Accessibility links

اليمن المأزوم بفرقائه.. هل إلى خروجٍ من سبيل..!


إعلان
إعلان

عبدالله الصعفاني*

نطلع ننزل.. نروح بعيد.. ننزل قريب، أو نبقى عالقين في قطار، ليس له محطة أو مسار، لن يغادر اليمن الكبير غيبوبة الزمن دون الأخذ بأبجديات استرداد العقل الجمعي الضائع، والأخذ بأسباب التطور، وبأفكار قابلة لتحقيق التعافي، وتعكس رغبة جادة في استرداد  الضمير الوطني الغائب.

* سيقول الباحثون عن الغد الضائع في دهاليز الحاضر المعتم على مرأى من ليس لهم حول ولا طول ولا قوة: هل إلى خروج من سبيل..؟

* السؤال على أهميته، سؤال صعب لأسباب كثيرة، أولها أن السؤال والجواب محذوفان من منهج فرقاء السياسة وأقطاب مطابخها في اليمن وخارج اليمن، وهي مشكلة كبيرة في واقع يؤكد أن الناس على أخلاق من يحكمونهم، فكيف الحال وقد اختار كثير من السياسيين اليمنيين التوأمة مع كل ما هو انتهازي، عابث، وجشع.. ولتذهب البلد وسكانها ومصالحهم إلى الجحيم..!

* سيقول أحدكم ما كل هذا التشاؤم في استهلال يضع المشكلة، ولا يقطع باعًا أو ذراعًا في مسار الحل.. وهو قول حق بين يدي قلم خائر وعقل متثائب، فاللهم احفظ اليمن وارزق أهله كل خير.

 وسأزيد من بهاراتي وأقول مع القراء.. هذه هي المشكلة، فما هو الحل..؟ وهنا لابد من توضيح الواضحات..!

عندما تتحول المشاكل إلى أسلوب حياة عامة تكبس على أنفاس الأفراد والمؤسسات، يصبح من الصعب تجاوز السؤال حول العناصر التي تتكون منها المشكلة..!

وهذه العناصر كثيرة كما أعتقد، وسأتوقف أمامها باختصار غير مُخِلّ، وإذا برز إسهاب غير مقصود فسأحاول ألّا يكون مملاً.

* أول هام.. لابد من إعادة الاعتبار لمعنى أن يقول كل واحد منا “أنا يمني” أو هذا وطني وله عليَّ حقوق سواء كنت في موقع مسؤولية عامة أو مسؤول عن نفسي وأسرتي.

 وقبل أولاً.. لابد من إدراك أن انتماء الواحد منا إلى العقيدة يترتب عليه الخوف من الله والحياء من خلقه..!

 * من علامات الانتقاص من انتمائي إلى العقل كمواطن أن أكون انتقائيًا..!

 أصلّـِي لله ولا تأخذني في أخ إلاًّ ولا ذمة.. وأستغفر الله وأظلم عباده بلا رحمة.. أُسَلِّم على نبيه وأخذل أمته.. أستشهد بأقوال الحكماء والفلاسفة، وأحرص على تنفس الظلم والجهل بما لا ينسجم مع قول الله تعالى: “يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا لِمَ تَقولونَ ما لا تَفعَلونَ. كَبُرَ مَقتًا عِندَ اللَّهِ أَن تَقولوا ما لا تَفعَلون”.

* أعرف أن هناك من سيقول: لسنا ناقصين خطابات دروشة ومواعظ، ولكن إذا لم يكن التذكير بقيم الله وأخلاق رسوله ونقاء الإنسان غير المشوَّه مطلوبًا اليوم، فما هي اللغة المناسبة في زمن يماني تكاثرت فيه الثورات والانقلابات والحركات والخطابات والتصريحات والمناسبات والخلافات ولم يطل الشعب اليمني منها على شيء..!

* ورغم صحة القول:

ما أكثر العِبَر وما أقل الاعتبار، لا غنى أبدًا، ونحن في زمن الخلاف على مفهوم الثورة عن تذكّر حقيقة أن أي ثورة قديمة أو حديثة أو منتظرة لابد أن تكون ثورة التغيير بدافع التطوير، وهي  الثورة التي يتحقق فيها النموذج الذي يتحرر فيه كل قرار من الارتهان والتبعية للغير والاتجاه لإعادة بناء وطن يركب فيه الجميع قطار المستقبل.

* أما كيف يتحقق ذلك، فالأمر يتعلق بإدراك كل طرف وكل مؤثر مسؤوليته، والتوقف عن الهلع السياسي المتكسِّب، واجتراح البدائل السليمة لهذا الاحتراب الساخن والبارد، وتقديم النموذج الذي يعيد للشعب ثقته وحيويته ويخلق اصطفافًا وطنيًا يبدأ ويمر وينتهي عند القول: لنحذف خيارات الأنانية وعبادة الذات، ونلغي كل خيار غير واقعي واختيار كل البدائل التي تفضي إلى حل.

* المشكلة اليمنية تحتاج إلى حل ينطلق من استحضار النوايا الطيبة، والضمائر الغائبة.. وقبل وبعد ذلك الخوف من الله القادر على انتزاع سطوة السلطة وسطوة المال، وجبروت الغرور بالحياة..!

* كل عام واليمن الكبير وأهله بخير..

* كاتب يمني.

   
 
إعلان

تعليقات