ديربورن – « اليمني الأميركي»:
تُعد (كلية هنري فورد) من أهم الصروح التعليمية في «ديربورن»، وخلال تاريخها الممتد لثمانية عقود حققت الكلية الكثير من التطور، وتُمثّل اليوم لبنة عظيمة في صرح البناء والنهضة ضمن أهم كليات المجتمع هنا.
جدد ناخبو «ديربورن» في تشرين الثاني/ نوفمبر ثقتهم برسالة (كلية هنري فورد) وبدورها المهم في المجتمع، وقد تزامن تجديد الثقة مع احتفالها هذا العام بالذكرى الـ(80) لتأسيس هذه الكلية.
صحيفة «اليمني الأميركي» شاركت الكلية هذا الحدث، من خلال استطلاع آراء عدد من أهم مسؤوليها، متشاركة معهم أفكارهم وخططهم ورؤاهم عن هذه الكلية العريقة.. وما تحقق فيها وما تتطلع إليه..
جوهرة المدينة
تحدث “راسل كافالهونا” – رئيس الكلية – عن قيمة هذا الصرح التعليمي خارج الكلية، بما في ذلك مسؤولي الولاية والمتبرعين من محبي البشر وكذا إلى المجتمع ككل.. وقال: «إنها تقدم لنا كل شيء بُنيت من أجله.. وهذا هو ما فهمته قبل تقلُّد رئاستها.. إنها جوهرة مدينة تدعى (ديربورن)، حيث أعيش، وحيث يلتحق أطفالي بمدارسها، وحين يعاد تأكيد الثقة وتواصلها، فإن ذلك مصادقة مهمة على ما نفعله هنا.. إن المخرجات التعليمية قوية جدًّا لدرجة أن الناس خارج “ديربورن” يرغبون في أن يأتوا إلى هنا، ويدفعون ثمن القيمة التعليمية التي يجدونها هنا”.
(كافالهونا)، طيار تجاري سابق، ومدّعٍ سابق، وكان المدير التنفيذي لكلية الطيران في جامعة ميشيغان الغربية، قال: إنه يود من المجتمع المحلي أن يؤكد على أهمية التعليم في الكلية.
“يمكنكم أن تساعدوا (كلية هنري فورد) بالحديث عنها وعمّا يفعله التعليم العالي لأسرهم في أوساطهم الاجتماعية”.. يتحدث لصحيفة (اليمني الأميركي)، مضيفًا، ومخاطبًا المجتمع المحلي: “القوا نظرة على (كلية هنري فورد)، تحدثوا عن كيفية مسارها، وعن كيف يمكن للمهاجرين، مثل أسرتي، أن يزيدوا من استثمار وقتهم وجهودهم في التعليم العالي”.
وأضاف أنه يريد الحصول على مزيد من تمويل الجمهور للكلية قائلاً: “لو أنك ألقيت نظرة إلى العام 2008 لوجدت أننا كنا نتسلم المبلغ المالي نفسه الذي نتسلمه اليوم من مساعدة الولاية.. الصناعة تحققت من هذا، وهم قد استثمروا فينا، ونحن بيننا اتفاقات تدريب مع (دي. تي. إي:DTE) و(يو. اس ستيل: US Steel ) و(فورد اسِّت بروقرام.)
كافالهونا، الذي عُيّن ليصير رئيس الكلية في حزيران/ يونيو، قال: إنه يعمل على معرفة الأسباب التي أدت إلى تناقص الالتحاق بالكلية في العام الماضي.
“أنا أريد أن أوضح للناس خارج الكلية كم هي (كلية هنري فورد) رائعة في داخلها، وأن تكون بطلة في “ألعاب الجمنيزوم” الموجودة في كليتنا، وكذلك هم إداريّونا وأعضاء هيئة تدريسنا.. أنا غير مقتنع بأننا قد بيّنا للمجتمع خارج (كلية هنري فورد) بمدى أهميتنا البالغة”.
التغيرات
“جون ماكدونالد”، رئيس اتحاد المعلمين بـ (كلية هنري فورد) يصف التغيرات التي شهدها خلال فترته الطويلة في منصبه، قائلا: “حرَم الكلية اتسع فيزيائيًّا ليلبي متطلبات الزيادة في أعداد الطلاب والطالبات، وكذا متطلبات واهتمامات الصناعة ومجالات الأعمال.. مجتمع المهاجرين في(ديربورن) قد زاد بشكل كبير جدًّا، ولو أنكم عدتم إلى أواخر الستينيات من القرن الماضي لوجدتم كم كان العدد محدودًا”.
