Accessibility links

العالِم اليمنيّ هلال الأشول: المساعدات لا تبني بلدًا وإعادة بناء اليمن مسؤوليتنا جميعًا


إعلان

الأشول متحدّثًا لـ”اليمني الأميركي” عن فوزه بالجائزة ورؤيته لِما يجبُ فعله تجاه اليمن

 

صنعاء – “اليمني الأميركي” ـ محمد العلفي

قال العالِم اليمنيّ د. هلال أحمد الأشول، الفائز مؤخرًا بجائزة “تكريم” للتفوق العلمي، إنه لن يتم بناء اليمن الذي نحلم به بالاعتماد على المساعدات الخارجية، بل من خلال المعرفة والبحث والأفكار الجديدة، والتقنيات الجديدة، والقوى العاملة المتعلمة.

وأضاف في حديث لـ”اليمني الأميركي”: «عندما تنتهي الحرب، وستنتهي حتمًا، فإنّ إعادة بناء اليمن والتخطيط لمستقبله، والحفاظ على السلام ستكون مسؤوليتنا جميعًا، ولذلك علينا أنْ نكون على جاهزية لنساهم كلٌّ في مجاله، ابتداءً من التميز على المستوى الشخصي والمهني، والعمل على تطوير العمل الجماعي الذي يهدفُ إلى تعزيز مبادئ التسامح والتعايش وخدمة المجتمع والإنسانية».

وبارك الدكتور الأشول للجالية اليمنية بولاية ميشيغان فوز إبراهيم عياش وعادل معزب بانتخابات مجلس نواب الولاية، والمجلس التعليمي بديربورن.

وأهدى الأشول فوزه، مؤخرًا، بجائزة مؤسسة “تكريم” للإبداع العلمي والتكنولوجي بدورتها العاشرة في لبنان، لجميع أبناء اليمن والوطن العربي.

«أهُدي هذه الجائزة إلى جميع الشباب والشابات في اليمن والوطن العربي»، «هؤلاء هم الأمل الوحيد للغد الأفضل ومصدر الإلهام للجميع».

وحثّ الدكتور الأشول، الذي يعملُ مديرًا لأحد أهم المختبرات العلمية في سويسرا، الشباب على التمسك بالأمل، والمضي قدمًا لتحقيق أحلامهم، واستثمار أوقاتهم في التعليم.

«لا تفقدوا الأمل، ولا تسمحوا لأيّ شخص، أيًّا كان، أنْ يرسم حدودًا لأحلامكم، ولِأيّ ظروف أنْ تهز ثقتكم بأنفسكم، وتمنعكم من الاستمرار في المضي لتحقيق أحلامكم»، «استثمروا أوقاتكم في التعليم وتنمية مهاراتكم، وثِقوا أنَّ مَن جَدّ وَجَد ومن زرع حصد».

وعبّر عن اعتزازه وافتخاره بالجائزة التي تمنحها مؤسسة “تكريم” سنويًّا للعرب، أصحاب الإنجازات المتميزة؛ بغية نشر التفوق العربي بمختلف المجالات.

«من الجميل جدًّا أنْ يكرَّمَ الإنسان من قِبل أهله، والجائزة لفتة طيبة من مؤسسة تكريم، وتقدير أعتز وأفتخر به»، «هذا النوع من التكريم يعطينا دعمًا معنويًّا، ودافعًا للاستمرار في المثابرة لتقديم الأفضل».

 

هلال الأشول: عندما تنتهي الحرب، وستنتهي حتمًا، فإنّ إعادة بناء اليمن والتخطيط لمستقبله، والحفاظ على السلام ستكون مسؤوليتنا جميعًا؛ لذلك علينا أنْ نكون على جاهزية لنساهم كلٌّ في مجاله

 

                                               قصة نجاح

الدكتور الأشول – أستاذ مشارك في علوم الحياة، ومدير مختبر البيولوجيا الجزيئية والكيميائية للتدهور العصبي في مركز الدماغ بالمعھد الفيدرالي للتكنولوجيا في لوزان بسويسرا.. وقد أسماه المنتدى الاقتصادي العالمي في العام 2012 (قائد عالمي شاب).

وكانت اختارته مجلة الأعمال السويسرية L’Hebdo ضمن 100 شخصية بارزة في المنطقة الناطقة بالفرنسية بسويسرا عام 2009.

يقول الدكتور الأشول، في لقاء متلفَز “سابق”: «قصتي بسيطة جدًّا.. كنتُ محظوظًا جدًّا بوجود أشخاص آمنوا بي ودعموني طوال رحلتي التعليمية والعلمية».

كانت بداية مسيرة الأشول من مدرسة الفاروق بمحافظة تعز قبل أنْ يغادرها في سِنّ الخامسة عشرة صوب الولايات المتحدة الأميركية، وهناك حصل على بكالوريوس في الكيمياء من جامعة مدينة نيويورك عام 1994م، وأكملَ دراسات الدكتوراه في جامعة تكساس (إيه آند إم)، ومعهد بحوث سكريبس عام 2000م.

