Accessibility links

 التعليم وتحدّي التنوّع.. مَنْ يصنعُ الانسجام في مدارسنا؟! 


إعلان

اليسا بركلين لـ”اليمني الأميركي”: الهدف من الندوة أن يلتقي المشاركون ويفهموا أعمال بعضهم فيما يتعلق بالتعليم والتنوّع

  • أديب معزب: الكلّيات لا تعمل – دائمًا – على معرفة حاجات الثقافات الأخرى

  • جليلة أحمد: المتنافسون في المقاطعة على منصب المشرِف انتقدوني بسبب خلفيتي الإثنية لا في القضايا المطروحة

  • مكلا صديق: السؤال هو كيف نتحكم ونعمل على صيانة التنوع والانسجام وهنا يجب أن يكون في عقلية كل ناشط وقيادي في المجتمع أن الناس الذين يعيشون معًا يحتاجون إلى بعضهم

هامترامك – ” اليمني الأميركي”- سيمون البورت:

لا زالت العملية التعليمية هنا تواجه صعوبات، خاصة تلك التي يعاني منها الطلاب، من ذوي أصول مختلفة، وهي معاناة تمتد من المدارس إلى الجامعات.

هنا في هامترامك توجد أربعة مدارس احتلّت الصدارة من حيث توفر بيئة التنوع في مدارسها، وعندما تنظر إلى خلفيتها ومَن عملوا ويعملون فيها تجد أنها تُمثّل الولاية بشكل عام.

لا يوجد شكّ أن المدارس الخاصة التي لديها إجراءات إدارية خاصة من حيث التدقيق والرسوم، تكون متميزة في جودة التعليم، لكن عندما تكون هناك عوائق كثيرة كاللغة، والفقر، وأيضًا عوامل ثقافية واجتماعية، فإن التحدي يكون كبيرًا لمواجهة هذه العوامل، ليس فقط في المدارس الخاصة، بل في كل مدارس المقاطعة.

استضافت مدينة هامترامك، في 16 أكتوبر (تشرين الثاني) الماضي، ندوة عن التعليم والتنوع والانسجام (الواقع والتحدي) بدعوة وترتيب من البروفيسور اليسا بركين من جامعة وسترين – ميشيغن، وبمشاركة وحضور من كل الجاليات.

وأوضحت بركين لصحيفة (اليمني الأميركي) أن الهدف من الندوة هو أن يلتقي المشاركون، ويفهموا أعمال بعضهم في مجتمعاتهم داخل المدينة الواحدة أو القريبة منهم.

وقد التقى في الندوة مجموعة من المتخصصين في التعليم، الذين يعملون كمهنيين أو متطوعين، ودار الحديث عن التنوع ومشاكل الطلاب وتحديات الاختلال في العملية التعليمية، وهو الحديث الذي اعتمد على خبرات المتحدثين، وتحديدًا في النشاط التطوعي والمهني وآرائهم في التنوع الذي يؤثّر في الطلاب، وكيف يمكن للنتائج أن تخلق تحديات إيجابية.

من بين المتحدثين كان هناك ثلاثة ينتمون إلى الجالية اليمنية، وهُم من خريجيّ المدارس العامة، ويخدمون المجتمع في المجال التعليمي سواء ناشطين، أم ممن يتطلعون لإنهاء دراساتهم العليا في المجال التعليمي أيضًا.

حاجات التنوع

أديب معزب، يعمل في جامعة (واين ستيت) ويدرس، حاليًّا، لنيل درجة   الدكتوراه، ويتناول بحثه العلمي طريقة وخبرات الطلاب الشرق أوسطيين للذهاب إلى الكليات.

يقول معزب، في الندوة: ما جعلني أختارُ هذا الموضوع للدكتوراه هو قراءة الكثير عن التنوع في التعليم، وأن المؤسسات التعليمية (الكليات والجامعات) تعاني الكثير، وأيضًا الموجِّهون والمشرِفون يعانون في معرفة احتياجاتنا وتلبية رغباتنا المطلوبة لمواكبة المرحلة التعليمية المناسبة.

أديب كان طالبًا متميزًا، ولم ينقطع عن الكلية، كما درس وعمل مع زملاء وأصدقاء من أصول مختلفة، ومنهم مَن تربّوا وعاشوا معه، ولم يجد مشكلة.

يقول معزب: الكليات لا تعمل دائمًا على معرفة حاجات أبناء الثقافات القادمين من بيئات متنوعة ومختلفة عن النظام السائد في أوساطها، وخاصة الثقافات التي تعتمد على دور الأسرة في توجيه المسيرة التعليمية، وهو ما تغفله الكلّيات.. وعندما تخرّجتُ في تلك الفترة كنتُ أتساءل: لماذا فقط أنا هنا.. بمعنى أن الفرصة كانت سانحة لي للتكيف أكثر من غيري.

