Accessibility links

هل يستطيعُ بايدن إنهاء الأزمة الإنسانية في اليمن؟


إعلان
إعلان

ماذا سيعمل بايدن لليمن بعد أربع سنوات من الإهمال الكارثي لإدارة ترامب؟

“اليمني الأميركي” – سايمون آلبا
ترجمة/ ذكريات البرام

ضمْن شبكةٍ معقّدة من الجهات الفاعلة في النِّزاع الحالي في اليمن، قليل منها تظهر علامات جادّة على استعادة النظام السياسي أو الاقتصادي المتهالك هناك. ومِن المؤسِف القول إنّ مئات الآلاف من السكان المدنيين يدفعون ثمنًا باهظًا بسبب هذا الصراع من خلال معاناتهم من الفقر المدقع والمجاعة، وكذلك ضعفهم وقلّة حيلتهم أمام الفصائل المتحاربة.. إنه صراع لم يبدأ بالضرورة مع الولايات المتحدة، لكن البعض متفائلون بأنه قد ينتهي بعملٍ من إدارة بايدن.

بعد أربع سنوات من الإهمال الكارثيّ من رئاسة ترامب، جدَّدَ بايدن الشعور بالإلحاح لدور أميركا المهم داخل المجتمع الدولي.

وعلى الرغم من أنّ جدول أعماله له أولويات مثل وباء كوفيد -19، والعدالة العرقية في أميركا؛ بوصفهما يقودان سياسته… فإنه ما يزال هناك تقدُّم يمكنُ أنْ يُحرِزَه بايدن في حماية مستقبل الاستقرار في اليمن.

ومع أنَّ تقدُّمَ العملية يبدو ماضيًّا إلى الأمام، فإنّ المخاطر التي يتعرضُ لها السكان المدنيون في البلاد، والاستقرار في جميع أنحاء المنطقة تجعلُ من هذا المسعى صعبًا للغاية، ودون فائدة واضحة لأهداف السياسة الخارجية للولايات المتحدة.

ومع هذا فقد بذلَ بايدن كلّ جهده خلال حملته للتواصل مع أصحاب القضية، مثل الأميركيين اليمنيين، وأظهرَ وعده كمحاولةٍ لإنهاء الصراع في اليمن.. وكما أوضح خبير السياسة الخارجية براين ماكيون، الذي شغل منصب نائب مستشار الأمن القومي لنائب الرئيس بايدن، فإنَّ لدى الإدارة المُقْبِلة خطة واضحة بخصوص البلاد.

وقال ماكيون: «لقد أوضحَ (بايدن) أنه سيُنهي دعم السعودية والإمارات في حربهما في اليمن.. من الواضح أنّ هذا بدأ خلال إدارة أوباما عندما قدمتْ الولايات المتحدة مستويات معيّنة من الدعم للسعوديين والإماراتيين، ولكن عندما يُصبح بايدن رئيسًا سنضغط من أجل التوصل لحلٍّ تفاوُضيّ، ونعملُ بشكلٍ وثيق مع الممثِّل الخاص للأمم المتحدة في استخدام مشاركتنا الدبلوماسية الخاصة من أجل حلِّ النّزاع».

  • ماكيون: «لقد أوضحَ (بايدن) أنه سيُنْهي دعم السعودية والإمارات في حربهما في اليمن… ولكن عندما يُصبح بايدن رئيسًا سنضغطُ من أجل التوصل لحلّ تفاوضيّ.

 

وعْد بايدن

وكخبيرٍ إقليمي وعسكري في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، فقد ظلَّ فرناندو كارفاخال مهتمًّا بحلّ الأزمة الإنسانية في اليمن، وقد عملَ بشكلٍ وثيقٍ مع فريق الخبراء المعنيّ باليمن، التابع لمجلس الأمن، وخطته للسلام التي وضعها في هذا البلد تُركّز – على غرار خطة ماكيون – على الجهود الدبلوماسية، بدلاً من التدخل.

ويتمثلُ التحدّي، من وجهة نظر (كارفاخال)، في أنّ الجهود الدبلوماسية سوف تحتاجُ إلى إشراك شبكة معقَّدة من القوى التي تقودُ الصراع، ومن كلّ الجهات من السعوديين والإماراتيين والحوثيين والانفصاليين الجنوبيين.

