Accessibility links

شُيِّع جثمانه بامتنان وتقدير: كيف نعى المجتمع ضابط شرطة ميلفينديل محمد سعيد؟


إعلان
إعلان

ديربورن – “اليمني الأميركي” – ومتابعات: 

أمام مركز فورد للمجتمع والفنون المسرحية في ديربورن جرت مراسم تشييع جثمان ضابط شرطة ميلنفيديل، محمد سعيد الباجلي، في امتنان وتقدير لافتين عكست مدى احترام المجتمع للشرطة وتقديره لدور الجاليات بما فيها الجالية العربية، كما عكست مدى تفاعل قيادات الشرطة على مستوى الولاية مع تشييع الضابط الذي قتل خلال أداء عمله، وذلك من خلال مراسم التشييع التي شارك فيها عدد كبير من قيادات ورجال الشرطة والولاية والمقاطعة، وعبرت عن مدى تلاحم كافة فئات وجاليات المجتمع الأميركي.

سار المشيعون أمام سيارة محمد سعيد الملفوفة بعلم أزرق وأسود، في لوحة رسمت مع الأضواء الزرقاء والحمراء وصافرات الإنذار، لحظات الوداع الأخير صباح الجمعة، الموافق 26 يوليو/ تموز، وهو تاريخ ستتذكره الجالية اليمنية الأميركية في ميشيغان وفي مقاطعة وين تحديدًا؛ وهي الجالية التي ينتمي إليها الضابط المقتول، كما ستتذكر هذا التاريخ شرطة مينفيديل التي كان يعمل فيها محمد.

في لحظات التشييع قدّم الجميع احترامه لضابط الشرطة البالغ من العمر 23 عامًا، والذي قتل، الأحد 21 يوليو/ تموز، خلال استجابته لنداء بالقرب من محطة وقود على شارع آكورد وشارع ديكس، حيث واجه المشتبه به، مايكل لوبيز، البالغ من العمر 44 عامًا، والذي تم القبض عليه.

كان الوداع الأخير مهيبًا من خلال الحضور الكبير لسيارات ودراجات الشرطة ورجالات الولاية والمجتمع المحلي بأعداد وتفاعل لافتين. 

قال وليد فيدما في تدوينة على “فيسبوك:” كرامة نالها ابننا الشاب الخلوق الشهيد محمد سعيد الباجلي، حيث تتوحد قوات الشرطة مع أطياف المجتمع اليمني الأميركي، ويقف الجميع بحب وود أمام أحد أهم المراكز الإسلامية بولاية ميشيغان، وتتوحد من أجل دم سُكب لأجل الحفاظ على أمننا وسلامتنا”.

شهد يوم الجمعة مراسم التشييع مع تكريمات للضابط من قبل رجال إنفاذ القانون، وموكب واستعراض في مركز فورد للمجتمع والفنون المسرحية في ديربورن الساعة 8 صباحًا، تلتها جنازة الساعة 11 صباحًا في الجمعية الإسلامية الأميركية في ديربورن ودفنه.

ساد جو من الصمت المهيب بينما اصطف الضباط وأحضروا نعش سعيد أمام المبنى، ولم يكسر ذلك سوى صوت طائرة تحلق فوقهم من حين لآخر وهدوء محرك عربة الجنازة.

تم لف نعش سعيد بالعلم الأميركي، بينما كان أحد الضباط يصرخ بالأوامر، بالتناوب مع عزف فرقة Metro Detroit Pipes and Drums وتلاوة القرآن الكريم باللغتين العربية والإنجليزية. كما قام ضباط شرطة ليفونيا بإطلاق 21 طلقة تحية. وتم بث إعلان من قبل أجهزة إنفاذ القانون عبر مكبرات الصوت، مما يشير إلى النداء الأخير لسعيد من مركز ديربورن يونايتد ديسباتش.

وقال إعلان الإرسال: “لقد أعطى نفسه، وخدم هذا المجتمع بشجاعة وبسالة. إن رجال ونساء إدارة شرطة ميلفينديل ممتنون إلى الأبد وفخورون بخدمتهم مع العريف سعيد. لن ننسى أبدًا تضحيته النهائية”.

وقام الضباط بحمل نعش سعيد إلى عربة الجنازة واستعدوا لموكب أجهزة إنفاذ القانون إلى المحطة التالية، جمعية ديربورن الإسلامية الأميركية.

وشاركت في تكريم سعيد أقسام الشرطة من مختلف أنحاء البلاد، بما في ذلك نيويورك وبوسطن، وميشيغان، من ألين بارك وحتى مقاطعة كينت، جنبًا إلى جنب مع الجمارك الأميركية ودوريات الحدود ووزارة الأمن الداخلي، والعديد من أقسام الشرطة في الكليات والجامعات والشرطة القبلية.

توجهت مئات من مركبات الشرطة والدراجات النارية وشاحنات إدارة الإطفاء إلى المسجد، حيث قامت مركبات الشرطة بإغلاق حركة المرور مؤقتًا للسماح بمرور الموكب.

واصطف أفراد المجتمع على طول جوانب الطرق المحلية في كراسي الحديقة وخرجوا من المساكن والشركات القريبة لمشاهدة الموكب، وأخرج العديد منهم هواتفهم المحمولة لالتقاط اللحظة بالفيديو.

