Accessibility links

الاتفاق السعودي الإيراني والحرب في اليمن: التوقعات والمآلات


إعلان

صنعاء – “اليمني الأميركي” – محمد الصباحي: 

يمثل الاتفاق السعودي الإيراني لاستئناف العلاقات بين البلدين منعطفًا مهمًّا على مستوى المنطقة، ويأمل يمنيون أن يمثل الاتفاق بداية جيدة لطيّ ملف الحرب في بلادهم.

في هذا التقرير استطلعنا آراء عدد من اليمنيين عن تأثير هذا الاتفاق على الحرب في بلادهم، وهي الآراء التي ذهبت باتجاهات مختلفة في قراءة توقعات ومآلات هذا الاتفاق على الصعيد اليمني.

خطوة مهمة

هناك من اليمنيين من يرى أن الاتفاق سيكون له تأثير على الحرب، لكنهم يعولون أيضًا على ما يسمونه المشاورات اليمنية اليمنية لتجاوز إشكالات الداخل.

نقيب الصحافيين اليمنيين الأسبق، المفكر عبدالباري طاهر، يؤكد أهمية هذا الاتفاق على الصعيد الإقليمي.. يقول: “الاتفاق بادرة طيبة جدًّا، وهي خطوة مهمة وأساسية لحل مشكلة الصراع الإقليمي وانعكاساته على المنطقة، وبالأخص في اليمن”.

ويؤكد طاهر أن الصراع في اليمن “مرتهنٌ بشكل مباشر بالصراع الإقليمي، فالصراع بين الإمارات والسعودية وإيران من جانب، ومن جانب آخر بين الولايات المتحدة والأوروبيين الذين دخلوا على الخط داعمين للسعودية ودول الخليج، وهذا على المستوى الإقليمي والدولي”.

عبدالباري طاهر: الاتفاق بادرة طيبة جدًّا، وهي خطوة مهمة لحل الصراع الإقليمي وبالأخص في اليمن.

 

وقال: “لا يجب أن ننكر أصل المشكلة اليمنية ما بين أنصار الله (الحوثيين) والشرعية (المعترف بها دوليًّا) وأطراف أخرى كالانتقالي والإصلاح والمؤتمر، وباقي الأحزاب، فجميعها منخرطة في هذا الصراع”، “لا بد أن تشترك كل ألوان الطيف المجتمعي اليمني في إيجاد حلول.. هناك أطراف سياسية أخرى ومؤسسات المجتمع المدني والشباب والمرأة، لا بد أن يشتركوا في صنع الحل قبل الحلول الإقليمية والاتفاقات الدولية”.

كما يذكر بعدًا مهمًّا لحل الأزمة في اليمن، إذ “لا بد من التفاوض بين الشمال والجنوب وحل قضية الجنوب”.

لكنه يؤكد أهمية وجود ضمانات حقيقية للاتفاق السعودي الإيراني، تضمن خروج اليمن من أزمتها.. يقول: “الضمان الحقيقي في هذه الاتفاقية، أن تضغط على الأطراف المتصارعة الداخلية في اليمن للوصول إلى حل سياسي للقضية اليمنية… ومعالجة الآثار الكارثية التي نتجت عن الحرب، وما هذا الاتفاق إلا خطوة أولى في سبيل تحقيق الأمن والاستقرار في اليمن والمنطقة الإقليمية”.

الخروج من مأزق

أستاذ علم الاجتماع السياسي لدى مركز البحوث والدراسات اليمنية، عبدالكريم غانم، يقول: “إن الاتفاق السعودي الإيراني لم يأتِ استجابة لحاجة الأزمة اليمنية بقدر ما جاء استجابة لحاجة البلدين”، إذ “لم يكن من ضمن أهداف هذا الاتفاق حسم الأزمة اليمنية إلا من جهة واحدة؛ كونها صراعًا سعوديًّا حوثيًّا، ولنا أن نعلق الأمل على أن هذا الاتفاق سيوقف الحرب العابرة للحدود، ومن جهة أخرى دعم التحالف السعودي الإماراتي للقوى اليمنية المناهضة للحوثيين”.

عبدالكريم غانم: الاتفاق لن يكون بوسعه أن يخلق السلام لأن المشكلة في اليمن أكبر تعقيدًا من أن تحل بمجرد تصالح بين دولتين إقليميتين.

