Accessibility links

إعلان

عبدالباري طاهر*

 الدكتور أحمد الصيّاد علم من أعلام اليمن والعرب وعالميًّا، ورمز من رموز الكفاح القومي. دافع عن الثورة والجمهورية إبَّان حصار السبعين يومًا الشهيرة على صنعاء، وكضابط وقائد في المقاومة الشعبية حمى الآثار والمعالم الحضارية في وطنه اليمني والعربي وعالميًّا من خلال عمله في اليونسكو كأمين مساعد، كما دافع عن التنوع والتعدد في الثقافات الإنسانية، وهو مفكر رفيع له العديد من الأعمال الفكرية والأدبية والثقافية. 

د.أحمد الصياد

 

كرمني الأستاذ الجليل الدكتور، علي محمد زيد، بتقديم بعض من أعماله الفكرية والأدبية السردية. الدكتور الصياد عميق الرؤية، واسع الاطلاع، متعدد القدرات والمواهب، فمن أعماله:

  • اليمن السلطة والمعارضة، وهو أطروحته للدكتوراه. 
  • اليسار اليمني ظالم أم مظلوم؟ وهو قراءة لمأساة اليسار اليمني وكفاحه الوطني.
  • درويش صنعاء. 
  • آخر القرامطة. 
  • اليمن وفصول الجحيم.

والثلاثة الأخيرة أعمال إبداعية سردية.

 

أولاً: كتاب “السلطة والمعارضة”

يقع الكتاب الكبير نسبيًّا في 518 صفحة، قطع متوسط. يشتمل الكتاب على قسمين، يتناول القسم الأول: لمحة تاريخية وجغرافية، وأربعة فصول تبحث السلطة والمعارضة في ظل الإمامة والاستعمار البريطاني في الجنوب، أما القسم الثاني: فمكرس للسلطة والمعارضة بعد ثورة 26 سبتمبر 1962.

في صدارة الكتاب تنبيه إلى مضي أحد عشر عامًا على العمل في الكتاب، حدث خلالها – كما يشير الكاتب – تبدلات في الأوضاع، وتغيرات في الأفكار، وتوحَّدَ الوطن، وسادت رؤى وأفكار مختلفة، داعيًا للاعتبار بالماضي، والانطلاق منه.

أما المقدمة، فتتحدث عن العزلة التي فرضتها الإمامة والاستعمار، فقد حافظت بريطانيا على أوضاع المحميات كما هي، تاركة للسلاطين الحفاظ على أوضاع المناطق على حالها دون أي تطوير أو تحديث، أما الإمامة فجمعت بين يديها السلطتين: الدينية، والدنيوية، وخضعت لبريطانيا. ورغم العزلة، فقد نشأت حركة معارضة وطنية للسلطتين تُوجت أخيرًا بثورة الـ 26 من سبتمبر 1962. ويربط المؤلف بين الكفاح اليمني ضد الرجعية في الشمال، وضد الاستعمار في الجنوب، وبين المراحل المختلفة في الثورتين.

انتصر الكفاح المسلح في الجنوب، أما في الشمال فقد انتصر الحل السياسي، وهو حل يجهل الكثيرون طبيعته وأطرافه. ويرى – محقًّا – أنه حل مفروض. ويتناول انقلاب الـ 5 من نوفمبر 1967، وحركة 13 يونيو 1974 بقيادة الشهيد إبراهيم الحمدي. لا يعتبر الكاتب الحركة انقطاعًا عمّا سبقها، مؤكدًا وحدة الحركة الوطنية، وترابطها، ويشير إلى الأزمات في حركات التحرر الوطني، ومحاولات الجبهة القومية خلق نظام سياسي مغاير، وقد تمكنت من ذلك بعد كفاح مرير.

يطرح الأسئلة المهمة، أولاً: إعطاء تعريف محدد عن مادة بحثه، وعدم إمكانية تغطية كل جوانب البحث، وتحديد أطراف التحالف، والطبقة أو الفئة المسيطرة، وقيادة جهاز الدولة، وأساليب السيطرة، ونمط الإدارة، وصيغ المعارضة السياسية، ووضع الفرد، وثانيًا: عدم تجاوز العلاقة بين القاعدة الاقتصادية، والبنية الفوقية، ويعطي الاهتمام في مبحثه العلمي لنمط الإنتاج، وتأثيره العام على الحياة كلها.