احتشد المشيعون في قاعات الصلاة والطابق السفلي والزقاق وموقف السيارات في الجمعية الإسلامية الأميركية لصلاة الجنازة بعد ظهر الجمعة. ألقى الإمام بلال الزهيري محاضرة إسلامية وصلوات باللغتين العربية والإنجليزية، معترفًا بتنوع الأديان والأعراق بين أولئك الذين أحبوا سعيد.

وبعد صلاة الجنازة، تجمع المجتمع في مقبرة وودمير القريبة لدفن سعيد، مع تلاوة القرآن الكريم عبر مكبرات الصوت.

تمتع سعيد بصفات جعلته محبوبًا في ميلفينديل، وهي المدينة التي نشأ فيها، وظل من خلالها مرتبطًا بمجتمع ميشيغان وموطنه اليمن.

وأصبح لاعب كرة قدم في فريق كاردينالز في مدرسة ميلفينديل الثانوية. وقرر سعيد في سن مبكرة أن يصبح ضابط شرطة وفق عائلته.

تذكر قيس يحيى، ابن عم سعيد، نشأتهما معًا في اليمن ثم في ميلفينديل، حيث التحقا بنفس المدرسة الثانوية وعملا معًا في وظائف.

قال يحيى: “كانت بيننا علاقة أخوة، وكان قريبًا جدًا مني.. كان يعني شيئًا”.

فيما قالت سامنثا إليوت: “لقد كان أكثر من مجرد لاعب كرة قدم نجم، فقد كان يهتم كثيرًا بزملائه في الفريق، وكان يحب أن يأتي الناس لمشاهدته، وكان يحب أن تظهر المدينة الصغيرة في كل شيء”.

 

كيف نعاه زملاؤه؟

قال رئيس شرطة ميلفينديل روبرت كينالي: “لقد ولد ليكون ضابط شرطة، كان يتمتع بالنزاهة والحب والتواصل المجتمعي والدعم لسكانه والشركات”.

وأضاف: “كل ما أحتاجه، وكل ما تحتاجه الإدارة، وكل ما يحتاجه سكان مدينة ميلفينديل، حصل عليه، وكان سيفعل أي شيء من أجلهم”.

 وقالت الضابط المتقاعد من تايلور، مورين برينكر: “لقد أتينا لإظهار دعمنا للضابط سعيد ومجتمع إنفاذ القانون”.

وأضافت: أن الموكب كان بمثابة عرض رئيسي للتضامن مع سعيد.

وقالت: “إنه يظهر أن مجتمع إنفاذ القانون هو عائلة، إنها عائلة كبيرة واحدة وهم يدعمون بعضهم البعض ويدعمون المجتمع أيضًا. من الجيد أن نرى المقيمين في المجتمع هنا يدعمونهم أيضًا”.

المجتمع على مستوى منصات التواصل الاجتماعي نعاه بحب وحزن على فقدانه، وذلك من خلال عدد كبير من التدوينات من أبناء جاليته اليمنية والعربية وغيرهم من أبناء المجتمع الأميركي الذين اعتبروا تضحيته درسًا في الالتزام من أجل حماية سلم المجتمع وأمنه.

كما اعتبروا فقدان ضابط بهذا العمر وبهذا المستوى من الإخلاص يؤكد أهمية الشرطة ودور المجتمع في تكريس قيم التلاحم بين الثقافات المختلفة تحت سماء الوطن الواحد.

وكان يوم الخميس قد شهد الزيارة التي استمرت حتى الساعة 8 مساءً، وقد حضرها عمدة ديربورن عبدالله حمود وأعضاء مجلس المدينة، إلى جانب ضباط من العديد من أقسام شرطة مترو ديترويت.

وكان عدد من أفراد المجتمع قد اصطفوا في الغرفة لزيارة سعيد، بينما ارتفعت تلاوة القرآن الكريم، وغطت ملامح الحزن الوجوه. وقدّم المعزون احترامهم عند نعش سعيد المفتوح كلٌّ وفق تقاليده الدينية، وخلال مغادرتهم قدموا التحية لأفراد عائلة سعيد.

أصدرت حاكمة ولاية ميشيغان جريتشن ويتمر، الخميس/ 25 يوليو، أمرًا بتنكيس جميع الأعلام الأميركية وأعلام ولاية ميشيغان في جميع أنحاء الولاية يوم الجمعة تكريمًا لسعيد.

وذكر موقع ديترويت فري برس أن بعض الشركات المحلية قامت بجمع التبرعات لعائلته الأسبوع الماضي.  

تخرج الضابط سعيد في مدرسة ميلفينديل الثانوية وأكاديمية شرطة مقاطعة وين الإقليمية. 

“انضم إلى إدارة شرطة ميلفينديل عام 2023، وحلم يومًا ما بالانضمام إلى وحدة K9 أو مكتب المباحث. يعد من مواليد ميلفينديل، وكان عضوًا محبوبًا في مجتمعه. كما كان مدافعًا قويًا عن العدالة في كل مكان وعمل على إحداث فرق حقيقي في حياة الناس”.

   
 
إعلان

تعليقات