Accessibility links

إعلان
إعلان

صنعاء – “اليمني الأميركي”
موت محمد أحمد الجنيد (السبت 24 يوليو/ تموز) في إسبانيا، وهو أحد أهم رجالات الدولة اليمنية في الثلاثة العقود الأخيرة من القرن العشرين، في ظروف مادية صعبة قابلها إهمال وتنكّر حكوميان، يؤشر إلى وضعٍ يمني خطير أصبحت فيه الدولة اليمنية خارج التزاماتها الوطنية، وهو ما يقودُ إلى مستقبلٍ قد يكون أكثر عتمةً مما هو عليه الآن، لكن يبقى التفاؤل قائمًا؛ لأنّ استمرار الوضع اليمني الراهن يُخالف نواميس التاريخ والعقل الإنساني.

شغل الراحل عددًا من المناصب في الحكومة اليمنية، منها نائب رئيس الوزراء، وزير المالية، وزير الخدمة المدنية، محافظ البنك المركزي اليمني، عضو في مجلس الشوري.. وغيرها.

أعربَ عددٌ من اليمنيين، في مواقع التواصل الاجتماعي، عن حزنهم إزاء رحيل الجنيد في ظروف صعبة ومؤلمة لشخصية يمنية كان لها دورها في مسيرة الدولة في بلادهم… وكم كان غريبًا تواتُر بيانات النعي الحكومية عقب وفاته، بينما كان هناك تجاهل وإهمال لحالته الصحية خلال فترة تدهور صحته حتى وفاته.

 

غالب: كان مدرسة في فنّ الإدارة والدبلوماسية والتعامل الجيد واحترام القانون ونظافة اليد.

من الرجال الأعلام

 وكيل وزارة المالية السابق، أحمد أحمد غالب، نعى الراحل «بعد عمر حافل بالعمل والعطاء في خدمة الوطن وفي مختلف المجالات، وبعد معاناة طويلة من المرض والإهمال والتنكّر، وبعيدًا عن التربة التي أحبها وأفنى عمره في خدمتها».

وأضاف: «المهندس محمد أحمد الجنيد من كوكبة من الرجال الأعلام الذين كان لهم إسهامات متميزة خلال فترة خدمتهم في سلك الدولة، وخاصة في المجالات المالية والاقتصادية والتنموية وقضايا الإصلاح المالي والاقتصادي».

«قاد محمد أحمد الجنيد، لفترة تزيد على أربعين عامًا، معظم المرافق المالية والاقتصادية والخدمية السيادية، متنقلاً من مرفق إلى آخر، نائبًا لرئيس الوزراء، ووزيرًا لوزارات، منها المالية، والتخطيط والتنمية، ومحافظًا للبنك المركزي، وكان مدرسة في فن الإدارة والدبلوماسية والتعامل الجيد واحترام القانون ونظافة اليد».

 

بهران: كان رجل دولة واقتصاد وإدارة من الدرجة الأولى ومن فئة النزهاء قليلة العدد.

رجل دولة

فيما أشاد وزير الكهرباء والطاقة السابق د. مصطفى بهران بتجربة الراحل في العمل الإداري والتنموي، وقال: «كان رجل دولة واقتصاد وإدارة من الدرجة الأولى، ومن فئة النزهاء قليلة العدد، فها هو إذ يلاقي ربه خارج وطنه على فراش المرض نظيف اليد والسر والسريرة، بلا ثروة ومال، لكنه يلاقي ربه على كل حال غنيًّا في كل شيء مما له قيمة في حساب الخالق عزّ وجل، غنيًّا عند الناس بخُلقه العظيم وفعله الكريم، غنيًّا بسمعته الطيبة وسيرته العطرة».

وأضاف: «كان مثالاً مخضرمًا لرجل الدولة الناجح سواء كوزير خزانة (مالية) أو وزير خدمة مدنية أو محافظ بنك مركزي أو رئيس لجنة عليا للمناقصات والمزايدات، أو غيرها من المناصب التي تقلدها وخدم فيها الناس والبلد بأمانة وقدرة ونزاهة يعرفها كل من عمل معه، ويكفي لمن لا يعرفه أنْ يدرك أنه لم يصنع ثروة في هذه المناصب التي صنع منها (أو الأصح نهب منها) غيره ثروات، ويعرفُ الناس من، وكيف، وأين!».

«يموت الشرفاء الانقياء بهدوء ولا تهتم لهم الحكومات الفاسدة المتصارعة على السلطة والثروة؛ لأنها تهتم بالقتلة واللصوص… يموت الشرفاء خارج أوطانهم، وهذا يزيد الحزن لفراقهم حزنًا على حزن، ولكنهم على الأقل سيلاقون “رب كريم”، ويرتاحون من وسخ الزمن القميء هذا!».

 

نادي شعب صنعاء: الجنيد واحد من أبرز الذين تولوا رئاسة النادي ويُعدّ من أبنائه الأوفياء والمخلصين ورجالات الدولة البارزين.

 

خسارة كبيرة

نادي شعب صنعاء نعى الجنيد؛ باعتباره كان رئيسًا سابقًا للنادي في سبعينيات القرن، واعتبر النادي رحيل الجنيد خسارة كبيرة له، «حيث تولى رئاسة النادي في فترة السبعينيات وكانت مرحلة زمنية صعبة بالنسبة لنادٍ رياضي حديث التأسيس».

وأكد النادي «أنّ الجنيد واحدًا من أبرز الذين تولوا رئاسة النادي، ويعدّ من أبنائه الأوفياء والمخلصين ورجالات الدولة البارزين، وساهم بشخصيته القيادية في إرساء القواعد والنظم الإدارية داخل أروقة النادي».

كما نعاه عدد من المسؤولين الحكوميين في اليمن الذين عبّروا عن فداحة الخسارة التي خلّفها رحيل رجل دولة بحجم محمد أحمد الجنيد، وتطرقوا إلى ما كان يتمتعُ به من مناقب وسجايا في علاقته بالعمل من ناحية، وفي علاقته بالزملاء والناس من ناحية أخرى، منتقدين إهمال وتنكر الحكومة له خلال فترة مرضه.

   
 
إعلان

تعليقات