في القسم الأول: يتناول السلطة والمعارضة في الشمال والجنوب في لمحة تاريخية وجغرافية.

في الفصل الأول: يقرأ التركيب الاقتصادي والاجتماعي، وأثر البنية الفوقية في الحياة السياسية، وقراءته تتسم بالاجتهاد والنقد للقراءة “الستاتيكية” للمراحل الخمس التي مرت بها البشرية، وهي – كما يرى – تعبير عن حالة جمود، وضد الفكر الماركسي، (وقد اعتبرها الدكتور أبوبكر السقاف في سياق المركزية الأوروبية، ورسائل ماركس وانجلز تنتقد التعميم، وتعترف بخصوصية الشرق، ونمط الإنتاج الآسيوي، وهو ما يتناوله الباحث بتوسع). [الكاتب].

في الفصل الأول: يقرأ الباحث الطبقات الاجتماعية والفئات، ويضع جدولاً لليد العاملة في الجنوب للعام 1977، مستنتجًا ضعف العمالة، كما يرسم جدولاً للتعليم في صفوف البدو الرُّحل.

في المبحث الثاني: يتناول أثر البنى الفوقية في الحياة السياسية، فيدرس الدين، والطوائف الدينية، ودور الدين في الحياة السياسية والقبلية، ويتناول التعليم، وعدد الطلاب في المراحل المختلفة في الشمال والجنوب، ودور السعودية في أسلمة التعليم، ومحاربة المواد العلمية والثقافية والفنية، مدعمًا بجدول عن التعليم في الشطر الجنوبي من الفترة 76- 1977. في الفصل الثاني: يدرس السلطة الإمامية: أصلها، طبيعتها، وسياساتها.

 

ثانيًا: قراءة في كتاب “اليسار اليمني ظالم أم مظلوم؟”

الكتاب صغير نسبيًّا، يقع في 71 صفحة، ويشتمل على: مقدمة، وأربعة فصول، ثم المراجع، وفهارس الأعلام، والأماكن. يهدي المؤلف الكتاب إلى الشهداء الذين سقطوا، وهم يقاومون قمع الحاكم وطغيانه، إلى شبان وشابات الربيع العربي اليمني، وإلى كل من أسهموا قولاً وفعلاً في القضاء على حكم توريث الحكم، وتفكيك نظام الحكم العائلي.

المقدمة الضافية مكرسة للأحداث والمتغيرات التي شهدها حكم الإمامة والاستعمار البريطاني، وقيام الثورة اليمنية سبتمبر 1962م، وأكتوبر 1963م، والوحدة اليمنية، مشيدًا بقابلية اليمن واليمنيين للتغيير، واعتناق الجديد، وهي ملاحظة غاية في الذكاء والأهمية، ويتناول الحروب التي مرت بها اليمن، والتحليلات المختلفة، وانقلاب 5 نوفمبر، وحركة 13 يونيو 1974م، وفترة ترؤس الغشمي، وحكم علي عبدالله صالح الممتد لثلاثة وثلاثين عامًا، وانقسام المجتمع إلى مستغِلين، ومستغَلين – بكسر الغين، وفتحها- ويتتبع نشأة الحركات السياسية لفهم واقع اليسار، داعيًا الشباب والشابات لاستقاء الخبرات والمهارات التي تمنحهم النضج للتعامل مع الحاضر، وبناء المستقبل.