وعلى الرغم من أنَّ هذا ما يبذله حاليًّا المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى اليمن مارتن غريفيث ، يعتقدُ كارفاخال أنَّ مندوب بايدن سيؤدِّي المهمة بشكلٍ أفضل.

وقال كارفاخال: «على بايدن أنْ يأتيَ ويقول إنَّ حلّ هذا الصراع هو فائدة للجميع, حتى من دون وجهة النظر الإنسانية الجوهرية، التي مفادها أننا بحاجة إلى إنهاء هذا الصراع من أجل 30 مليون يمني… يمْكنكم اتّباع نهجٍ مفاده أنَّ حلّ هذا الصراع يعودُ بالفائدة على الجميع؛ لأنه عندئذٍ يُمكِنُ للجميع أنْ يدخلوا في مجال الأعمال الحقيقية».

ودعا إلى بذل جهودٍ دبلوماسية بين كلّ القوى المنخرطة في النزاع اليمني، وهذا يتطلبُ العمل مع الحوثيين، فضلاً عن قَطْع الإمدادات العسكرية عن التحالف السعودي، لا سيما مع وجود أغلبية ديمقراطية بين البيت الأبيض والهيئة التشريعية.

وأعربَ عن أمله في أنْ يبدأ هذا الجهد قبل الانتخابات المُقْبِلة، وقال: «هذا ما أحتاجُ إلى رؤيته من بايدن من أجل أنْ أستمر في التفاؤل».

 

  • كارفاخال: “على بايدن أنْ يأتيَ ويقول إنّ حلّ هذا الصراع هو فائدة للجميع, حتى من دون وجهة النظر الإنسانية الجوهرية التي مفادها أننا بحاجة إلى إنهاء هذا الصراع من أجل 30 مليون يمني”.

  • دينجيل: «في الأسبوع الماضي، أوضحَ وزير الخارجية المعيَّن أنتوني بلينكن أنّ إدارة بايدن ستُنهي دعمها للحملة العسكرية التي تقودها المملكة العربية السعودية في اليمن، وستختارُ بدلاً عن ذلك طريقًا نحو السلام، وسأحمّلُ إدارة بايدن المسؤولية عن وعودها بالقيام بذلك».

إدارة بايدن تمضي قدمًا

مع إظهار الكونغرس دعمه لِقَطْع المساعدات العسكرية عن الهجوم الذي تقوده السعودية على الحدود الشمالية لليمن… بدأتْ إدارة بايدن العمل على حلّ النِّزاع في البلاد.

وكما قالت النائبة ديبي دينجيل، التي تُغطي دائرتُها الانتخابية عددًا كبيرًا من السكان اليمنيين الأميركيين، جنوب شرق ميشيغان، فإنّ الآليات تتجهُ نحو هذه الجهود الدبلوماسية.

«في الأسبوع الماضي أوضح وزير الخارجية المعيَّن أنتوني بلينكن أنَّ إدارة بايدن ستنهي دعمها للحملة العسكرية التي تقودها المملكة العربية السعودية في اليمن، وستختارُ بدلاً عن ذلك طريقًا نحو السلام، وسأحمِّلُ إدارة بايدن المسؤولية عن وعودها بالقيام بذلك»، أضافت دينجل.

وكما يوضح مدرِّس التاريخ في إحدى كليات شيكاغو، والباحث في الشؤون اليمنية كيب كوزاد، فإنّ إنهاء المبيعات للتحالف السعودي أصبح الآن هو الجزء السهل، وستحتاجُ إدارة بايدن إلى الحثِّ على وقف إطلاق نارٍ موثوق من أجل نقْل المساعدات إلى البلاد… وهو أمرٌ مهم لتلبية الاحتياجات الفورية للسكان المدنيين في اليمن.

وقال كوزاد: «بعد أنْ وصلتَ إلى هذه النقطة، (يقصدُ بايدن)، يتعينُ عليك العودة إلى مطالب الشعب، فالسبب الذي جعلهم يخرجون إلى الشوارع في المقام الأول في اليمن هو التخلص من الفساد.. قد تكون القضية معقدة للغاية، وتُشبه تسلّق المرتفعات، ولكن عندما تتحدثُ عن اليمن، فأنت تتحدثُ عن كلّ هذه الأجزاء المتناثرة في القضية».

   
 
إعلان

تعليقات