Accessibility links

التشكيلي زكي يافعي: “جداريّة تعز” رسالة سلامٍ ضِد ثقافة الحرب والشتات


إعلان

صنعاء – “اليمني الأميركي”:
يُعدّ الفنان التشكيلي زكي يافعي من أبرز فناني المدرسة الواقعية في المحترف التشكيلي اليمنيّ، وقد استطاع أن يُسجّل خلال العشرين سنة الماضية حضورًا تميّز، من خلاله، بالاشتغال المختلف والمتميّز على ملامح الهُوية والثقافة اليمنية بدءًا من المعمار والوجوه، وانتهاءً بالتفاصيل الثقافية للإنسان والحياة في بلاده.
واحتلت مدينة صنعاء القديمة، بتفاصيلها المختلفة، حيزًا من تجربته، لكنه لم ينحصر فيها، بل تجاوزها إلى مناطق يمنية أُخرى، بما فيها منطقته (يافع) التي قدّم فيها عددًا من الأعمال.. وها هو اليوم يُعلِن عن إنجاز لوحته الجدارية لمدينة تعز، متميزًا فيها بقدرته في الاشتغال على المدينة ككل بتفاصيل وعيها الإنساني والثقافي والتاريخي والمعماري، مُنطلقًا من قلعتها القاهرة، متنّقلًا بين أحيائها وشوارعها، وصولاً إلى تقديم عمل فنيّ لافت.
زكي يافعي أوضح في حديث لصحيفة (اليمني الأميركي) أن اللوحة الجدارية الخاصة بتعز، والتي جاء مقاسها مترين وعشرة سنتمترات في متر وأربعين سنتيمترًا، تُمثّل فاتحة لمشروع سيتنقل فيه بين أبرز مناطق اليمن ذات البصمة التاريخية؛ بهدف إنصاف المكان والتعبير من خلاله عن جمال إنسان اليمن، باتجاه تعزيز ثقافة المحبة والسلام والوئام بين اليمنيين وتجاوز آثار الحرب.
وكانت البداية – كما يقول – من تعز؛ باعتبارها أنموذجًا للمدينة التي تُعدّ مدرسة للعصامية والصبر والإرادة والنجاح، وفيها تجلى التعليم والتأهيل في أبهى صورة، علاوة على ما تتميز به من ملامح تاريخية تحت عنوان ثقافي يمتد ظله على امتداد اليمن… “فكانت هذه اللوحة رسالة إنصاف لها وتعبيرًا عن محبة لها ولأهلها”، – حدّ تعبيره.
وأضاف زكي، الذي سبق له الفوز بجائزة رئيس الجمهورية للشباب في الفن التشكيلي: “عندما نشرتُ اللوحة في صفحتي على “فيسبوك” وجدتُ تفاعلاً كبيرًا من أبناء تعز، وغيرهم من أبناء اليمن يشيدون باللوحة، ويؤكدون على جمال الهُوية اليمنية، ومن ثم تحدثوا عن منطقتي يافع… وكانت هذه النتيجة من الأهداف التي أردتها، وهو أن نُعزز من ثقافة السلام والمحبة لبعضنا كيمنيين، والتخفيف من آثار ثقافة الشتات وتفسّخ النسيج الاجتماعي الناتج عن الحرب”.
ويؤكد يافعي، الذي له عدد كبير من الأعمال الواقعية، وشارك في عدد من المعارض والفعاليات داخل اليمن وخارجه، على أهمية الفن كرسالة ناعمة لتعزيز ثقافة السلام، ومن هنا – يقول: جاءت فكرة هذه اللوحة التي ستتبعها عدة لوحات لمناطق يمنية أخرى، نستنطق فيها هُوية وأصالة اليمنيين وجمال ثقافتهم وعراقة تاريخهم، وكانت البداية من تعز.
وقال: “رأيتُ أن تكون هذه اللوحة تكريمًا لتعز وقلعتها الشامخة، وإبرازًا لملامحها وتفاصيلها في الأحياء والشوارع والمعالم البارزة، كتوثيق لجمال المكان الذي يعكس في الأخير جمال الإنسان، فنحن هنا نُذكّر الإنسان بجماله وندعوه إلى التمسك بهذا الجمال والمحافظة عليه”.
بالتأكيد أن لوحةً بهذا الحجم وهذه التفاصيل تستغرق الكثير من الوقت، وكما يقول زكي، فقد استغرقت منه نحو 50 يومًا، لكن الاشتغال على التفاصيل يحتاج صبرًا وحرفية عالية؛ وهو ما تمكن منه هذا الفنان واستند فيه إلى تجربة وخبرة…
يقول: “جمال المدينة أمدّني بطاقة من الصبر لم أتوقعها.. لقد جعلني أشتغل بشغف وحبّ لهذه المدينة، التي سلّمتها أحاسيسي وحبي النبيل لقيم أهلها الأصيلة ومعالم بيئتها الثقافية والعلمية”.
ويشير إلى أهمية الاشتغال على التفاصيل باعتبارها أبرز ملامح جمال اللوحة… ويوضح: “الاشتغال على التفاصيل يُمثّل عنوان العمل الفني، ولهذا استغرقت مني التفاصيل الكثير من الجهد والوقت حتى أُتقنها بأبعادها القياسية والفنية والجمالية”.
ونتيجة لِما تمتّع به هذا العمل، الذي هو زيت على كنفاس، فقد أشاد به متابعون كثُر، وفي مقدمتهم وزير الثقافة السابق خالد الرويشان، كما نال يافعي شهادة شكر من أحد المنابر الثقافية.
وتحدث زكي يافعي عن عددٍ من المشاريع التي يشتغل عليها حاليًّا، وسيُعلن عنها في الفترة المقبلة، منها معرض في أوروبا يضم لوحات تُعبّر عن أصالة وخصوصية أبرز مناطق اليمن.

 

   
 
إعلان

تعليقات