Accessibility links

الأندية اليمنية.. سمسرة ابنٍ عاق “ملاوع” وداعمٍ كذَّاب “مراوغ”..!


إعلان

عبدالله الصعفاني*

لن يكون هناك توازن نفسي وعقلي في الرياضة اليمنية دون أندية رياضية يحترم القائمون عليها مشاعر الجمهور، وطموحات اللاعبين، وكل ما يندرج تحت اللافتة المصلوبة على واجهة “النادي الرياضي الثقافي الاجتماعي”.

* لقد تحولت أندية يمنية كثيرة إلى مجرد كيانات بائسة تمارس من السمسرة والفساد الإداري والمالي مايزكم أنوف الرياضيين.

ولن أذكر هنا أندية بعينها، لأن الأمر وصل درجة الظاهرة، ولأن الهدف ليس ألوانًا بعينها أو أشخاصًا بذاتهم ما يفرض تعرية الفكرة الفاسدة الفاضحة التي توالدت في الأندية كالفئران.

* قد يتساءل أحدكم: أووووه من الإعلاميين وفضولهم.. البلاد فين وهم فين..؟ أو كم الديك وكم المرق..؟ هذا صحيح.. لكن الفضيحة تكون مجلجلة عندما يصبح النادي الفقير مجرد يتيم على باب اللئيم.

* وما يحدث أن من يتحكم بمصير النادي في اليمن عادة هو إمَّا ابن عاق لناديه أو دخيل باحث عن وجاهة مزيفة..! 

الغريب أن رئيس النادي أو عضو مجلس الشرف الأعلى أو الأسفل لا يكون في العادة كريمًا كما يسوّق طبَّالوه، فضلاً عن أنه ليس رياضيًّا وإنما حاطب شهرة، جاهل بالرياضة، يضرب ابنه لو علم أنه يمارس   كرة القدم أو أي نوع من أنواع الرياضة.

* لقد قَبِل الرياضيون بأن يقود أنديتهم الجاهل والمتحذلق والراشي والباحث عن الوجاهة والشو الإعلامي.. ومبعث الرضا والقبول عند أعضاء الجمعية العمومية هو أنه نفوذ مالي أو وجاهة سياسية أو اجتماعية، ما سينعكس في أشكال دعم تنتشله من حالة الفقر والعوز.. غير أن الرياضيين سرعان ما يستيقظون من أحلامهم الكابوسية مذعورين..!

هل تريدون أمثلة على مظاهر فساد قياديين في أندية..؟ أعيروني عيونكم وصبركم.

* وسأبدأ هنا بِمَثَلٍ بائسٍ في تكلفته المادية، لكنه يكشف قياديين في أندية يعيشون مرض زوغان العيون والجوع التأريخي حتى على أبسط الأشياء.

* ذات يوم هلع، أقيم احتفال رياضي في نادٍ كبير حضره أبناء النادي وضيوفه.. وبعد انتهاء الفعالية غمز القيادي الكبير في النادي لسائقه بأن يقوم بتحميل ما بقي من العنب وقوارير الماء والبسكويت إلى السيارة لتأخذ طريقها إلى بيت مسؤول النادي، فيما كان حارس النادي ومتعهد النظافة يراقبان المشهد بحسرة ولسان حالهما والله إننا فقراء ومعوِلين.. وعيال الغفير أحق بتلك الأشياء من عيال الوزير..”.

* والحكاية على خفتها مكررة، لكنها تشير إلى أن وراء الأكمة ما وراؤها من فساد في أندية لا تعترف قياداتها بتصحيح المعتل والمختل، وضرورة تكريس مفهوم الشفافية والنزاهة.. فمن لم يستطع فعليه احترام الفترة الزمنية ويذهب إلى انتخابات نزيهة يعرف فيها رأي الجمعيات العمومية فيه وفي عبثه وفساده.. غير أن ما يحدث هو التشبث المريض وتجاوز الفترات القانونية ليستمر العبث والفساد في المال والأصول والممتلكات.

* وطالما شكا الغيورون على مصالح أنديتهم من تزييف إداريين لعقود أنديتهم مع الغير، لتفقد الأندية معنى الألقاب والجماهيرية، والقيمة المعنوية التأريخية، وسط لوائح عامة مترهلة، ومتخلفة.

* وأتذكر أنني في بداية مشواري مع الصحافة كنت أستخدم وصف “الأندية الدكاكينية” على أندية تمارس نشاطها من غرف محدودة تشبه الدكاكين الصغيرة وبعضها يمارس نشاطه من مقر هزيل ومستأجر، لكن طفرة قادها وزير الشباب والرياضة طيب الذكر الدكتور عبدالوهاب راوح، شفاه الله وعافاه، أثمرت عن تشجيع الأندية على عمل شيء في بنيتها التحتية، والاهتمام بموضوع الاستثمار في حدوده الممكنة، وهو ما شاهدناه فعلاً في تعزيز موارد أندية بمداخيل من دكاكين أو صالات أفراح أو أراضٍ قابلة للتأجير كمخازن لتجار.

* وبدلاً من توجيه العائدات لصالح الأندية وأبنائها من الرياضيين ظهر من ضعاف النفوس في الأندية من مارس السمسرة والتكسب الشخصي بتأجيرها بمبالغ زهيدة في ظاهر العقود، كبيرة في باطن العمولات التي يأخذها إداريون بخفة وخسة إلى الجيوب الداخلية لسراويلهم.

ولا يتفوق على فساد الذمة المالية الذي يظهر في التكسب من دكاكين أو قاعة أو أرضية… إلخ، إلا فساد بيع صوت النادي..! أيوه بيع صوت النادي على النحو التالي..

* في البلدان التي يجري فيها انتخاب الاتحادات بجمعية عمومية من ممثلي الأندية يكون عضو الجمعية العمومية للاتحاد ممثلًا للرياضيين، وعندما يفوز بعضوية مجلس إدارة اتحاد اللعبة يكون ممثّلاً لناديه وبقية أندية البلد بصورة محترمة، إلا عندنا يتحول ممثلو الأندية إلى منفذين لما يمليه عليهم ولي النعمة في هذا الاتحاد أو ذاك.. تراهم يتواطأون ضد مصالح أندية، ويكونون سببًا في هبوط أندية أو إبعادها عن المشهد بباطل السياسة الإدارية وفاشليها.

وشاهدنا وما نزال نشهد استبعاد أندية وحرمانها من الدعم، لأن إداريي هذه الأندية ومندوبيها يفهمون الدعم بأنه ما يصل إلى جيوبهم.

* أما ثالثة الأثافي فهي أن صنّاع القرار في وزارات الشباب والرياضة واللجان الأولمبية المتعاقبين وأجهزة الرقابة الرسمية والأهلية يكتفون بالفرجة على ما يحدث، بل إن من موظفيهم من يتحول إلى متكسِّب لاهث خلف فُتات هذه الوجاهة أو تلك، ما يعطي أسبابًا إضافية تفسر الظروف التي تجعل الرياضة اليمنية هي النقطة الشاحبة البائسة على خارطة الرياضة العالمية.

و… حكمتك يا رب..

* ناقد رياضي يمني.

   
 
إعلان

تعليقات