هامترامك – “اليمني الأميركي” – نرجس رحمن:
حلمت بيجوم، الطالبة في السنة الأخيرة من مدرسة هامترامك الثانوية، بالالتحاق بجامعة هارفارد.. وكانت تردد هذا الحلم لعائلتها باستمرار خلال دراستها الثانوية.
قالت بيجوم: “حلمتُ بذلك منذ خمس سنوات، وكوني أول فرد في عائلتي يسافر إلى الخارج للدراسة في ماساتشوستس، فهذا أمرٌ بالغ الأهمية، وخاصةً كوني امرأة.. إنه لأمرٌ رائعٌ حقًا أنْ أحصل على هذه الفرصة؛ لأنني أعرف أن الكثيرين في مثل وضعي يتمنون الذهاب، لكنهم لا يستطيعون.. أنا ممتنةٌ للغاية”.
هاجرت عائلة بيجوم إلى الولايات المتحدة من سيلهيت، بنغلاديش، عام ٢٠١٢.
“أنا ثاني فرد في عائلتي يلتحق بالجامعة”، موضحةً أنها بدأت الدراسة في النظام المدرسي بدراسة اللغة الإنجليزية كلغة ثانية (ESL) في المدرسة الابتدائية.
تقول بيجوم إنه على الرغم من أن والديها لا يتحدثان الإنجليزية، إلا أنهما يدعمان مسيرتها التعليمية بتشجيعها على التفوق الأكاديمي.
وأضافت: “اضطُر والدايّ للتضحية بكل شيء ليأتيا إلى هنا، ويمنحاني تلك الفرصة؛ لأنهما لم يتمكنا حتى من الالتحاق بالجامعة.. إنها رحلة رائعة حقًا”.
تخرجت بيجوم بمعدل تراكمي 4.4، وتم قبولها في العديد من الجامعات (جامعة هارفارد، وجامعة كولومبيا، وجامعة ميشيغان، وجامعة سان دييغو، وجامعة أوكلاند، وجامعة ولاية واين، وجامعة سانتا باربرا)، وغيرها، لكنها في النهاية استقرت في جامعة هارفارد كطالبة متخصصة في علم الأحياء الكيميائي والفيزيائي، على أمل أن تتخصص في المجال الطبي مستقبلًا.
أعربت بيجوم عن تقديرها لالتحاقها بجامعات متنوعة.. وقالت: “أستطيع دائمًا التحدث مع زملائي وتعلُّم شيء جديد عن ثقافتهم أو لغتهم، وأعتقد أن هذا أكثر ما يُعجبني في هامترامك”.
قالت بيجوم إن العديد من المعلمين، بمن فيهم الآنسة بيري، والسيدة بيلا، والسيد ساركيك، دعموها في المدرسة.
وأضافت أن عملية الالتحاق بجامعة آيفي ليج قد تكون مُرهِبة.. ومن أجل ذلك، فقد تواصلتُ مع سامي ساميم، أحد خريجي مدرسة هامترامك الثانوية في العام الماضي، ويدرس أيضًا في جامعة هارفارد.
وأوضحت: “أعتقد أن الأمر أصعب بكثير، خاصةً في هامترامك، إذا كان لديكِ والدان لم يلتحقا بالجامعة، وإذا كنتِ لا تعرفين شيئًا عن عملية القبول الجامعي.. فالأمر يتطلب الكثير من البحث عبر الإنترنت، بالإضافة إلى التواصل مع زملائك، كخريجي هامترامك السابقين، مثل سامي الذي التحق بالجامعة.. إنه أمر مفيد حقًا”.
التغيير
خلال فترة دراستها في مدرسة هامترامك الثانوية، أسست بيجوم نادي المستكشفين الطبيين، وهو برنامج ما بعد المدرسة لمساعدة الطلاب على التعرّف على المهن الطبية.
