Accessibility links

التسويق أو التسوُّل.. تطلعات على خطى “ميسي ميامي” وتلال اليريمي!


إعلان

عبدالله الصعفاني*

سأضع أمام قيادات الأندية اليمنية مشهدين تسويقيين، ولكل نادٍ اختيار ما يناسبه لإثبات انتمائه للعصر بعد أن صارت الرياضة بتكاليفها الكبيرة محرقة حقيقية للمال، تفرض التغيير بدافع التطوير..!

* أقول هذا مدفوعًا بالمخاوف من أيام قد تفرش الأندية فيها الشيلان في  الجوامع مرددة “حسنة قليلة تمنع بلاوي كثيرة”، والدليل ما سمعناه مؤخرًا عن أندية كبيرة عاجزة عن صرف رواتب لاعبين “محيرفين” في زمن المحترفين.

* المشهد الاستثماري الأول.. كبير وعالي السقف سأقف أمامه لاحقًا، والثاني قصير لكنه مَكِير، وتستطيع إدارات الأندية به إثبات أنها لا تعاني من الأمية التسويقية، وليست فاشلة، عقيمة التفكير والتدبير، وصار عليها إثبات أن على النادي الرياضي عدم الاعتماد على جهات حكومية ترى الرياضي مجرد يتيم على أبواب اللئيم.

* وعند ذات المشهدين، هل أبدأ بقمصان ميسي نجم الأرجنتين ونادي ميامي فأقع في ما يسمى “الزنط الحيسي”، أم أكتفي بالإشارة إلى مبادرة التلال ورئيسه عارف اليريمي – أحد الرافضين للعيش في جلباب اتحاد العيسي الذي يمنع الدعم المستحق للأندية بدعوى عدم امتلاكها حسابات بنكية.. ولا من يصدّق..؟ الصواب أنه لا بد من مخاطبة الأندية اليمنية المتلعثمة بين ضيق الحال وتعطل ملكات الاستثمار، ولا بأس من الإشارة إلى النجم الفلتة ليو ميسي قبل دعوة الأندية للتقليد والمحاكاة لمبادرة مجلس إدارة تلال عارف اليريمي.

* تصوروا أن القمصان الستة التي ارتداها ميسي في كأس العالم “فيفا قطر 2022” وصلت قيمتها إلى 10 ملايين دولار، وحسب دار سوذبي للمزادات سيتم فتح المزاد على قمصان ميسي البيضاء والزرقاء السماوية ابتداء من 30 نوفمبر الجاري حتى 14 ديسمبر.

* أعرف أن الحال يفرض استبعاد خيار الاستثمار على طريقة نجوم وأندية العالم الكبيرة والمتوسطة وحتى المتواضعة، والاكتفاء فقط بمحاكاة نادي التلال العدني الذي سجل خطوة احترافية استثمارية ملهمة، وعاش أسبوعًا حافلاً بالقبض على نجاح افتتاح متجره الرياضي وتسويق قمصانه وألوانه وشعاراته كبادرة غير مسبوقة على مستوى الأندية اليمنية.

* التلال ومن ورائه الشركة الراعية فَطِنُوا لكون ناديهم الأعرق على مستوى الجزيرة والخليج يحظى بجماهيرية كبيرة تسمح له بتسويق منتجاته الرياضية لجمهوره الذي هو في الحقيقة عاشق غير ضال للتلال.

* وعند التلال وجمهوره يحلو التذكير بترنيمة الجمهور التلالي العاشق “حسدوني الناس.. حبيتك والله يا تلال..”.

ومع التلال يصبح تأكيد الحب بيمين القَسَم حالة إضافية.. فقط لأنه التلال. 

* أندية يمنية مثل الوحدة، أهلي صنعاء، شعب إب، وحدة عدن، الجيل، وأهلي الحديدة، أهلي تعز، والصقر، والطليعة، شعب المكلا، وأندية جماهيرية أُخرى، تستطيع أن تسحب خيط المبادرة من التلال ومتجره كشكل من أشكال الاستثمار مع استيراد ما هو مناسب، ثم تتوسع في كل ما يعود على الأندية من فائدة.

* وأظن أن الإعلام الرياضي اليمني الذي  صفق لتجربة التلال بحرارة لن يبخل في التشجيع والمؤازرة لجميع الأندية وتكريس وعي جماهيري بكون الأندية ومشجعيها كل يمثل رافعة للآخر.

جمهور يدعم ما استطاع، ونادٍ يتطور، ويجيد تمثيل جمهوره، وداعمين يدركون دور رأس المال الوطني تجاه المجتمع.

وكما أن الجهد الطبيعي، كما قال آدم سميث “هو الجهد الذي يبذله كل فرد لتحسين أحواله يساعد على دفع المجتمع إلى الثروة والازدهار”، فإن مجموع ما يبديه الداعمون وعشاق الأندية سيجعل المشتريات تنعكس على اللاعبين ويتكامل عرق اللاعب وانضباطه وسخاء رجل المال والأعمال، ووعي المسؤولين، وحماسة الجمهور لألوان أنديتهم بما يحقق ازدهار الرياضة.

* أما لو كان بين قراء هذا المقال من يراني أحلم في مناخ عام غير مشجع، فما عليه إلا أن يدلقني بتنكة من الماء البارد.. وسامحه الله دنيا وآخرة..!

* كاتب يمني

   
 
إعلان

تعليقات