وتكون المحطة الأخيرة عنوان الكتاب: “اليسار ظالم أم مظلوم؟”، حيث يؤكد على الدور الإيجابي الذي لعبه اليسار في حشد الجماهير لنصرة ثورة سبتمبر 1962، وحماية الثورة والجمهورية، وتحقيق معجزة انتصار السبعين، ودورهم في بناء مؤسسات الدولة، والقمع الشنيع الذي تعرضوا له، خصوصًا في عهد صالح، ويشيد بتجربة اليسار في ثورة الرابع عشر من أكتوبر 1963، وما واجهته الثورة التحررية من تحديات ومخاطر. كان اليسار آنذاك رائد حلم التغيير، وقدّم الشهداء، ورفع صوت اليمن عاليًا ومختلفًا عن مجمل الأنظمة العربية، مضحيًا لتحقيق حلم الوحدة اليمنية، مشيرًا إلى اغتيال الشهيد جار الله عمر. ويقينًا، فإن تجربة الرابع عشر من أكتوبر قدمت أنموذجًا مغايرًا ومختلفًا للحكم العربي، وحقق فيها اليسار إنجازات اقتصادية واجتماعية وثقافية زاكية، خصوصًا في التعليم، ومحو الأمية، والمساواة، وحماية السيادة والاستقلال.

إجابة الدكتور الجليل على السؤال المهم الذي طرحه عاطفية تسير مع الاتجاه الذي انتمى إليه، وقاتل في صفوفه، وعوقب بسبب ذلكم الانتماء المشرف إليه، ولكن تظل الإجابة بحاجة إلى إجابة، فاليسار في حقيقة الأمر ظالم ومظلوم: ظالم لنفسه، ولمجتمعه، وشعبه، ومظلوم في كل ما لحق به، وهو ما أشار إليه الدكتور منصفًا وصادقًا.

 

ثالثًا: درويش صنعاء

تنوس الرواية ما بين التحقيق الصحفي والسرد الأدبي التاريخي لوقائع حصار السبعين يومًا (حصار صنعاء)، وبين التوثيق للوقائع ومسار الأحداث بين القوى الملكية والجمهورية، والأطراف الداعمة لكل منهما.

ميزة السارد أنه بطل من أبطال الدفاع عن صنعاء، فهو يسرد مشاركته ومشاهداته، والرواية مكرسة لمجرى الصراع الجمهوري – الملكي.

وتتسم الرواية بالسرد التقريري المباشر، وتزخر بحوارات أبطال المقاومة على كثرتهم، كما أن الرواية أيضًا توصيف لمشاهد هذا الصراع، وزمانه، ومكانه.

زمن الرواية، التدوين لوقائع حصار صنعاء في 28 نوفمبر 67 – 7 فبراير 1968.

والسرد، التدوين للأحداث والقوى المتصارعة فيه قدر من الحوار، والاعتزاز بالصمود البطولي للمقاومين في ظروف غاية في الصعوبة والقسوة، ويُوشَّى السرد بالأبيات الشعرية الممجدة للمقاومة، والمؤازرة للصمود، مع استشهادات بأقوال هؤلاء الأبطال.

تبدأ الرواية بمقولة: “إذا كانت الحقيقة محض خيال عند البرت انشتاين، فإن الخيال يكشف ما تخفيه الحقيقة”، كما يقول الفيلسوف والشاعر رالف امرسون. ولا يعرف سوى القارئ وحده معرفة الحقيقة، واكتشاف الخيال.

 يدور الحوار أو الخلاف بين بطل الرواية السلبي “حنتش”، وبين بطل الرواية الإيجابي الدرويش “البرهان” – الصوفي الآتي من فاس في المغرب، ومن خلال خلافهما يحدد الراوي الاتجاهين، ولون تفكير كل منهما، وواضح أن لكل منهما فهمًا مختلفًا للإسلام.

أفكار الصوفي البرهان يجسدها أبطال المقاومة المدافعين عن صنعاء الثورة والجمهورية، بينما حنتش الوهابي المتعصب يعبر عن الملكيين المحاصرين لصنعاء.

يندمج الصوفي البرهان بالمقاوم غُمدان الذي يستضيفه، ويلتقي البرهان في بيت الجمهورية في الصياد، أحد أحياء صنعاء، بالعديد من أفراد المقاومة، بما في ذلك عبدالرقيب عبدالوهاب.

يدون أو يسرد تفاصيل بداية الحصار، ويشير إلى هرب كبار القادة العسكريين، وكبار المسؤولين المدنيين، واحتلال الملكيين لأهم المواقع: جبل الطويل، عيبان، جبل النبي شعيب، خشم البكرة، وكل المواقع المحيطة بصنعاء، وبداية وصول القصف إلى قلب الأحياء المدنية.