 

وعن تأثير هذا الاتفاق في ما يخص استمرارية الحرب الداخلية في اليمن، يؤكد غانم عدم قدرة الاتفاق على خلق سلام مستمر في اليمن.. يقول: “لن يكون لهذا الاتفاق تأثير كبير في ما يتعلق باحتمالات نشوب حرب أهلية أو استمرار التوتر العسكري داخل اليمن، فقد تسهم الأجواء الودية بين السعودية وإيران في التوصل لهدنة داخل اليمن تمتد إلى سنة أو أكثر.. هذه الاتفاقية لن يكون بوسعها أن تخلق السلام؛ لأن المشكلة في اليمن أكبر تعقيدًا من أن تحل بمجرد تصالح بين دولتين إقليميتين”.

كما يرى غانم أن هذا الاتفاق لا يزال في طور الاختبار: “وبالتالي إذا مضى إلى النهاية، فمن شأن ذلك أن ينهي الحرب على مستويين: مستوى التهديد الذي يشكله سلاح الجو الحوثي على الأراضي السعودية والمنشآت الاقتصادية والمدنية، ومن جهة أخرى سيؤثر في استمرار دعم التحالف للقوى المؤيدة له في اليمن، أي الحكومة والجماعات العسكرية المختلفة التي تدعم التحالف، فهذه الجماعات سيتوقف دعمها”.

وعن تأثير هذا الاتفاق على المستوى البعيد في حل الأزمة اليمنية سياسيًّا، يستبعد غانم “أن يصل تأثير هذا الاتفاق إلى مستوى الحل السياسي، إلا أنه في حال حدث ذلك، وهو أمر مستبعد، فمن المتوقع أن تترك إيران هامشًا كبيرًا لجماعة “أنصار الله” (الحوثيين) في التحرك، ولن تتدخل في الضغط عليهم، أما من ناحية السعودية كما عهدناها في السابق ليس فقط في الضغط على حلفائها وتقديم تنازلات سياسية، بل بتغييرهم متى شاءت من خلال أشخاص ومكونات أخرى”.

بوابة خروج

الناشطة الحقوقية والمحامية اليمنية، معين العبيدي، تقول: “شخصيّا فرحتُ كثيرًا، وكنت أدعو الله دائمًا التوفيق بين هاتين الدولتين لدورهما المهم على الصعيد الإقليمي والشأن الداخلي اليمني؛ لأنه في حال اتفقتا فإن الحرب في اليمن ستنتهي، والأطراف اليمنية المتصارعة سوف تنصاع إلى توجيهات هاتين الدولتين”.

وتضيف أن “استمرارية الحرب في اليمن يخدم مصالح خارجية… ولذا أتمنى أن يكون هذا الاتفاق خيرًا من أجلنا نحن اليمنيين، وبادرة لانفراج سياسي وتوقف الحرب، وبداية لمرحلة جديدة”.

معين العبيدي: أتمنى أن يكون هذا الاتفاق بادرة لانفراج سياسي وتوقف الحرب وبداية لمرحلة جديدة.

 

 وترى معين أن نتاج اتفاق تبادل الأسرى الأخير أولى بشائر هذا الاتفاق… وتقول: “لقد تم التوافق حول ملف المعتقلين والأسرى، وهي بادرة جيدة سوف يبنى عليها توافقات أخرى على مسار بناء الثقة”.

واشترطت العبيدي “أن تتفق السعودية وإيران على عدم تقديم أي دعم مباشر وغير مباشر للأطراف اليمنية المتصارعة… وعندها سوف تتفق الأطراف المتصارعة على البحث عن حلول جذرية للقضية اليمنية”.

آمال مشروعة

المواطن اليمني ليس بعيدًا عن متابعة الاتفاق السعودي الإيراني والاستبشار بتأثيره على الحرب في بلاده.

علي، عامل نظافة، 34 عامًا، يعول أسرة مكونة من سبعة أفراد أبدى سعادته بهذا الاتفاق، الذي يرى أنه سيعود عليه وعلى أسرته بالخير… يقول: “لا يوجد أحد يحب الحرب التي توقفت فيها معاشاتنا حتى تعبنا من هذه المعيشة الصعبة”، “نتمنى، نحن الطبقة العاملة، أن يكون هذا الاتفاق بنوايا صادقة، وأن يعود اليمن مستقرًّا، وتعود المرتبات، وترخص الأسعار وترجع قيمة الريال، وتصلح أمورنا”.

   
 
إعلان

تعليقات