Accessibility links

أكاديمية سام الكروية بصنعاء.. تجربة استثمار في المواهب الكروية


إعلان

علي النونو مدير الأكاديمية..
الطموحات الرياضية.. الملامح الشخصية.. واتجاه التفكير..!

 

عبدالله الصعفاني*
من يتابع لاعب الأمس ومدرب اليوم الكابتن علي النونو ويسترجع مزاجه وإحساسه الكروي العام سيقف على أمور منسجمة غالبًا، متضاربة أحيانًا.. لكن حضوره المتجدد يفرض نفسه، ولا يرتدي طاقية الإخفاء حتى في المناخ الموَّات.. ربما لأن نجومية النونو تشبه راكبًا فوق سنام جمل فلا تحتاج معها للاستعانة بعيون زرقاء اليمامة.

* ونمط التفكير عند علي النونو نمط جامح لا يعترف بأحجار الإعاقة وأشواك التعثر، فنراه بين الحين والآخر يخوض تحديات ويسجل مواقف قد تفقده ميزة أو علاقة، وتؤخر عنده حالة ظهور، فيسارع إلى ركوب سفينة (لا يصح إلا الصحيح).

* وكنت خصصتُ هذه الإطلالة للتوقف أمام مشروع علي النونو، مدير أكاديمية سام الكروية بصنعاء، أو أكاديمية النونو كما هو شائع.. لكن ثمة ما يقال على هامش تسليط الضوء على مشروع الأكاديمية الكروية التي أعلن النونو عنها مؤخرًا.. فكرة.. إمكانات حاضنة للنشاط، وأهداف منتظرة.

* ولقد فكرتُ أنْ أنبش بعض شواهد الإثارة في مواقف علي النونو، خاصة عندما غادر موقعه كمساعد لمدرب منتخب الناشئين بقرار إقالة من اتحاد كرة القدم، ثم وجدت نفسي أتراجع إلى الاستفسار منه حول الأكاديمية كمسعى محترم يستثمر في المواهب من أجل مستقبل أفضل للكرة اليمنية.. لكن النونو في معرض كلامه وسياق أجوبته كشف شيئًا من ملامح شخصيته منذ البواكير وحتى الآن… وكأنه يقول ما بين السطور: هذا أنا.. أقول وأفعل ما أقتنعُ به، ولا أهتم بفواتير ربما لا تروق، وفيها خسارة.. فماذا يمكن أن نجد من الدلالة المبكرة..؟

* زماااان.. عندما خاض الناشئ علي النونو أول تمرين له مع النادي الأهلي صنعاء لفتت نظره الجهود التدريبية الطيبة للكابتن عبدالله العماد، لكنه لم يحضر سوى تمرين واحد عاد بعده إلى بيته، وقرر عدم الدخول إلى النادي الأهلي.. لماذا؟!

لم يعجبه المناخ والأجواء الرياضية العامة في النادي، ولم يلمس في الأهلي ما يشجِّعه على الاستمرار، حتى أنه لم يعد إلى النادي إلا عن طريق المدرب العراقي المرحوم واثق ناجي الذي شاهده في مباراة مدرسية، فاقتنع بموهبته وأحضره من منزله إلى الأهلي بحماسة من التقط موهبة حان لها أن تُصقل وتتطور، فكان ما كان من المشوار، هناك على مقربة من باب اليمن.

* في أهلي صنعاء قدَّم النونو نفسه كلاعب مميز، وعزز ذات التقديم الجميل كمحترف في أندية عربية، وفي المنتخب الوطني، حتى صار اسم علي النونو جزءًا من مفردات معلّقي المباريات كلما تحدثوا عن كرة القدم اليمنية، ثم اصطدم النونو باتحاد كرة القدم من موقعه كمساعد مدرب منتخب الناشئين بحديث له عن فرض أسماء على المنتخب، فأطاح الاتحاد بعلي النونو ليكون ما كان من سجال السوشيال ميديا ما بين متعاطف مع النونو ومنتقد له، ليفاجئنا في زحمة الجدل بتوقيعه عقد تدريب مع نادي وحدة عدن، أحد أندية عدن المختلفة بشدة مع اتحاد الكرة.