يبرز نزول شباب المقاومة الشعبية إلى شوارع وأحياء المدينة، وتلاحم شباب المقاومة والجيش والأمن.

في السرد الصادق لأحداث الحصار يتتبع السارد الأحداث بدقة وموضوعية كمشاهد ومقاوم.

رابعًا: الدكتور أحمد الصياد وروايته “آخر القرامطة”

سردية “آخر القرامطة” رواية إبداعية: مفرداتٍ، وصياغةً، وأسلوبًا، إنها “رحلة أخروية”.

الرواية عن استشهاد جار الله عمر، والتشييع الكبير إلى مقبرة الشهداء: “انزعج أهل الآخرة من حشود المشيعين، والضجة التي أحدثها الموكب.. فزع الأموات – الأحياء، فأرسلوا مستطلعًا”.

التقى المستطلع رجلاً قصيرًا نحيفًا اسمه جار الله، وكنيته أبو قيس. في السرد لون من ألوان الغرائبية. تعارف الحصان وجار الله، والألفة بين الفرس وجار الله، والتقاء جار الله بالمستقبلين في الآخرة ومعرفتهم له، ومعرفته لهم.

كما كان يدير الحوار في الدنيا، مارسه جار الله في الآخرة. فتح حوارًا مع المشير السلال، والقاضي عبدالرحمن الإرياني حول نوفمبر 1967، ورؤية كل واحد منهما.

يطرح القاضي وجهة نظره حول نوفمبر؛ باعتبارها مخرجًا من الحرب، ولو بعودة الملكيين. يتفق المشير وجار الله على اعتبار نوفمبر 67 مسخًا للجمهورية.

يتواصل حوار جار الله مع المشير، والقاضي، والعقيد الحمدي، والأستاذ النعمان حول قضايا نقد تجربة الثورة، والتضييق على الحريات، وحركة 13 يناير 1974 وتقييمها، ثم يطرح جار الله عدم وجود المرأة في مقبرة الشهداء، ومخاطر انتشار اللواط، ويرى أن خزيمة مثَّلت الوجود المشترك للرجال والنساء معًا؛ داعيًا للوحدة بين الشهداء وخزيمة. 

يوافق الستة المتحاورون على مقترحه، وينتدبونه للتحاور مع خزيمة للتوحد. والستة المنوه بهم: الحكيمي، السلال، الإرياني، النعمان، الحمدي، وجار الله.

تبدأ رحلة الشهيد جار الله لمواصلة الرسالة العظيمة التي ضحى من أجلها، وهي الحوار كوسيلة مثلى للتوافق، وتحدي الطغيان والفساد. 

الرواية رحلة أخروية لا تشبه الرحلات الأخروية: الكوميديا الإلهية، والفردوس المفقود، ورسالة الغفران، وحتى الإسراء والمعراج؛ لإن هذه الرحلات مكرسة للقضايا الأخروية، أما رحلة آخر القرامطة، فأقرب شبهًا بـ “جزيرة واق الواق” للزبيري في جانب مناقشتها للقضايا الوطنية، وتحاورها مع الشهداء والزعامات الوطنية.

خامسًا: اليمن وفصول الجحيم

قسم السارد رائعته إلى خمسة فصول: الفصل الأول: غادة وإخوانها.. الفصل الثاني: ورائحة البارود تقترب.. الفصل الثالث: الأيام الدامية.. الفصل الرابع: ثروة من رماد.. إضافة إلى فهرس الأعلام والأماكن.

يهدي الرواية إلى العَلِيين: علي محمد زيد، وعلي محمد العودي.. “ذكرى صداقة تتجدد كلما تقدمت بنا الحياة”.

يشير: “في هذا العمل من الحقائق قدر ما فيه من الخيال، أما تصنيفه، فأتركه لتقدير القارئ”. (المؤلف).

وفي صفحة أخرى يورد مقولة جورج أمادو: “يجب أن يكون الأدب سلاحًا قاطعًا كالسيف وبسيطًا كالخبز”.

