على أي أساس يتم إيقاف الحرب؟.. المنطق يقول أو من وجهة نظري، على الأقل، أن لا نهاية للحرب إلا بالتزام جماعة الحوثي بتطبيق القرار الأممي 2216، والقاضي في بنوده بالانسحاب من المدن وتسليم الأسلحة الثقيلة والانخراط في العملية السياسية.. وأيّة تسوية لا تضمن إلزام الحوثي بتسليم سلاحه لن تكون إلا ترحيلاً للحرب، وبالتالي إطالة أمد الصراع في اليمن».

واستطرد الهمداني: «الأمر الآخر، يبدو واضحًا أن الحوثي كان وما يزال يراهن على تفاقم الأزمة الإنسانية لتحميل الحكومة الشرعية والتحالف المسؤولية، وبالتالي تعاظم الوضع الإنساني سيدفع دولاً عدة للتدخل والضغط على الشرعية والتحالف لإنهاء الحرب بأية صيغة كانت، حتى وإن كانت لا تؤسس لسلام دائم، وهذا هو ما يحدث بالفعل».

واعتبر الموقف الأميركي «لا يخرج عن سياق تجاري وابتزاز.. كما لا يمكن المراهنة على أي مواقف من إدارة الرئيس الأميركي الحالي، فهي تتعامل بعقلية تجارية نفعية، بما يضمن استمرار تشغيل مصانع الأسلحة وتدفق الاستثمارات والأموال السعودية إلى خزائنهم”.

“أنصار الله”

وعلى خلفية وقوف الولايات المتحدة ضد مشروع القرار الأممي البريطاني في مجلس الأمن القاضي بهدنة في اليمن لمدة أسبوعين اعتبرت جماعة “أنصار الله” (الحوثيين)، في حديث للناطق الرسمي لِما يعرف بحكومة الإنقاذ التابعة للحوثيين، أن دعوة أميركا لتعليق مشروع القرار الذي تقدمت به بريطانيا في مجلس الأمن لهدنة في اليمن، يقوض المساعي الدولية لإحلال السلام.. وأوضح الناطق في خبر بثته وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) (نسخة صنعاء): “أن هذا الموقف الأميركي ليس غريبًا؛ كون إعلان العدوان تم من أميركا وبرعايتها”.. كما أكد أن هذا الموقف “يقوض جهود ومساعي المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن بشأن استئناف العملية السياسية وبناء الثقة التي تسعى لها الأمم المتحدة”.

دولة اتحادية

باسم الشعبي – رئيس مركز مسارات للاستراتيجيات والإعلام في عدن – يرى في تصريح لصحيفة اليمني الأميركي أن “إيقاف الحرب في اليمن باتت أكثر من ضرورة.. لا أعتقد أنه في مصلحة اليمنيين استمرار الحرب؛ لأنها لا تخدم إلا الخارج الذي يحاول تشكيل المشهد اليمني كما يريد ضدًّا لتطلعات اليمنيين في دولة اتحادية وطنية”.

وأضاف: «أن الحرب الحقيقية ليست التي نراها بين الأطراف الظاهرية فهؤلاء جلهم أدوات للخارج يؤدون أدورًا مرسومة لهم.. الحرب هي ضد الثورة اليمنية وضد مشروع الدولة الوطنية”.. واستطرد أن “اللعبة انتهت، وعلى الممثلين المحليين العودة كل إلى موقعة قبل 2015.. وعلى اللاعبين الإقليمين مغادرة اليمن ودفع التعويضات وتكاليف إعادة الإعمار وجبر الضرر.. وعلى أميركا ألا تحاول الظهور بوجهين.. وجه مع ايقاف اللعبة وإسدال الستار عليها.. ووجه غير واضح ينحاز للحلفاء الإقليميين الذين يريدون الاستمرار في محاولاتهم للقضاء علي تطلعات اليمنيين في بناء دولتهم الوطنية”.

   
 
إعلان

تعليقات