Accessibility links

اللحظات الأخيرة في حياة الصبي المسلم الذي قضى طعنًا على يد متطرف في ولاية إلينوي


إعلان

“اليمني الأميركي” – متابعات: 

أثار مقتل طفل أميركي من أصول عربية، طعنًا بسكين متطرف حتى الموت في ولاية إلينوي، الأحد الماضي، ردود فعل تدين الجريمة التي تؤكد مصادر أنها تندرج ضمن جرائم الكراهية في الولايات المتحدة.

هزت الجريمة الرأي العام العربي والإسلامي والأميركي باعتبارها مدفوعة بكراهية عنصرية وفق متابعين، واستهدفت صبيًّا وأمه، وقام بها متطرف أميركي كردّ فعل لتأثره بالضخ الإعلامي غير المحايد عن جولة الصراع الفلسطيني الإسرائيلي الراهنة.

وديع الفيومي، 6 سنوات، صبي مسلم تم إزهاق روحه في هجوم استهدفه هو ووالدته بسبب دينهما، وكردّ فعل على الصراع الفلسطيني الإسرائيلي الملتهب حاليًّا.

وتقول الشرطة إن وديع الفيومي، تعرض للهجوم لأنه مسلم. وأقيمت جنازته أثناء مثول المشتبه به أمام المحكمة بتهمة قتل الصبي.

ويرجع متابعون الجريمة إلى أن المتهم البالغ من العمر 71 عامًا كان منزعجًا من الحرب بين إسرائيل وفلسطين، المستعرة حاليًّا في الأراضي المحتلة.

وجاء المشيعون من جميع أنحاء المنطقة، وقدم بعضهم من مسافات بعيدة جدًّا، للتعبير عن حزنهم وغضبهم من الجريمة.

وحسب تقرير لموقع (بي بي سي نيوز)، فقد امتلأ المسجد في ضاحية بريدج فيو بشيكاغو، الاثنين، حيث قام بعض الأشخاص بتقديم واجب العزاء على الرصيف خارج المسجد.

وأصيبت والدة وديع، هناء شاهين، البالغة من العمر 32 عامًا، بجروح خطيرة خلال الهجوم ولم تستطع حضور جنازة ابنها بسبب وجودها في المستشفى.

 وقالت سعدية نواب، وهي أم لثلاثة أطفال، تعيش بالقرب من المسجد: “أنا مصدومة، لكنني لست متفاجئة، نحن قلقون على أطفالنا، وأكثر قلقًا بشأن الأطفال الضعفاء في جميع أنحاء العالم الموجودين الآن في فلسطين وفي غزة”.

وقالت السيدة نواب إن المدارس المحلية اتخذت احتياطات إضافية بسبب الأحداث في إسرائيل وغزة. ووجه العديد من المشيعين، اتهامات لقادة الحكومة والمؤسسات الإعلامية بالتحيز ضد الفلسطينيين وتشجيع أجواء الكراهية.

وكان عمّ الطفل الأميركي المسلم، الذي تم طعنه حتى الموت في جريمة يشتبه أنها جريمة كراهية خلال عطلة نهاية الأسبوع، والمتحدث الرسمي باسم العائلة، يوسف حنون، قد أدلى بتصريحات خلال مراسم دفن الطفل التي حضرها المئات، وقال إنه قبل الجريمة “لم تكن هناك أيّ علامات على وجود مشكلة” بين المشتبه به جوزيف تشوبا والضحايا، وبيّن أن الصبي ووالدته كانا يعيشان في غرفتين مستأجرتين في منزل يملكه تشوبا، الذي حضر عيد ميلاد وديع قبل بضعة أسابيع فقط.

وأضاف السيد حنون، لـ”بي بي سي”: “كان ودودًا تجاه العائلة بأكملها، وخاصة تجاه الصبي، الذي عامله كأحفاده، وقدم له الهدايا وأحضر له بعض الألعاب”.

وذكر حنون أن وديع “أحب مدرسته، وأحب معلميه، وأحب والدته”، “كان يحب الحياة”، وكان يتصرف كطفل عادي في السادسة من عمره، دائم الابتسام”.