في الفصل الأول: غادة وإخوانها يورد مقولة جبران خليل جبران: “ويل لأمة مقسمة إلى أجزاء، وكل جزء يحسب نفسه فيها أمة”.. وتسمية العنوان استعارة من ديوان شعر لرامبو. 

أبطال الفصل أسرة مكونة من أخوين، وأخت، وأب مغترب، وخال. غادة، عمار، وصادق. الأخوان: عمار، وصادق مختلفان في كل شيء من اللعب البسيطة، مرورًا بالتخصص، وانتهاءً بالتوجهات الفكرية، والانتماء السياسي، والمواقف، أما غادة التي أنهت الثانوية العامة، فهي الأخت الصغرى والأم، تخزن أسرارهما، وتحفظ ودّهما، وتعرف خيارات ومواقف كل منهما، كما أن غادة أم للقرية كلها، وبحكم القراءة والكتابة، وقدر من الإنجليزية، فهي “عيلومة القرية”، وخازنة أسرارها، وملاذ أمية أهلها جميعًا.

اتجه عمار شمالاً إلى صنعاء، أما صادق، فاتجه جنوبًا. الأخوان رمزان للاتجاهين اللذين سادا: الشمال، والجنوب إبان التشطير.

أما غادة، فرمز الأم اليمنية – ابنة القرية والشعب الأصيل، وخلافات الأخوين تعبير عن حال النظامين.

يشتكي عمار البرجوازي الصاعد من فقدان اليد العاملة الماهرة. يرد عليه خاله بـأن مسؤوليهم مرتشون ونهابون وفاسدون، وعندما يشتكي صادق من قوى الثورة المضادة، يرد عليه الخال (الصوت الشعبي): “مؤامراتكم على أنفسكم أكبر من مؤامرات الغير عليكم”. زوجة صادق، أرينا، التي تزوجها أثناء دراسته في المجر لا يستطيع العودة بها إلى قرية لا ماء بها ولا كهرباء، والمرأة فيها ناقصة عقل ودين.

غادة الابنة المغروسة في القرية يأتي إليها الشائب لتكتب له رسالة إلى ابنه المغترب في “بورت سودان”؛ ليرسل له المال، ليتزوج زوجة شابة بدلاً عن أمه التي لم تعد صالحة للوطء. 

تسأله غادة: كم عمرك؟ فيخبرها أنه من مواليد زمن الجراد، فتقول له: عمرك ثمانون، وتريد الزواج، ثم تطلب من ابنك مالاً لتتزوج غير أمه؟!، وتكتب له الرسالة. 

تأتي إليها الشابة زوجة إمام المسجد، والتي باعها منه أبوها بسبب عجزه عن سداد الدين. يعاملها بقسوة، ويضربها صباحًا ومساء، ويغتصبها، وتشتكي لغادة، وتهدد بقتل إمام المسجد الذي يصلي بالناس على جنابة.. في اليوم نفسه يتداول الناس خبر قتله وقتل نفسها.

من (الصفحة 47) تترصد الرواية مؤشرات كارثة يناير 1986. نأى الدكتور صادق بنفسه عن الاستقطاب، أو الانخراط في التحريض. تسوء علاقاته برفاقه الذين يريدون جره للانحياز.

يبدأ الرصد في الرواية من 19 ديسمبر 1985. يحتفل صادق بعيد ميلاده 5 ديسمبر، بعدها يغادر إلى لبنان ثم يعود إلى عدن.

يرى أن الصراع عشائري وقِبلي ومناطقي ومطامع شخصية كرؤية كريم مروة، (وهو من قيادات الحزب الشيوعي اللبناني). [الكاتب].

يتعرض لتفتيش دقيق في مطار عدن، ويتعرض سكنه وحاجياته وحاجيات زوجته للتفتيش الدقيق، والعبث، رغم عضويته الكبيرة في الحزب.

تتفجر الحرب الأهلية (13 يناير)، فيدون الوقائع اليومية بدقة متناهية مع سرد ضافٍ لحالة المدينة المنكوبة لأكثر من عشرة أيام.

*نقيب الصحافيين اليمنيين الأسبق.

   
 
إعلان

تعليقات