Accessibility links

المشكلة العرقية تؤثر على نتائج الانتخابات وتؤذي “ديربورن”


إعلان

بقلم: بريان ستون

التنافس على الفوز بعضوية المجلس التعليمي كان أشبه باستفتاء على التقسيم العرقي في سياسة ديربورن.
نحن بحاجة إلى المزيد من بناة الجسور الاجتماعية في ديربورن، وليس أمامنا المزيد من الوقت لنبدده هباء.
في حين أن (عادل) خسر السباق، إلا أن أملي هو أننا نستطيع تعلّم الدروس من هذه الانتخابات ونبدأ التحرك صوب مدينة أكثر نضجًا وعقلانية.

في الوقت الذي كانت فيه الانتخابات الحالية (الأخيرة) أشبه باستفتاء على “دونالد ترامب”، فيما يتعلق بالسياسات المحلية، فإن التنافس على الفوز بعضوية المجلس التعليمي قد كان أشبه باستفتاء على التقسيم العرقي في سياسة ديربورن.

دعونا نتحلى فقط بالأمانة ونفصح، بوضوح وصراحة، عن هذه القضية:

في”ديربورن” مشكلة عرقية تؤثر على الانتخابات فيها.. البيض ينتخبون البيض، واللبنانيون ينتخبون اللبنانيين، واليمنيون ينتخبون اليمنيين.. هل هناك أي استثناءات متعددة أخرى؟.. نعم، بالتأكيد.. أما في”ديربورن”، فهناك ميل لأن ينتخب الناخبون أولئك الذين يشبهونهم ويتحدثون مثلهم، إلا في حالة أن يقف قادة جالية ما ويتبنون خطابًا مغايرًا.. والمسألة هنا ليست مسألة رأي أو وجهة نظر – انظروا فقط في الدائرة الانتخابية – من خلال نتائج الانتخابات فيها.

إن هذه القضية تخلق مشاكل فريدة من نوعها في ثقافتنا السياسية؛ لأن من يفوز في الانتخابات هو يعول دائمًا على المجموعة العرقية التي ستشارك في الانتخابات بأكبر عدد من الناخبين، وليس على المرشح الذي قدم أفضل برنامج في خطابه للترشح.. وهذا الأمر صار باديًا للعيان في التنافس الانتخابي الأخير لهيئة التعليم.

والدليل على هذه المشكلة هو التنافس بين كل من “سندي بارلي” و”أمان فداما” مثلاً، حيث أرسل كلّ منهما الظرف البريدي ذاته إلى الناخبين المتغيبين، وعليه صورة وجه كل منهما، وكان، هناك، فجوة شاسعة بين أعداد الناخبين المتغيبين الذين حصل عليهم كل منهما، مع أن (أمان) حصلت على العدد الأقل.

ومن المعروف تمامًا أن الناخبين المتغيبين في “ديربورن” هم – غالبًا – من المتقدمين في السن، ومن الأكثر بياضًا من عموم الناخبين.

ومع ذلك فإن أعلى المرشحين حصل على أكبر عدد من أصوات الناخبين من كل الأطراف في المدينة.. فالمرشحان الفائزان “روكسان مكدونالد” و”جيم ثروب” حصلا على قدر كبير من أصوات الناخبين في الطرف الشرقي.. و”عادل معزب” الذي جاء في المرتبة الثالثة متقدمًا بآلاف الأصوات على المرشحين الآخرين، حصل على أكبر عدد من أصوات الناخبين في غرب “ديربورن” من أي مرشح عربي آخر.

وهذا يبين قدرتهم على بناء تحالفات، وتطوير صداقات عبر الحدود العرقية، كما يبين قدرتهم على الإصغاء للناس الذين يختلفون عنهم.. مهما يكن، فلو أن هذه كانت “انتخابات لشخص واحد فقط”، فإن الانقسام العرقي سيكون أشد بكثير، وسيكون من الصعب إقناع الناس بالتصويت لمرشح من خارج مجموعته العرقية.

إنني فخور بدعمي لـ”عادل معزب” و”روكسان مكدونالد” في هذه الانتخابات.. إنني متحيز ولا ريب – لقد سعيت بكل جهدي إلى المناصرين لي من أجل دعمه والتصويت له، وربطته بالمتبرعين والمتطوعين، ومنحته دعمي بكل حماس.. وحتى ذلك الحين، كنت أعرف أن كل ما فعلته لم يكن كافيًا، وتمنيت لو كان باستطاعتي أن أفعل المزيد.

وأملي في الأشهر القادمة هو أن بناة الجسور في “ديربورن” يستطيعون أن يجتمعوا معًا و يبدأون العمل يدًا بيد على القضايا العامة التي تهم الجميع، خصوصًا عندما يتعلق الأمر بالوصول إلى تجاوز خطوط الأعراق والجغرافيا في مدينتنا.. إن المستفيدين من الانتخابات القائمة على الانتماء العرقي هم غير المخلصين، المرشحين الشباب أمثال”عادل معزب”.

إن قادة الألفية من مثل (عادل) ومثلي علقنا في إحباط النظام السياسي الذي ينظر إلى أسمائنا ودفتر شيكاتنا أكثر مما ينظر إلى ما نستطيع أن نقدمه من خدمة حقيقية متميزة.. وهذا لا يستفيد منه سوى أعظم اللاعبين الساخرين المستهترين في مدينتنا.

علينا أن نتغير، ففي انتخاب واحد، قد يذهب عدد كبير من الناخبين العرب، في حين أن عدد الناخبين البيض قد يكون كبيرًا في انتخاب آخر – هل نحن نريد حقًّا من يفوز بالانتخابات المعتمدة على أشياء كهذه؟، أم أننا نريد انتخابات يختار الناخبون فيها أفضل المرشحين بغض النظر عمّن هم الناخبون الذين خرجوا للتصويت؟ في الوقت الذي نعجز فيه عن إقناع الناس العاديين أن الانتخابات القائمة على الانتماء العرقي هي انتخابات ضد أهم قضاياهم.. ولو أن عددًا كافيًا من قادة المجتمع اجتمعوا معًا ضد هذا التوجه، فلعلنا نكون قادرين معًا – مجتمعين ومنفردين – أن نغير مفاهيم المجتمع السلبية هذه من خلال أصواتنا الفردية.

وفي حين أن (عادل) خسر السباق، إلا أن أملي هو أننا نستطيع أن نتعلم الدروس من هذه الانتخابات ونبدأ التحرك صوب مدينة أكثر نضجًا وعقلانية.. نحن بحاجة إلى المزيد من بناة الجسور الاجتماعية في “ديربورن”، وليس أمامنا المزيد من الوقت لنبدده هباء.

   
 
إعلان

تعليقات