وصرح عمّ آخر لوديع، محمود يوسف: “عندما طُعن وديع، كانت كلماته الأخيرة لأمه: “أمي، أنا بخير”.

وأشار المدعي في ملف المحكمة أن مالك العقار كان غاضبًا من والدة وديع “بسبب ما كان يحدث في القدس”.

وكتب مساعد مدعي الدولة مايكل فيتزجيرالد: “أجابته الأُم: ‘لنصلي من أجل السلام، ثم هاجمها تشوبا بسكين”.

ويقول ممثلو الادعاء إن السيد تشوبا، كان يستمع إلى البرامج اليمينية، وأصبح يشعر باضطراب الشك والارتياب بشكل متزايد بشأن وجود الأسرة الفلسطينية الأميركية في منزله.

ووفقًا لوثائق المحكمة، أبلغت زوجة تشوبا الشرطة أن زوجها كان يخشى تعرضهما لهجوم من قِبل أشخاص من أصول شرق أوسطية، وكان قلقًا من وقوع كارثة على شبكة الكهرباء الأميركية، وقام بسحب ألف دولار من أحد البنوك.

وفي صباح السبت، تم استدعاء الشرطة إلى منزله في بلينفيلد، إلينوي، على بعد حوالي 64 كم جنوب غرب شيكاغو.

وُتبين رسائل نصية أرسلتها العائلة إلى مجلس العلاقات الأميركية الإسلامية، حاول السيد تشوبا خنق السيدة شاهين، وقال: “يجب أن تموتوا أيها المسلمون”.

مثل السيد تشوبا أمام المحكمة، يوم الاثنين، بتهمة القتل والشروع في القتل والضرب المشدد بسلاح مميت، وتهمتين بارتكاب جرائم كراهية.

كان يرتدي ملابس السجن الحمراء وشعره الأبيض بدا غير مهندم، وتم احتجازه بدون كفالة، وأُمر بعدم الاتصال بالسيدة شاهين. تحدث بشكل مختصر فقط ليؤكد أنه يحتاج إلى محامٍ عام يُعيَّن له من قِبل المحكمة وأنه يفهم التهم الموجهة إليه، ثم تم ربطه بالقيود وإرساله مرة أخرى إلى سجن البلدة.

وبشكل منفصل، قالت وزارة العدل الأميركية إنها تفتح تحقيقًا في جرائم الكراهية.

 بعد الاعتقال، قام الجيران بإنشاء نصب تذكاري مؤقت خارج المنزل، وكان يتضمن ألعابًا محشوة وبالونات ولوحة كتب عليها “ارقد في سلام أيها الصبي العزيز”.

 وشهدت الجنازة حضورًا أمنيًّا مكثفًا في حي يعرف بفلسطين الصغيرة.. في هذه الزاوية من ضاحية بريدج فيو، تحمل المتاجر المحلية لافتات باللغتين الإنجليزية والعربية، وترفع الشركات العلمين الفلسطيني والأميركي جنباً إلى جنب.

وقال سيد خان، نائب رئيس مجلس المنظمات الإسلامية في شيكاغو الكبرى: “هذا الطفل يجب أن يكون في المدرسة، وبدلاً من ذلك نحن هنا اليوم لحضور جنازته”.

وتعيش غزة حاليًّا وضعًا إنسانيًّا كارثيًّا جراء الهجمات الانتقامية الوحشية الإسرائيلية التي تسببت بمقتل نحو ثلاثة آلاف وتدمير بنية تحتية هائلة حتى الثلاثاء، 17 أكتوبر/ تشرين الأول، فيما صرحت مصادر أن إسرائيل تقتل يوميًّا مائة طفل في غزة ضمن الغارات المتواصلة وفق مصادر فلسطينية وإنسانية، والتي تأتي ردًّا على عملية حركة حماس “طوفان الأقصى” التي قالت “بي بي سي” إنها أدت إلى مقتل 1400 إسرائيلي بالإضافة إلى مئات الرهائن.

   
 
إعلان

تعليقات