Accessibility links

إعلان
إعلان

عبدالله الصعفاني*

 الحفاوة التي رافقت تسريب خبر قرار تعيين الأخ حسام السنباني أمينًا عامًا لاتحاد كرة القدم خلفًا للأمين العام السابق حميد شيباني كانت من الأهمية، بحيث تلفت الأنظار.

* والترحيب في تقديري لم يأتِ اعتباطًا، وإنما انطلق من اعتبارات محترمة، بعضها يتصل بحسام السنباني، والآخر بالتاريخ العابث للأمانة العامة في عهد حميد شيباني الذي زاد شاكوه وقلّ شاكروه، ليجد الشارع الرياضي نفسه أمام القول: بالفعل.. “وبضدّها تتمايز الأشياء”.

* يستند حسام السنباني إلى تأريخ من إدارة رياضية جديرة بالبناء عليها في لحظة تاريخية يشعر فيها الشارع الرياضي بأهمية التغيير داخل اتحاد كرة القدم، وخاصة منصب الأمين العام، باعتباره منصبًا تنفيذيًا بحساب عناوين الأداء الإداري وتفاصيله.

* وإذن.. فإن الترحيب بتغيير شيباني وتعيين السنباني جاء من منطلق المعرفة بمشوار الأمين العام الجديد، ليس في لجنة الطوارئ التي وُلدت ميتة وأثارت سؤالًا، وحبسها حابس أحمد العيسي، وإنما في مشوار ومواقف السنباني في أعوام سابقة من صور الترهل، ومغادرته مناصب العبث هنا وهناك مرات عديدة.

* ومن هذه النقطة أنطلق لأقول: كما أن التغيير بالأسماء الجيدة دليل حياة وعلامة صحة نفسية وقيادية، فإن الأهم هو التغيير في الأفكار، وهو ما ننتظره من الأمانة العامة لاتحاد كرة القدم التي كانت نقطة الضعف الأكبر في هذا الاتحاد المحاط بالاستنكار بسوء علاقة الأمين العام السابق بأطراف العمل الرياضي في كرة القدم، أنديةً وأفرادًا ومؤسساتٍ، حتى صح القول بأن الأمانة العامة في عهد حميد شيباني كانت عبئًا على العيسي واتحاده، وعبئًا اشتكى منه النادي، اللاعب، والمدرب والإعلامي.. خاصة في موضوع إخفاء إيميلات، وتعطيل مهمات الكثيرين في لحظاتها الأخيرة بصور شديدة الغرابة والاستفزاز.

* وغنيٌّ عن الذكر القول بأن السائرين في فلك رئيس الاتحاد ومعارضيه لم يُجمعوا على شيء مثل الإجماع على الحاجة لفكفكة منظومة العبث داخل أكثر الاتحادات إثارة للجدل بحكم إشرافه الافتراضي على أكثر الألعاب شعبيةً في كل الظروف.. فهل يُصلِح السنباني ما أفسدته المنظومة العابثة الفاسدة..؟

 * وفي تصوري، أن ما يحتاجه الأمين العام الجديد حسام السنباني هو الدعم الذي يجب رؤيته في سرعة إشهار قرار تعيينه بعيدًا عن أي تسويف، وفي ذلك أول دليل على وجود نوايا حقيقية في التغيير الذي يطالب به الجميع من سنوات طويلة عجاف..! هذا أول هام، فما هو المنتظر أيضًا لإثبات الجدية في إصلاح المعطوب..؟

 * الأمانة العامة في شكلها المنتظر مع حسام السنباني لا تحتاج لعرقلتها بتضارب اختصاصات متوقعة تحت مسمى مدير تنفيذي أو خلافه؛ لأن السفينة الشراعية لأيّ أمانة عامة فاعلة تغرق إذا كثر عدد من يحركون المجاديف بصورة متضاربة، خاصة لو تم الإبقاء على صانعي الفشل وأقطاب التشويش بدافع انتهازي يهدف للتقرب من رئيس الاتحاد الذي طالما تأثر بالوشايات الهابطة والغمزات السامجة التي تتحول إلى أشواك وقِطع زجاج تعيق كل عمل أو أمل..!

والمعنى ياحسام.. مطلوب منك الكثير حتى لا نردد ذات الأغنية القديمة الجديدة.. سلام الله على دحباش..!

* وفي هذا الموضوع.. وذات القضية، ومع افتراض تجاوز اتحاد كرة القدم للإشكاليات القانونية التي ما تزال معلقة في بوابة “محكمة كاس” بدعوى من أندية عدن ونادي الصقر بتعز لا بد من دعم الوجوه الجديدة، كما هو الحال بالأمانة العامة ورؤساء لجان عاملة جديدة، ورفع شعار التغيير من أجل التطوير.. تغيير الأفكار والسياسات، وليس فقط تغيير الأشخاص والصور والأسماء.

* وليس من حلٍّ لما أفرزته الانتخابات الأخيرة من التدوير لذات الخطأ ونفس الأسماء إلا احترام الكفاءات من منظور “الخِبرَة” وليس “الخُبرَة”.

* وبوضوح، فإن اتحاد كرة القدم وقد أحسن الاختيار لشخص حسام السنباني يحتاج إلى ضخ الدم الجديد الذي يمتلك جرأة قول كلمة الحق، وعمل الصحيح، واحترام الآراء، وعدم تقريب هُواة الموافقة بهز الرأس للخطأ على طول الخط..!

* ولا غنىً عن استعادة الثقة مع كل الأندية بحيوية صدق التحول، وفتح صفحة جديدة، والمصالحة بالمصارحة، وبغلبة حسن النية، وسرعة تشغيل قطار المسابقات المحلية المعطوب؛ لأنّ المنتخب الجيد هو ابنٌ شرعي للدوري المنتظِم، وللسياسات التي تستفيد من الأخطاء وترفع شعار التغيير بهدف التطوير بما يصلح حال النشاط المحلي والخارجي، ويعتدل به مزاج جمهور يمني واسع.. جمهور محترم، جدير بأن يكون الاتحاد والأندية ملتقىً للكفاءات التي ينعدل به المزاج العام.. ولعل في تعيين حسام السنباني بداية للمراجعة والتصويب..!

* ناقد رياضي يمني

   
 
إعلان

تعليقات