انطلاقًا من اهتمامها الشخصي، قالت بيجوم إن فرص الطلاب في التعرّف على هذا المجال كانت محدودة.
وقالت: “كان من أهدافي أن أجعل طلاب هامترامك متقدمين تنافسيين عند التقديم للجامعات.. ومن بين الأنشطة التي قمنا بها تعاوننا مع جامعة مقاطعة واين، وحصل أكثر من 40 طالبًا على شهادة الإنعاش القلبي الرئوي”.
كما أنشأت المجموعة بودكاست “النبض”، الذي يُجري مقابلات مع العاملين في مجال الرعاية الصحية، كوسيلة لمشاركة المعلومات مع الطلاب الذين لا يستطيعون البقاء بعد الدوام الدراسي بسبب التزامات عائلية أو مهنية.
تقول بيجوم إن هذا زاد من اهتمام الطلاب بمجال الرعاية الصحية.. “رأيت الكثير من الناس يقولون لي: “يا إلهي، أريد حقًا العمل في مجال الرعاية الصحية”، لأنهم لم يروا أن ذلك ممكن”.
خارج الفصل الدراسي
ألّفت بيجوم العام الماضي كتاب “مُقبّلة بالشمس”، برسومات شوفوميتا داي، لتعليم الأطفال من مجتمعات الملونين أهمية استخدام واقي الشمس لحماية البشرة.
تقول بيجوم إن استخدام واقي الشمس في الثقافة البنغلاديشية موضوعٌ لا يحظى بالاهتمام الكافي.
وأضافت: “لا يُروّج لواقي الشمس على نطاق واسع.. ولذلك، رأيتُ أنه من المهم جدًا طرح هذا الموضوع المُتخصص”.
وتابعت: “أردتُ أن يكون هناك تمثيل للنساء الملونات، وكذلك تمثيل للمسلمين؛ لأنني في نشأتي قرأتُ العديد من الكتب، ولكن لم أجد فيها أشخاصًا يشبهونني، وكان من المهم جدًا بالنسبة لي أن أرى شخصية مسْلِمة، محجّبة، في دَور البطولة”.
أحلم أحلامًا كبيرة
تقول بيجوم: تريد أن يعرف الطلاب أن السماء هي حدودهم.. “كل ما هو مقدر لك سيحدث.. عليك فقط أن تحلم أحلامًا كبيرة، وأن تعلم أنه إذا كان لديك هدف، يمكنك تحقيقه”.
وهي تأمل أن تكون قدوة حسنة للطلاب الآخرين، وخاصة الفتيات.
وقالت إنها ستكون سعيدة بمساعدة طلاب المدارس الثانوية الآخرين في عملية التقديم للجامعة.
عبدالملك الجهيم، رئيس المجلس التعليمي في منطقة هامترامك التعليمية العامة، قال إنه فخور بالسيدة بيجوم لإنجازاتها.. “أود أن أهنئ السيدة وأشكر عائلتها على كل الدعم الذي قدموه لها.. كما أود أن أشكر المعلمين والمعلمات والإداريين.. يتطلبُ الأمر منّا، جميعًا، مساعدة الطلاب على تحقيق النجاح، وأنا أرغب في مواصلة هذا المسار”.
وأضاف الجهيم: على حد علمي، بيجوم هي ثالث طالب يُقبل مؤخرًا في جامعة هارفارد.
وتابع: “هنا في مدارس هامترامك العامة، نُشرك طلابنا ونُعلي من شأنهم ونُمكِّنهم، ونسعى جاهدين لتوفير كل ما في وسعنا من موارد لهم ليتألقوا”.
وأعرب عن أمله في أن يحذو المزيد من الطلاب حذو بيجوم.. وأضاف: “أُحب أن أرى العديد من الطلاب، وليس طالبًا واحدًا فقط سنويًا.. أودّ أن أرى طالبين، أو حتى ٢٠ – ٣٠ طالبًا سنويًا.. سيكون ذلك رائعًا”.
تعليقات