Accessibility links

إيزيك روبنسون ورحيله المبكّر: مواقف وشهادات


إعلان

ميشيغن – «اليمني الأميركي”:

أعرب عدد من الأميركيين، بما فيهم عرب أميركيون، عن الحزن الشديد إزاء وفاة إيزيك روبنسون – عضو مجلس نواب ميشيغن – الذي تُوفّي بتاريخ 29 مارس/ آذار عن عمر ناهز (44) عامًا، معتبرين رحيله المبكر خسارة كبيرة؛ لِما كان يتمتع به كناشط وسياسي صاحب قضية ومساند لقضايا البيئة، متعاون مع الجالية العربية والإسلامية في الولايات المتحدة.

ووِفق تقارير صحافية، علاوة على مصادر خاصة بالصحيفة، فإن روبنسون تُوفِّي متأثرًا بوباء كورونا، حيث أُصيبَ به، لكن نقله إلى المستشفى أتى متأخرًا، حيث وصل إلى المستشفى وهو يعاني من ضيق تنفس، لتُثبِت الفحوصات إصابته بالوباء، ليكون بذلك أحد ضحايا الوباء من الشخصيات الأميركية العامة، مسجلاً برحيله خسارة لا يُمكن تعويضها على المدى القريب.

بوفاة روبنسون خسرت مدينة ديترويت وهامترامك أحد الناشطين والمدافعين عن قضايا المجتمع والبيئة؛ انطلاقًا من كون الراحل ناشطًا ومتحدثًا واعيًا عن قضايا المجتمع، وفي مقدمتها قضايا البيئة، بالإضافة إلى قربه من قضايا المجتمع العربي والإسلامي في ديترويت وهامترامك.

هنا ترصد وتستطلع “اليمني الأميركي” في هذا التقرير، شهادات عن الراحل…

حاكم الولاية، في بيان إعلامي، أشادت بتجربة الراحل، وقالت: إن روبنسون «لديه قلب كبير، وأنا حزينة جدًّا لوفاته.. لقد كان مدافعًا عن قضايا ديترويت والقضايا العادلة، ومجتهدًا في عمله، وكان له تأثير وتواجد واضحان في المجتمع من خلال تبنّي القضايا التي تهم منطقته الانتخابية.. ويحتاج المجتمع وقتًا كبيرًا لتعويض شخص مثله».

صديق البيئة 

يُشار إلى أن الراحل يُعدّ من أكبر المدافعين من أجل إيجاد بيئة نظيفة، وقد تزعّم وقاد الكثير من الوقفات الاحتجاجية أمام المصانع التي تتسبب بتلوث الجو، وخاصة في مدينة ديترويت، بما في ذلك أحياء العرب والمسلمين.

وفي هذا قالت المدعي العام في الولاية – دانيا نسير، في بيان إعلامي: «إن روبنسون كان رجلًا عظيمًا، ولا يوجد شخص يعمل طوال الوقت لصالح مجتمعه ويخدم ويُحبّ مجتمعه مثل روبنسون، ولم أشاهد أيّ شخص مثله.. إن قلبي موجوع عليه».

يُشار إلى أنّ انتخاب روبنسون لمجلس نواب الولاية تم في العام 2018م، وفي نفس الدائرة التي كانت تفوز بها والدته بعضوية المجلس التشريعي للولاية، وهي دائرة تُمثّل جزءًا من مدينة ديترويت، وجزءًا من مدينة هامترامك… ومن ثَمّ لم تترشح، ليترشح بعدها روبنسون، الذي كان قد صنع له اسمًا كأحد المناضلين والمدافعين عن البيئة، وحاول تقديم الكثير من المقترحات للمجلس التشريعي في الولاية حول حماية البيئة.

وفي تغريدة له على موقع المدونات المصغرة “تويتر” قال مرشح الرئاسة السابق ساندرز: إن «روبنسون كان عادلاً في القضايا التي يُدافع عنها، ويؤمن بضرورة إيجاد مستقبل عادل للجميع.. أنا وزوجتي حزينان جدًّا لوفاته، فقد خدم في حملتي الانتخابية في موقع نائب رئيس الحملة، في ولاية ميشيغن».

وأضاف ساندرز: «إنني أبعثُ عزاءنا الخالص بوفاته لكلّ أقربائه ومحبيه».

