Accessibility links

احتمالات عودة الحرب في اليمن: قراءة في أبعاد ما كان وما سيكون


إعلان

صنعاء – “اليمني الأميركي”:

أثار حديث المبعوث الأممي الخاص  لليمن، هانس غروندبرغ، لوكالة اسوشيتدبرس، مؤخرًا، بشأن هشاشة الوضع في اليمن، الكثير من الأسئلة، يختزلها تساؤل: ما احتمالات عودة الحرب في اليمن؟ وهو ما حاولت “اليمني الأميركي” الإجابة عنه ومناقشته مع عدد من قادة الرأي في اليمن.

 

صياغة مقترح

يقول نقيب الصحافيين اليمنيين الأسبق المفكر عبدالباري طاهر لـ”اليمني الأميركي”: “لقد قرأت حديث المبعوث الأممي هانز غروندبرغ الممثل الخاص للأمم المتحدة الذي أدلى به لوكالة اسوشيتدبرس وحذر فيه من أفقر بلد في المنطقة العربية تمثل “برميل بارود”، وأن الوضع هش، ومتخوف من عدم تجديد وقف إطلاق النار، ويرى، محقًّا، أن الصراع في اليمن قد دمر البلاد، وخلق أسوأ الكوارث الإنسانية في العالم”.

ويرى عبدالباري أن: “تشخيص المبعوث دقيق وصائب، وتحذيره من استئناف القتال مهم وواقعي، فحالة الشعب اليمني تمثل فعلاَ أسوأ كارثة يشهدها العالم كتوصيف المبعوث الأممي، وقراءته لمسار الأحداث مهم، وربطه الهدنة بالاتفاق الإيراني السعودي صائب، والإشادة بالمحادثات المباشرة بين الحوثيين والسعودية، ومشاركة الفصائل بشكل منفصل، كما أشاد بالجهود الدولية والإقليمية المؤيدة، ويرى أنها تساعد الأمم المتحدة على صياغة مقترح لوقف الحرب، ويشير إلى وجود خلاف حول المرتبات”.

وتابع: “والحقيقة أن توصيف المبعوث وإن كان مهمًّا وتحذيره المفجع حقيقي، واللقاءات المتكررة بين “أنصار الله” (الحوثيين) والعربية السعودية لوقف الحرب مهمة أيضًا، لكن الخلل الحقيقي في غياب الشفافية والعلنية، ومعرفة اليمنيين بما يدور في الكواليس، والواضح أن أطرافًا في الصراع غائبة أو مغيبة، كما أن إقصاء الأحزاب السياسية، والمجتمع المدني والأهلي والشخصيات العامة والشباب والمرأة، وعدم معرفة ما يدور كعب أخيل في كل هذه اللقاءات”.

واستطرد: “مهم جدًّا حرص أنصار الله الحوثيين على التحاور مع السعودية كطرف أساس في الحرب، ومهم تلاقي السعودية وإيران، فهما أطراف أساسية في الحرب، وتوصيف الأمم المتحدة والوكالات الإعلامية للحرب في اليمن بأنها حرب بالوكالة ليس خطأ”.

وقال: “لا بد من التمييز بين مرحلتين: مرحلة التلاقي والاتفاق على تثبيت وقف دائم للحرب، والانتقال إلى التفاوض السياسي على الحل، فالتفاوض على الحل السياسي لا يخص أطراف الحرب وحدهم، فهم وإن كانوا كل أدوات الحرب، فلا يمكن أن يكونوا كل الحل، فالحل السياسي المتفاوض عليه يجب أن يتشارك فيه ألوان الطيف المجتمعي والسياسي، وأن يتأسس وقف إطلاق النار الدائم والشامل عليه، وفك الحصار الخارجي والداخلي، وتبادل الأسرى على قاعدة الكل في مقابل الكل، وصرف المرتبات، وعودة المشردين إلى مناطقهم، وإطلاق سراح المعتقلين السياسيين، والمختفين قسريًّا، ووقف خطاب الكراهية، والتحريض على الحرب وإثارة الفتن، والتكفير والتخوين، وعودة الأمن والسلام والاستقرار إلى كل ربوع اليمن”.

وأكد عبدالباري طاهر أن “التلاقي بين كل أطراف الحرب، وبالأخص بين الحوثيين والسعوديين، وبين إيران والسعودية مهم؛ لأنهم الأطراف الأكثر فاعلية في إشعال الحرب، ولكن الحل السياسي لن يكون إلا بانخراط كل المكونات السياسية والمجتمعية، والشمال والجنوب، والمهم خروج اليمن من تحت البند السابع، واحترام إرادة اليمنيين في صنع مصيرهم بأيديهم، واحترام السيادة والاستقلال”.

وأشار إلى أن “إشادة المبعوث الأممي بوحدة المجتمع الدولي حول وقف الحرب في اليمن، وأن الأمم المتحدة هي الوسيط الوحيد يبعث على التفاؤل، وفيه قدر من التطمين”.

 

دلالات

من جانبه يرى سكرتير تحرير صحيفة الأيام العدنية السابق، ذو يزن مخشف، في حديثه لـ”اليمني الأميركي” أن “بواعث احتمالات عودة الحرب في اليمن لم ولن تغيب لحظة منذ اندلاع شرارتها قبيل تسعة أعوام”، “لا شك أن لتصريحات المبعوث الأممي السويدي هانس غروندبيرغ الذي عُين في أغسطس/ آب 2021، بأن اليمن برميل من البارود، دلالات منها دلالة على إعلان فشله في تقرير خطة للسلام، وأن كل الجهود الدولية والتحركات السياسية التي شهدتها المنطقة بدءًا من الرياض إلى أبوظبي والقاهرة ومسقط وعدن وعمان لم تسفر عن أيّ ثمار نجاح، بل نرى أنها ربما عززت من فرص استمرار الحرب ونزيف الدم اليمني”.

وتابع: “الأمم المتحدة عادة تستبق فشل مندوبيها، بتحركات مكوكية ثم تصريحات لهم توحي بعدم تجاوب الأطراف المعنية للخطط الأممية، لكن في الحقيقة أن المشكلة تعود أساسًا للأمم المتحدة، فبدلاً من تنفيذ قراراتها الدولية تذهب بعيدًا لتصبح وسيط تراضٍ، تحت ضغوط ورغبات القوى الدولية المتصارعة في السر على اليمن، البلد الممزق الذي يقع في منطقة استراتيجية مهمة”.

واستطرد مخشف: “لم يعد أمام المبعوث الأممي ومنظمته إلا كشف الحقائق والاعتراف بالفشل، وقبل ذلك تحديد الطرف أو الأطراف التي تصطنع معوقات السلام ولا تريد للحرب أن تضع أوزارها في اليمن.. ينبغي وضع إشارة أممية صريحة وواضحة تسمي ذاك الطرف اليمني المقاوم للسلام.. يدرك اليمنيون أن إحلال السلام لبلادهم مفقود، وأن الحلول الدولية لا تزال بعيدة.. اليوم أزمة اليمن تبرهن بأن أمامها عقد جديد من الصراع والحرب الطويلة الاستنزافية وأن السلام  ما زال مفقودًا وبعيد المنال”.

   
 
إعلان

تعليقات