Accessibility links

إعلان

ديربورن – «اليمني الأميركي»:

 

لليمن أكثر من حكاية في مدينة ديربورن، ومن هذه الحكايات قصةٌ بدايتها بهارات، لكنها اصبحت جزءًا من مجتمع يمنيي ديربورن وعربها.. إنها حكاية مرتبطة بمتجر يختزل بعض ملامح اليمن التقليدية ويعكس مستوى من مستويات الاستقرار اليمني هنا..

إنه متجر يحمل اسم بلاده (السعيدة).. دكان لم يمضِ عليه سوى عام تقريبًا، لكن مرتاديه يتزايدون باستمرار. إنهم ممن يبحثون عن بهارات اليمن وعسلها وأزيائها، أو على الأقل ممن يبتهجون بتنسم رائحة بلادهم هنا، ومشاهدة بعض تفاصيل خصوصيتها التقليدية…!

متجر “بهارت السعيدة” ربما أصبح من أهم مقاصد اليمنيين والعرب في مدينة ديربورن، لِما يتميز به من خصوصية ثقافية تميّز عمله التجاري كعنوان من عناوين استقرار المهاجر اليمنيّ في أميركا.

ثقافة الاستقرار

يحوي المتجر ما تحتاجه الحياة التي يعيشها المهاجر اليمنيّ في ديربورن، وبخاصة على صعيد علاقته بالطعام وبعض تفاصيل الحياة التقليدية التي يحتاجها كل مهاجر في سياق حرصه على علاقته بالوطن الأم… بلا شك أن ولادة هذا النوع من التجارة تأتي نتاج مرحلة استقرار المهاجر اليمني هنا.. فعقب الاستقرار تنشأ، غالبًا، تجارة تستقدم من هناك ما يتطلبه الاستقرار هنا.

عام كامل مرّ على افتتاح المتجر من قِبل مالكه سمير الحميري وشريكه فيصل.. وقبل افتتاحه مرّت الفكرة بمراحل حتى تبلورت وخرجت للنور؛ فسمير عمل في بيع البهارات في السعودية، ومن ثمّ في اليمن.. وعند مغادرته إلى الولايات المتحدة عام 2005م، عمل في عدد من الولايات قبل وصوله الى ديربورن، حيث وجد الفرصة سانحة لتنفيذ مشروعه، مستفيدًا من تجربته في البيع والشراء في الولايات المتحدة خلال 12 سنة، ومن حاجة الجالية اليمنية هنا لِما يوفر لها بعض ما تحتاجه من بلادها.

ولادة المشروع 

يقول سمير متحدثًاً لصحيفة اليمني الأميركي: ما أن استقررت في هذه المدينة حتى عادت فكرة البهارات تُلح عليّ كمهنة أعرفها جيدًا، وفي ذات الوقت هي مهنة تحتاجها هذه المدينة.. ولهذا قررتُ تنفيذ المشروع؛ فتواصلت مع شريكي فيصل الذي قدم من السعودية، وفكرنا في افتتاح متجر هنا، لا سيما مع ما وجدنا من طلب إقبال على ما له علاقة بنكهة اليمن، إضافة لحنين اليمنيين هنا لِما عاشوا عليه في الوطن الأم.

دكان ركن 

ثمة مقولة يمنية تقليدية تقول: إن (الدكان ركن)، على اعتبار أن المتجر الواقع في الركن يعود بفائدة كبيرة على صاحبه. يضيف سمير: وبالفعل وجدنا محلًا في زاوية على شارع شايفر…ولنا ما يقارب العام في متجر الذي يحمل اسم (السعيدة)؛ فالسعيدة من أسماء اليمن، حيث كان يطلق عليها قديمًا: (العربية السعيدة)”.

أكثر من بهارات

يوفر هذا المتجر ما يحرص اليمنيون الأميركيون على طلبه من بلادهم.. يقول سمير: حرصًا منّا على أن نوفر عليهم تلك المتاعب وتقديم ما يطلبونه بكل سهولة ويُسر هنا.. ولهذا نبيع البهارات والملابس التقليدية والعسل اليمنيّ وبعض المنتجات التقليدية.

“لدينا عسل دوعني وعسل عصيمي.. وما يتوفر لدينا نحرص أن نستقدمه من بيئته الأصلية من العامل التقليدي في بيئته الزراعية أو الجبلية أو الحرفية؛ فمثلاً نشتري العسل من النحّال نفسه في الريف والجبل اليمني، ولدينا وكلاء يوفرون لنا ما نحتاجه في أكثر من محافظة يمنية فيما يتعلق بالعسل”.. يوضح سمير.

ويستطرد: “صحيح أن أسعار العسل غالية لكنها بجودة رائعة.. ولدينا البهارات ونحن متخصصون في هذا المجال، بالتالي فما نوفره من البهارات متميزٌ كثيرًا، وكذلك لدينا مستحضرات أعشاب طبيعة تُستخدم كعلاج طبيعي، بناء على الخبرة والتجربة المتوارثة في اليمن، كما يتوفر لدينا البن والقشر والقهوة اليمنية بأنواعها المحوّجة وغيرها، كما ستجد لدينا الفخاريات مثل: المواقد، والمباخر.. بما فيها المدر والحجر والحديد، ولدينا، أيضًا، تشكيلات رائعة من الخزفيات، وكذلك الملابس التقليدية اليمنية..كل ما له علاقة باليمن ويطلبه اليمنيون هنا».

الزبائن

نتيجة شهرة ما يبيعه هذا المتجر صار له زبائن من الجاليات العربية الأخرى.. يقول سمير: “صحيح أن أغلب الزبائن من اليمنيين، لكن – أيضًا – لدينا زبائن عرب، حيث يأتي إلينا جيران اليمنيين بعد أن تذوقوا الأكل اليمنى المعد بالبهارات التي يتم شراؤها من متجرنا”.

“هنا تجد اليمن بروحها التقليدية ودعابتها وبساطتها؛ حتى المُراجلة (المفاوضة في السعر وفق اللهجة اليمنية) تجدها لدينا؛ نتحدث مع الزبون ونأخذ ونعطي معه في الأسعار..كما أنني وجميع العمال نتحدث مع الزبائن وكأننا في اليمن وبالذات الزبائن من كبار السن، نحاول نعكس الروح اليمنية التقليدية.. هكذا تشعر وأنت تدخل المتجر وكأنك سافرت إلى اليمن..وعلى الزبون أن يعطينا فرصة ويجرّبنا ويزور محلنا”.

دكان السعيدة – شارع شايفر على العنوان التالي:

5914 Schaefer road. Dearborn Michigan 48126

وبعد:

بلاشك أن المهاجر اليمني البسيط، من خلال استقدام ما هو جميل من بلده الام، هو يشارك في تعزيز تنوع الثقافة المجتمعية في مدينة هي جزء من بلد كبير يؤمن بالتنوع ويميزه التنوع أيضا.

   
 
إعلان

تعليقات