Accessibility links

أين دوري ومنتخب بلاد “كاني ماني”..؟ حقنة تخدير اسمها منتخب الناشئين..!


إعلان

عبدالله الصعفاني* 

تقع كرة القدم اليمنية ضمن مجموعة المستويات الأضعف في العالم، وهو ما يظهر مع كل تصنيف على خارطة الفيفا، والأسباب كثيرة.. أولها أن الرياضة إجمالاً تعكس الواقع اليمني العام في  شقه الفاسد والعابث، وثانيها لأن كرة القدم في العالم صناعة، فيما هي عندنا مجرد شكل من أشكال الهرجلة والتكاذب.

وليس في هذا مبالغة أو رجمًا بالغيب، لكنه واقع “الحال والمقال”.

* وإذا سألت عن السبب، فستقودك الإجابة إلى العجب.. رغم انتشار كذابي الزفة كالفطر، ورغم توالد من يزيِّنون العبث كالفئران والأرانب.

* بلد بلا دوري حقيقي منذ سنين طويلة، رغم أنه ليس هناك فسحة أفضل لإقامة نشاط يمني جماعي عابر للأزمات والخلافات السياسية مثل النشاط الرياضي.

وحتى لو ظهرت أصوات مريضة تدعو للتعطيل، فإنَّها أصوات مصطنعة خارج السياق العام، وتجد من يغذيها هربًا من التكلفة المادية لانتظام النشاط بمبررات ساذجة سيئة “القَلْي” وصعبة على الهضم، لأن بمقدور محافظات يمنية كثيرة أن تستوعب دوريًّا محترمًا ومنتظمًا دونما أشواك إعاقة أو زجاجات مكسورة لزوم الجرح والتعطيل، لكنه فساد الإدارة لاتحاد كرة قدم مهاجر في الشتات طلبًا للسياحة والتجارة والتكسب المسنود بشبكة المصالح البائسة.

* ولأن المنتخب الوطني المحترم في أيّ بلد هو نتيجة طبيعية لدوري محترم تحوَّلَت وعود انتظام الدوري اليمني إلى كذبة متجددة صادرة عن وجوه لا تشعر بالمسؤولية، ولا تلقي بالاً لمشاعر الرياضيين، ولا تعترف بذاكرة شعبية، ولا تلقي أهمية لتهمة فساد كامل الأركان.

* ألا تلاحظون كيف تحول منتخب الناشئين منذ عشرين سنة إلى حقنة تخدير لمجرد أن لاعبيه موهوبون بالفطرة، وقادرون على التمثيل الطيب بدون تنظيم أيّ بطولات، وبدون معسكرات محترمة ومدروسة، كما حدث مع منتخب الناشئين الحالي الذي اشتكى لاعبوه وجهازه الفني لتراب الأرض من إجراء تمارينهم في مصر على أرضية غير صالحة، وتهدد سلامة اللاعبين وسط ضغوط نفسية تبرز في اعتبار الجميع أن منتخب الناشئين هو الحل لغسيل أموال الاتحاد وتبييض وجوه العابثين ولو في ‘براديس منطقة منيل سيحة’ في مصر المحروسة، هل فهمتم شيئًا أو تعرفتم على عنوان..؟ ولا أنا.. 

* ويسأل الغيورون: أين منتخب اليمن الأول الذي يحدد بنتائجه موقع الكرة اليمنية على قوائم الكرة العالمية، فيحل صمت القبور إلا من دعوات تطالب رؤوس المال الوطني بالإنفاق على منتخب الناشئين.. وطبعًا لم يتفاعل أحد.. أولاً لأن منتخب الناشئين ليس مشروع زواج جماعي بجوار جمعية خيرية.. وثانيًا لأن لاتحاد الكرة موارده المالية بالمليار من الدولار، وثالثًا لأن نفس الاتحاد يرفض الكشف عن أرصدته ومركزه المالي، وقد تابعنا كيف قوبلت دعوة رجل الأعمال المعروف شوقي أحمد هائل في هذا الجانب بالانزعاج الشديد من كون المطلوب منه ومن غيره هو أن يكونوا مجرد صرافين ودافعين خارج نظرتهم المؤسسية وخارج قواعد الشفافية في العمل الرياضي كما تنص قواعد الهيئات الرياضية الدولية..!

ويا رجال المال والأعمال وبيوت التجارة.. ادفعوا فقط وما لكم دخل..!   

* هل أشرت سابقًا إلى أن الناشئين اليمنيين صاروا شكلاً من أشكال غسل فساد عدم وجود دوري وعدم وجود منتخب وطني لفئة الرجال يشرف البلد ويضع كرة القدم اليمنية في المكان المناسب لما يعتمل في النفوس من الطموحات..؟

* ولأن العبث هو العبث، نلاحظ كيف أن من يريدون النوم في العسل للعشرين السنة القادمة، كما رقدوا عشرين سنة على إنجاز وصول الناشئين إلى نهائيات كأس العالم بفينلندا أيام المرحوم محمد عبدالله القاضي.. المشكلة أنه حتى هذه الرغبة تبدو مقيدة ومرتبكة بين جهاز تدريب محلي بقيادة محمد البعداني وبين الأجنبي ميروسلاف سكوب، مع ارتباك بين اللاعبين المختارين محليًّا وبين أبناء مهاجرين الرهان عليهم يحتاج إلى مراعاة الزمن وتأمين وثائقهم اليمنية مع تجنب “ربشة” الضم والإلحاق والاستبعاد وحركة الأعمار، ما يشكِّل ضغطًا نفسيًّا على أعصاب اللاعبين وتأخير عملية التناغم والانسجام بين خطوط المنتخب.

* وأختم بالقول.. يا اتحاد كرة القدم.. سارعوا للاحتكام إلى القواعد الإدارية والفنية الصحيحة.. أقيموا الدوري المحلي.. أعيدوا للمدرجات حيويتها.. جهزوا لنشاط يفضي إلى وجود منتخب وطني محترم.

* عيب أن يصير منتخب الناشئين في اليمن هو الدوري والكأس، وهو المنتخب الأول، وهو البابه والمامه وأنور وجدي، وهو الهدف الوحيد للقاصي والداني وسكوب والبعداني والصعفاني.

أما أيش دخل الصعفاني، فلأن كاتب السطور يعيش في بلاد أشهر مسلسل فيها هو مسلسل كاني ماني.

* كاتب يمني.

   
 
إعلان

تعليقات