وأخيرًا وليس آخرًا تبلورت عنده فكرة إنشاء أكاديمية رياضية تهدف لإعداد وصقل المواهب الكروية على أسس علمية وتربوية تحت اسم أكاديمية النونو، وهو الاسم الذي لم يستمر.

* سألت النونو عن مسمى الأكاديمية، فقال: كنت أنوي افتتاح أكاديمية تحملُ اسمي، ثم عدلت عن ذلك بسبب التكاليف التي يصعب عليّ توفيرها، ورأيت في نادي مدينة سام (نادي الضباط سابقًا) حاضنًا بما يمتلكه من إمكانيات، فتمت الشراكة مع نادي مدينة سام… وهكذا سنتميز عن الأكاديميات المحلية في هذا الجانب بتوفر المرافق المناسبة، الملعب والإدارة وغرف تغيير الملابس والأجهزة الرياضية وصالة الاجتماعات، وسنجهز ملعبًا آخر بما يستوعب تمارين الفئات العمرية المختلفة، وكانت مهمتي مع البراعم والناشئين من أجل منتخب الناشئين الأخير، وملاحظاتي العامة دافعًا إضافيًّا لإنشاء أكاديمية تشتغل على ثلاث فئات من البراعم والناشئين.. الأولى من 6 إلى 10 سنوات، والثانية من 11 إلى 13 سنة، والثالثة من 14 إلى 18 سنة.

* ويقول الكابتن علي النونو.. أعتز بمشواري لاعبًا، وبتجربتي البسيطة مع التدريب، ودراستي الأكاديمية المنهجية، في اليمن وفي الخارج، وهو مشوار يحفزني للقيام بدور في استقطاب المواهب وتأهيلهم بتعليم ما هو علمي وصحيح، خاصة وأن دراستي في ألمانيا كانت كلها حول الفئات العمْرية، حيث لكلّ فئة خصائصها وأساليبها.

وهناك صدمتني حقيقة أنني بعد 18 سنة رياضة في اليمن اكتشفتُ في ألمانيا أن ما ينقصني كثير فعلاً، حتى لا أقول إنني لم أكن أعرف شيئًا.

* وفي شهر رمضان سيكون البراعم والناشئون، الذين زاروا مقر الأكاديمية للتعرف على الأكاديمية، قد أكملوا الامتحانات، وسجلوا في الأكاديمية وفق ضوابط السن والصحة العامة والانضباط والرُّقي التربوي والأخلاقي الذي يشجع أولياء الأمور على إرسال أولادهم إلى أكاديمية في مستوى الثقة في اكتساب معارف صقل للموهبة والشخصية والجوانب الأخلاقية، فهي منظومة رياضية مهارية ومعرفية وأخلاقية.. ونحن حريصون على تجنب الزحمة بحيث لا يتجاوز عدد الملتحقين بكل فئة عمرية الـ25 لاعبًا.

* وبعد اجتماع مثمر بيننا وبين 25 من المدربين الذين يعملون في مرافق  استقطاب وتمرين تحمل أسماء أكاديميات دونما إمكانات تؤهل لذلك، سيكون معنا في رمضان القادم دورة للمدربين الذين اشتغلوا في مجال تأهيل الموهوبين بأمل أنْ يؤسس التشاور إلى الأخذ بطرق أمثل في التعامل مع لاعبين صغار يفتقرون للرعاية، ومظلومين.. وما زلت أعتبر نفسي أحد المظلومين في بداياتي مع كرة القدم.

* ويقول النونو إنه حاليًّا يدرس ملفات متقدمين للعمل في الأكاديمية، حيث ستكون أولوية القبول للأكثر تأهيلاً علميًّا وتربويًّا وقدرةً على التعامل مع الأعمار الصغيرة.

وهناك محددات لعلاقة اللاعب بالأكاديمية وبالأندية.. وعندما قلت له إن اسم “أكاديمية” كبير إذا ما تمت مقارنته، قال: أكاديمية سام تُمثل حالة أفضل، ثم إن طموحاتنا كبيرة، ودوافعنا غير تجارية، ونأمل أن نتمكن من إحداث قفزة في جوانب الاستقطاب والرعاية والصقل، بما يعود بالنفع على اللاعبين وعلى الأندية، وقبل ذلك المنتخبات الوطنية.

* ناقد رياضي يمني

   
 
إعلان

تعليقات