 وبهذا نستطيع القول: إن الالتحاق بالكلية كان شيئًا غير مألوف.

 خلال الفترة التي كان فيها معزب يدرس في مدينة ديربورن، كانت مدارس هامترامك تخضع لنظام داخلي مختلف؛ فأيام العيد مثلاً لا توجد إجازة للمسلمين في عيدهم، والطلاب أثناء شهر مضان يجلسون في المكتبة أثناء صيامهم ولا يضطرون لمشاهدة زملائهم أثناء الأكل.

   تجربة

عماد شماخ شرَح تجربته في الندوة أيضًا، وقال: أتذكّرُ حين كنتُ في الفصل الرابع في المدرسة، وكان يوم عيد، ولم يكن يومًا مهمًّا للمنطقة وقتها، ولم يعطونا إجازة في ذلك اليوم.

عماد – رئيس الجمعية اليمنية الأميركية بمدينة هامترامك التي تدرب فيها الجمعية مهارة القيادة، وتُمثل استشاريًّا في تقديم الاستمارات وتعبئتها في مجال المساعدات الإنسانية المقدّمة من الحكومة في الجانب الصحي أو خدمات تعليم اللغة للحصول على الجنسية.

يقول عماد: مشاركتي اليوم من أجل المدرسين في مدارس هامترامك.

قصة مختلفة

جليلة أحمد – مدير مدارس هامترامك، تقول: إن للعمل مع المنطقة التعليمية قصة مختلفة تمامًا.

جليلة بدأت في العمل كمشرفة على إدارة اللغات في المنطقة، وبعدها أصبحت مديرًا للمدراس، حين تم تعيينها من قِبل المجلس التربوي في المدينة.

تحدّثت في الندوة عن الإجراءات، وعن العملية الصعبة التي خاضتها وقت تعيينها مديرًا لمدارس المدينة، والمتمثلة في كونها كانت المتقدّم الوحيد من ثقافة الشرق الأوسط، لكن في الوقت الذي لم يكن فيه الناس، وتحديدًا صنّاع القرار، يشعرون بالتغييرات السكانية للمدينة.

قالت جليلة أحمد: إن المتنافسين في المقاطعة على منصب المشرِف انتقدوني بسبب خلفيتي الإثنية لا في القضايا المطروحة.

وأضافت: بدأتُ أسأل لماذا لا أحد يتحدث عن الطلاب، ولا أحد يتكلم عن الفارق بين الطلاب من أصول أفريقية، وعن نسبة الفارق التعليمي مع الآخرين، ونحن أضعف منطقة من حيث التقديرات العامة للمستوى التعليمي في الولاية، حتى وقد أصبحت جليلة أحمد مدير مدارس هامترامك.

ما زالت جليلة، أيضًا، تواجه معارضة بسبب خلفيتها الإثنية.. تقول: إنْ كان لديكم مشكلة معي فمعنى ذلك أنه لديكم مشكلة مع الطلاب الذين تعملون معهم، وهم يشبهونني.

 مدارس ديترويت

 القضية في مدينة ديترويت ومدارسها أيضًا، صعبة جدًّا ومعقدة، وحول ذلك تحدثت صحيفة (فري برس) قائلةً: إن كثيرًا من الناس هناك لا يوجد لديهم الفرصة الكافية للاختيار، وقالت ليلي ناشر: الكثير من الفتيات يعتقدن أن الاختيار الأفضل هو الزواج؛ لأن الكثيرات قلقات من كونهن لن يذهبن إلى الكليات لمواصلة الدراسة، أو لن يحصلن على عمل جيد.

مكلا صديق، متحدث آخر في الندوة، شرح قضية التنوع من وجهة نظره، وقال: ليست القضية أنك تربيت وترعرعت في بيئة ومجتمع فقيرين من حيث الدخل المالي، أو ليس عندك المصادر المناسبة للحصول على التعليم، ولكن القضية في مدارس هامترامك وديترويت وتاريخ الأراضي وملكيتها، حيث تاريخيًّا يسيطر عليها أشخاص معيّنون، وهم مجموعة صغيرة جدًّا.

وأضاف: الانسجام والاستيعاب ما زالا معاناة عند مَن لا يملكُ الأراضي والعقارات؛ لأن ضريبة العقار والمنازل هي مَن تدفع لتغطية نفقات التعليم.. وطالما أن مدينة هامترامك تُعتبر أكثر مدينة تنوعًا، من حيث وجود أقليات كثيرة، وديترويت لديها تعدد سكاني كبير، فالسؤال: كيف نتحكم ونعمل على صيانة التنوع والانسجام، وهنا يجب أن يكون في عقلية كل ناشط وقياديّ في المجتمع أن الناس الذين يعيشون معًا يحتاجون، دائمًا، لبعضهم البعض، الآن وفي المستقبل.

   
 
إعلان

تعليقات