Accessibility links

“أولاد مارادونا أمتعونا”.. في مونديال “الشَّهد والدموع” الكل بكى على طريقته..! 


إعلان

عبدالله الصعفاني* 

انتهى مونديال FiFA قطر 2022 كحلم تمنيت لو يطول.. 

انفضّ المولد المثير، وأُسدِل الستار على 28 يومًا من البهجة الفائقة، والتوتر اللذيذ.. لا فرق بين لاعب ومشجِّع، وامتدت الأفراح والأتراح إلى الجميع.

* وبالمناسبة.. عندما أردتُ الكتابة عن المونديال، عقب الاختتام، تصادمت الخواطر والمشاعر، وتكاثرت الفرائس، فلم أدرِ ما أصيد.. انتظرتُ حتى أيقظني الزميل أحمد الأغبري (مدير التحرير) برسالة التنبيه “منتظرين المقال..؟”، لأخوض بعدها في ما تيسّر، اعتمادًا على الذاكرة القصيرة، دونما توجُّس من تقصير، ربما لأن كأس العالم هذه المرَّة كان مختلفًا،  ويصعب فيه الإلمام حتى بأهم أحداثه.. غير أن أيّ مستوى للتناول سيضمن لك وقفة في المربع الصحيح وأنت تصطاد ما تيسَّر من حوافز بالطريقة العربية (لقد وفيَّت وكفَّيت) فقط لأنه الثراء المعرفي في كأس العالم.

* المونديال هذه المرة من النوع الذي يفتح أبوابه لكل الاحتمالات، من انتصار المنطق بوصول الأرجنتين وفرنسا إلى النهائي، بما فيه من تتويج التانجو، وحتى علو كعب المنتخب المغربي كممثل للعرب والقارة الأفريقية، وفارس الإِتيان بما لم يأتِ به الأوائل.

* لقد شاهدنا أيضًا خيبة البرازيل وإنجلترا والبرتغال والأسبان والبلجيك، وهي تتوجع بضربات لعبة المفاجآت الساحقة الماحقة، ومتواليات كل شيء جائز حتى لو أبكى البنات والعجائز.

ويا لحرارة دموع الهزيمة، وسخونة دموع الفرح..!

يا لمشاعر منتخبات صنعَت الفرحة، وأخرى غرزت سكاكين الوجع في قلوب جماهيرها، وعبَّر نجومها عن مخاوفهم، فاختلطت دموع الاحترام لمشاعر الجماهير مع دموع الإحساس بفقدان فرص صناعة المجد الشخصي داخل كتاب التاريخ..!

* ألم تروا دموع الحرقة وخيبة الأمل في عيون نيمار وأنتوني البرازيل..؟

ألم تلفت أنظاركم حالة الانكسار الشامل في سواريز الأرغواي، وكأنه أم فقدت طفلها في الأدغال..؟

 ألم يكن مؤلمًا ذلك الذي حدث للنجم العالمي الكبير كرستيانو رونالدو وهو يقذف بنفسه على أرض الملعب، ويدخل في نوبات بكاء شاهدناها أيضًا في الأسترالي جاكسون إرفين، والكوري الجنوبي سونج هيونج، والإيراني رامين رضائيان.

* دموع بالهبل ذرفتها حتى عيون لاعبين وصلوا للمربع الذهبي والنهائي، كما هو حال لاعبي فرنسا وكرواتيا والمغرب إلى آخر منتخبات دخلت المونديال بأحلام كانت ثم ضَعُفت أو بادت بشكل أو بآخر، ومنها منتخب قطر المضيف، وحامل لقب بطل آسيا..!

* على أن نوبات البكاء لم تكن حصرًا على المكلومين المصدومين بمغادرة البطولة من الباب الضيق أو الواسع؛ فالفائزون أيضًا بكوا من الفرحة، ووقعوا في حالات من هستيريا البهجة.

وشخصيًّا لا يمكن أن أنسى محلل قناة بي إن سبورت، النجم الأرجنتيني الشهير باتيستوتا وهو يذرف الدموع داخل أستوديو التحليل ويخلع ربطة عنقه ليهديها إلى مقدم البرنامج ربما لتغطية حالة البكاء التي استسلم لها بهجةً وفرحةً بالتتويج الذي تعرض للامتحان بهاتريك الفرنسي الفلتة كيليان مبابي.

* لقد أعادني باتيستوتا 20 عامًا إلى الخلف، حيث مونديال 2002 في كوريا واليابان، يومها ذرف باتيستوتا الدموع لاعبًا، وهو النجم الأشهر بمهاراته وتسريحة شعره الشبيهة بشعر رأس الخيل.

* وكثيرًا ما كان المونديال موعدًا مع التفنن في وضع الأصباغ والتسريحات التي تحضر جنبًا إلى جنب مع المستويات البدنية والمهارية والتكتيكية.

في الدوحة شاهدنا ملوك السامبا منتخب البرازيل وهم يفرطون في الاهتمام بالأصباغ والتسريحات لتطغى حتى على تحركاتهم في الملعب، واتهمناهم وهم يغادرون المونديال من دور الثمانية بالغرور، وتغليب هوس الشكل على استحقاقات ومتطلبات تحقيق بطولة كانوا المنتخب الأبرز للتتويج بها.

* وحتى لا تطول الوقفة في زمن السرعة في كل شيء، سأختزل ما بقي من الخواطر المبهجة في القول:

لقد كان المنتخب المغربي حصان المونديال الأسود، وسفير العرب الناجح، ورسول المحافظة على روح العائلة.

وكان النجاح القطري في التنظيم علامة جودة عقَّدَت مهمات الدول المستضيفة للقادم من البطولات.

* الأمر الآخر.. كان جميلاً ومثيرًا ما شهدته البطولة من المفاجآت التي أربكت وأضحكت وأبكت، كما حدث لأحلام كرستيانو رونالدو.

* ابتهجنا بقدوم نجم واعد متوعد كالفرنسي الشاب كيليان مبابي – هداف كأس العالم، وابتهجنا أكثر لأن الأمور سارت كما تشتهيه سفن الداهية العريس ميسي.

وارتحنا لأن روح اللاعب الأجمل في التاريخ دييغو مارادونا كانت حاضرة.

* نعم تعاطفنا حزنًا مع كرستيانو رونالدو البرتغال، وسواريز أورغواي، مودرتش كرواتيا.. لكن الخواتيم أسعدتنا..

وحسب تعبير رئيس التحرير، الكابتن رشيد النزيلي، نحن سعداء لأن “أولاد مارادونا أمتعونا”.

* ناقد رياضي يمني

   
 
إعلان

تعليقات