يقول: «منذ البداية كان الحافز لتعلُّمِنا كيف نحصل على شهادات علمية، وكيف نصل إلى مرحلة نقدر فيها على التأثير في المجتمع بشكلٍ إيجابي، وهذا الإحساس يزيدُ ويتضاعف كلّما زادت إمكانياتنا على فعل ذلك».

لم يكتفِ الأشول بالدكتوراه؛ كونه لم يحرص على نيلها لتحسين مستوى دخله كما هو الحال مع الغالبية؛ لأنّ طموحه أكبر من ذلك.

«لم يكن المال هدفًا بحدّ ذاته، ومنذ فترة غير قصيرة أصبح الهاجس كيف أصلُ إلى التأثير على المحيط من حولي وطبيعة الخدمة التي أقدّمها للمجتمع».

بعد حصوله على درجة الدكتوراه التحق بمعهد بيكووير للبحوث الطبية في لونغ آيلاند نيويورك كزميلٍ باحث عام 2001م، ثم انتقل إلى جامعة هارفارد ومستشفى بريجهام وومن كزميلٍ باحث بمركز الأمراض العصبية، وحصل على ترقيته لاحقًا كمدرّس في علم الأعصاب بكلية الطب بجامعة هارفارد، وهي واحدة من أشهر الجامعات في العالم.

في العام 2005م انتقل الدكتور الأشول إلى سويسرا، حيث تم تعيينه في مركز الدماغ في المعهد الفيدرالي السويسري للتكنولوجيا بمدينة لوزان كأستاذ مساعد في العلوم العصبية، بالإضافة إلى عمله كأستاذٍ مشارك زائر بقسم أمراض الأعصاب وعلوم الأعصاب في جامعة ستانفورد (2012- 2013)، وفي الوقت الراهن هو أستاذ مشارك في علوم الحياة، ومدير مختبر البيولوجيا الجزيئية والكيميائية للتدهور العصبي.

«أشعرُ بأنّ لدينا القدرة على تغيير حياة الناس باستمرار، وذلك بمنحهم الفرصة في التمتع بحياة أفضل من خلال الأبحاث التي نقوم بها، وفي مساعدة المجتمعات المحتاجة، وذلك إلى جانب وضع الاكتشافات والاختراعات».

وتشمل المساهمة العلمية للدكتور الأشول في هذا المجال 150 بحثًا علميًّا في أهم المجلات العالمية المحكَّمة، وله خمس براءات اختراع عن استراتيجيات جديدة لمنع تراكم البروتين ومعالجة أمراض المناعة الذاتية والالتهابات.

 

– رسالة الأشول لكلّ طالب علم: «رسالتي بسيطة… لا تدعْ أيّ شخص يُحدِّد قدراتك أو يضعُ حدودًا لأحلامك، اِختر المهنة التي تُحبها وابذل قصارى جهدك للتميّز في كلّ ما تفعله وأحِطْ نفسك بأشخاص إيجابيين، وساعِد الآخرين، واترك أمرك لله»

– يبارك الدكتور الأشول للجالية اليمنية بولاية ميشيغان فوز إبراهيم عياش وعادل معزب بانتخابات مجلس نواب الولاية والمجلس التعليمي بديربورن

                                            جوائز ومِنح   

وحاز عديد من الجوائز والمِنح البحثية المرموقة، منها: جائزة الكويت عام 2018 في ‏العلوم البيولوجية عن أبحاثه في مجال التعرّف على التشوّه الھيكلي للأسس البروتينية الذي يؤدي ‏إلى ظھور الأعراض الفسيولوجية والمرضية للعلل ذات الصلة بالاختلال العصبي، مثل مرض الزھايمر، وباركنسون، ‏وھانتغتون‎، ومِنحة الباحثين الشباب لبحوث العلوم الإنسانية والمجلس الأوروبي للبحوث كباحثٍ مستقل لجوائز المجلس الأوروبي للبحوث لإثبات المفاهيم، ومنحة مؤسسة مايكل جيه فوكس للتحدي الكبير لمرض الباركنسون.

يؤكّد الدكتور الأشول أنه سيركز في أبحاثه على تطوير استراتيجيات جديدة لتشخيص وعلاج الأمراض العصبية مثل الزهايمر وباركنسون.

وينهي كلامه في اللقاء المتلفز برسالة لكلّ باحث وطالب علم: «رسالتي بسيطة… لا تدع أيّ شخص يُحدّد قدراتك أو يضع حدودًا لأحلامك، اختر المهنة التي تحبها، وابذل قصارى جهدك للتميز في كل ما تفعله، وأحِطْ نفسك بأشخاص إيجابيين، وساعِد الآخرين، واترك أمرك لله».

   
 
إعلان

تعليقات