Accessibility links

الأندية واتحاد كرة القدم.. ملامح الطبخة الفاسدة!


إعلان

عبدالله الصعفاني*

حاولت أن أكتب بمزاج جيد، ولكن يبدو أن وظيفة كل ناقد رياضي يحترم نفسه هي النبش في البِركة الآسنة عن الكرة اليمنية البائسة.

* ودائمًا.. البَرَكة في جحافل الفاشلين المترهلين المستندين على الكثير من التاريخ السيئ عبر اجتماعات مندوبين يحضرون ليبصمون، ورؤساء أندية يتواطأون، فيدفع الفاتورة الرياضيون ويكون الحصاد المزيد من السمعة الرياضية السيئة للمنتخبات والأندية.

* جديد الكرة اليمنية الأكثر عرضة للاهتمام والجدل هو دعوة اتحادها العام لجمعية عمومية سبقتها مشاورات أفضت إلى المضحكات المبكيات، فما هو الجديد؟.

أندية صنعاء التقت وتفاهمت فولدت مطالبة بإلغاء هبوط أندية الدرجتين الأولى والثانية لتبقى أحوالها التعيسة مع الإنفاق بدون بطولات على ما هي عليه.. ويا دار عبلة لا تهبطي..!

* وبالتزامن تمخَّض اجتماع أندية عدن فولد بيانًا من بيانات “أهدي سلامي وتحياتي للسيد مدير المدرسة والسيد وكيل المدرسة والسيد مدير المنطقة التعليمية”.. “وفي الطريق أعلنت مطالبتها بتغيير مندوبي عدن إلى اجتماع الجمعية العمومية.. ولاحظوا: التغيير لممثلي محافظة، ولم يُشِر البيان إلى أن من حق الأندية جميعها أن تختار مندوبين جدد بدلاً عن المندوبين الذين بصموا للاتحاد في العام 2014 ليتكرر ذات الفشل الكروي طولاً وعرضًا وعمقًا.

* وبعد طلب الرحمة لمن رحلوا إلى الدار الآخرة، لم تكلف أندية عدن وصنعاء نفسها حتى التذكير بكون مندوب التلال عبدالجبار سلام موقوفًا، وعمر باشامي مات، وعبدالعزيز زهرة مات، وقيادة اتحاد كرة القدم نفسها شبعت موتًا في بِرْكة من أخطاء ليس لها من قرار، وأن الحال يستدعي إجراء التغيير بانتخابات جديدة لاتحاد كرة القدم الذي أكل عليه الدهر وشرب، وعمل أشياء عجيبة، غير مدركة لحقيقة أن من شأن تغيير المندوبين إحداث فارق إيجابي.. وبعدها ليس مهمًّا لو هم انتخبوا نفس الوجوه القديمة، على الأقل سنأوي إلى ركن “لقد جنت على نفسه براقش”.

* وعند هذه النقطة أقول..

لا خوف ولا قلق من الإقدام على اجتماع انتخابي بمندوبين جدد، أو تثبيت ترشيحهم من أنديتهم.. فربما شاهدنا العيسي من جديد ومعه حميد، وربما شاهدنا أسماء جديدة كشوقي هائل وأمين جمعان، شرف محفوظ، د. إيهاب النزيلي، وبشير سنان.. إلخ.

وكنت تساءلت منذ سنين هل يعقد اتحاد كرة القدم جمعية عمومية أم لا..؟، وهل يكون الاجتماع بحضور الأجساد والعقول أم عن طريق التواجد الافتراضي للزوم..؟

لكن الاتحاد جثم على صدور عشاق لعبة كرة القدم، وتمخضت “التبة” فولدت “الحنبة”.

* وقد أجاب أهل مالطا على الأذان، وقالوا في مذكرة بتوقيع أحمد وحميد: أيوه اجتماع عن طريق الزوم.. فَرِحتُ وقلت: زوم.. زوم.. وما له الزوم..؟

وزيادة في التفاعل استحضرتُ قول الشاعر الشعبي “يا ليت وصنعاء مطيط والبحر زوم.. وقاع جهران ملوجة واحدة..” 

يا ساتر والجوعة عند هذا الشاعر..!

* غير أن ما حدث بعد ذلك من مساعي توضيح الصورة كان من النوع الذي يقول: والله شوفوا: الاجتماع زوم ومش زوم.. الاتحاد قال زوم، ولكن لا مانع من مجيء أعضاء الجمعية العمومية إلى منزل رئيس الاتحاد أحمد العيسي لزوم الذي مِنُّوه.. وليش ما يجوا، فلقد جاءت المنتخبات ومدربيها ومدلكيها وطباليها في وقت ما تزال محافظات يمنية فاتحة ذراعيها.. والدليل أن عدن استضافت نهائي دوري كرة السلة بين بطلين من صنعاء، ولم يحدث شيء.

وأن صنعاء فاتحة ذراعيها لإقامة ما تيسر من تصفيات  الدوري الافتراضي لو صدقت النوايا وتوقفت ألعاب الضحك على ذقون الرياضيين.

* وسواء كان اجتماع الجمعية العمومية لاتحاد كرة القدم بالجلوس على طاولة واحدة أو عبر نوافذ إليكترونية، فإن المشكلة التي تحيط بالاجتماع تظهر في كون الاجتماع سيمضي بنفس الجمعية العمومية القديمة، وغالبية الوجوه القديمة، رغم أن الأمر لا يحتاج أكثر من طلب ترشيحات الأندية لأسماء جديدة لا يهم إن تم ترشيحها من جديد، لكن ما يخيّم على المشهد أن الكرة اليمنية ستجد نفسها في ذات مخانق السباق على من يتسلق ليجدد البيعة، وبإخراج سيئ.. وحينها تكون مادة “ما يستجد” هي القديم الذي تصادر فيه الأندية حقوق الرياضيين على جسور تعال واعرف أمووور..

وإذن أرجو ألّا يكون الاجتماع القادم دعوة لذات الطبخة الفاسدة وذات السباق على الوصول إلى القاع الذي يختزل حال مندوب يبصم ومنافس رعديد، ثم يقول أنا مش أنا.

* والمهم أن عشاق كرة القدم ولاعبي الأندية والمنتخبات الوطنية اليوم في انتظار اجتماع جمعية عمومية طمعَا في أن يحدث التغيير والتطوير بممثلي الأندية، لكن ما يلوح في الأفق أنه حتى لو كدَّس اتحاد كرة القدم الفاشل الحطب تحت أقدامه ووفر الكبريت لن يجد من الأندية من يحرق العبث بتصويب الترهل والفساد، ربما انتصارًا للقول بأن العجوز الشمطاء تستغرق وقتًا طويلاً لتغادر المشهد.

* كاتب يمني

   
 
إعلان

تعليقات