مواقفه مع العرب

وكان روبنسون يتمتع بعلاقة ودّ مع العرب والمسلمين في الولايات المتحدة… وعلى صعيد منطقته الانتخابية كان له مواقف مساندة لهم في الاحتجاجات والوقفات، مؤكدًا، في أكثر من مناسبة، تقديره لهم.

كما أنه بعد حادثة استهداف مسلمين في أحد مساجد نيوزلندا، والتي قُتل فيها أكثر من خمسين شخصًا، قام روبنسون بزيارة لعددٍ من المساجد، وكان يتحدث عن حالة الخوف، مُطَمْئنًا المصلين، قائلاً لهم: من الضروري ألّا يكون هناك تخوّف أو تردد من الذهاب إلى المساجد للعبادة.

وخلال تلك الزيارات أظهر قدرًا من الاحترام ومساندة الجالية والمجتمع المسلم في ذلك الوقت بالذات، وكثيرًا ما كان يُردّد قوله: إننا متعهدون بضرورة أنْ يتوفر للمجتمع المسلم حماية كاملة، ويحظون بمكانة واحترام في مجتمعنا الأميركي الكبير.

عن الشعور بالخسارة لدى الجالية العربية والإسلامية جراء وفاته يقول سام العصري، وهو أحد الناشطين اليمنيين، وكان صديقًا لروبنسون: «إن روبنسون لم يكن فقط ممثلًا عن دائرتنا، لكنه – أيضًا – كان أحد أفراد الأسرة لدى كل أبناء المجتمع… إنه جزء من الأسرة، وأحد أفرادها… وكان له تأثير وحضور في المجتمع، ولن ننساه، ويَعدُّ مجتمعنا وفاته خسارة كبيرة لنا وللمجتمع الكبير بشكل عام».

فيما قالت مدير مدارس هامترامك جليلة أحمد: إن «روبنسون كان قائدًا مميزًا، وسيتذكره الناس باعتباره مدافعًا عن حقوق كلّ شخص… لقد مات في وقت مبكر وترك بصمة في حياة كلّ من عرفه عن قُرب».

طاقة غير عادية 

جاري ونتشيك، عضو سابق في مجلس نواب الولاية، قال: «كانت لروبنسون طاقة غير عادية في الدفاع عن القضايا التي تهم المجتمع، ومنها حقوق الإنسان والعمال… وكنتُ أهنئه على ذلك».

مُدافِع شرس

من جانبه اعتبر الزميل رشيد النزيلي – ناشر صحيفة (اليمني الأميركي) أن روبنسون كان صديقًا مميزًا للعرب… وقال: «لقد كان داعمًا لكلّ الفعاليات العربية بحضوره وتقديره لكلّ من يُنظّم فعالية ويتبنّى قضية، وكان يُخصص الكثير من وقته للمشاركة والحضور، بالإضافة إلى ذلك كان مدافعًا شرسًا عن قضايا البيئة، ومؤمنًا بأن منطقته تستحق الأفضل؛ فهو ابن المنطقة ويعرِفُ معاناة الناس… لقد خسرنا رجلاً لن يتكرر على المدى المنظور، وكلنا حزينون لرحيله».

شخص نشيط

عباس شهاب، مصوِّر وسبق له أنْ عمل في مكتب روبنسون، أشاد بنشاط الراحل، وقال: «إنه شخص نشيط جدًّا، ويُحبُّ الجميع، ويهتم بمشاكلهم التي تتعلق بعمله، ويعمل من أجل الدفاع عن كلّ القضايا التي تُواجه المجتمع، وخاصة دائرته الانتخابيةً».

فيما نوّه عمدة مدينة ديترويت مايك داغن بما كان يتمتع به روبنسون قائلاً: «إنه الموت المدمِّر، لقد كان موته خسارة كبيرة للمجتمع… فروبنسون أحد قادة المجتمع في تبنّي القضايا العادلة للناس.. وشارك في الكثير من الوقفات الاحتجاجية في مدينة ديترويت، كما كان ناشطًا حقوقيًّا أكثر منه سياسيًّا، وهذا تجلّى بوضوح في حياته اليوميةً.. وكان له دور في دائرته الانتخابية، وفي المقاطعة بشكل عام».

   
 
إعلان

تعليقات