وأضاف: أن الكلية تقدم تعليمًا نوعيًّا وميسرًا للناس الذين جاءوا إلى هنا بإمكانات اقتصادية محدودة، باحثين عن مستقبل أفضل لأطفالهم.
ووفقًا لما يراه (ماكدونالد)، لم يكن المهاجرون وحدهم هم الذين ساهموا في تنويع الكلية وتوسّعها، فقال: “إننا، أيضًا، نقدّم خدمات لعدد أكبر من الجالية الأفريقية الأميركية في (ديترويت)، وهذا قادنا، كذلك، لِأن نكون أكثر تنوعًا”.
(ماكدونالد)، الذي ظل رئيسًا للاتحاد مدة 40 عامًا، عبّر عن تقدير شخصي بالغ للكلية، قائلا: “مواطنو (ديربورن) هم الذين أسسوا هذه الكلية في سنوات الكساد العظيم.. هل يمكنكم تصور هذا؟.. أي إلهام، وأيّة شجاعة، وأي تقدير للتعليم؟!!.. إنني أنا أحد مخرجات هذا المكان.. لقد قال أحدهم: إن هناك (كلية المجتمع) في (إفرقرين رود: Evvergreen Road)، لكني لم أرها بعد، وأنا لم أكن في (ديربورن) في 1964، لذا ما كان لي أن أحظى بالمستقبل الذي حظيت به من دون هذا المعهد التعليمي”.
ويريد السيد (ماكدونالد) أن يرى روابط قوية بين الموظفين: “إحساس بالأسرة الواحدة، حيث تعامل الإدارة الكلية كلها باحترام وعناية، وتنظر إلى اختلاف وجهات النظر بوصفها مدخلات مهمة تهتم بها ولا تنحيها جانبًا”.
التسجيل المزدوج
“ميري بتلشكوف”، نائب رئيس المجلس التربوي في (ديربورن)، تقول: “كان يُنظر إلى هذه الكلية في 1970 كمجرد امتداد للمدرسة الثانوية.. وذلك لم يكن تصورًا جيدًا لِما ينبغي أن تقدمه كلية مجتمع”.. لكن وقتًا طويلا قد مضى، وتغيرت أمور كثيرة.. وتضيف (ميري): “الآن صار من المسلّمات أن كل عضو في مجتمعنا أمامه فرصة للتعليم العالي ولعملية التسجيل المزدوج مقابل رسوم عادلة وتحدٍ يمكنهم أن يحولوا كل تلك الساعات المعتمدة إلى أربع سنوات دراسية لنيل الشهادة”.
يُشار إلى أن مجلس مدارس (ديربون) العامة، الذي يشرف على المدارس العامة (ك-12 :k-12)، يتولى – أيضًا – مهمة أوصياء المجلس.
ولكون (بتلشكوف) عضوًا في كلا المجلسين، فإنها تقول: “ أنا لم يسبق لي أن واجهت مشكلة في تبادل الطاقيات، واتخاذ قراراتي كان دائمًا يتم على النحو التالي، “مَن الذي يمكن أن يتضرر من هذا القرار، ومن هو المستفيد الأكثر منه؟”.
وأضافت: أن المجلس يعمل كجهة اتصال بالمجتمع.. مشيرة إلى “أن وظيفتنا هي إيصال رسالة ورؤية كليتنا لمقاطعتنا، وأن نصغي لِما يطلب المجتمع تحقيقه، ومن ثم التأكد من أننا نمثّل ذلك ونلبيه فعلا.. أنا أؤمن أن أهم وأعظم مسؤولية لنا هي توظيف القادة المناسبين في مقاطعتنا وكليتنا؛ لأنهم الأشخاص الذين سيحيطون أنفسهم حينئذ بالخبرة التي ستكفل تنفيذ البرنامج على النحو الأمثل”.
تطور الكلية
“أندرو مازارا”- رئيس سابق لـ(كلية هنري فورد)، رأس الكلية خلال 1990- 2005، قال إنه فخور بالتطور الذي حققته الكلية.
وأضاف: “أن أحد أهم التغيرات كان في مجال المنهج الدراسي في الكلية، حين بدأت التدريس، كان هناك حوالى اثنا عشر برنامجًا دراسيًّا مختلفًا يمكن للطلاب والطالبات الاختيار منها، أما الآن فالحال أعظم بكثير من ذلك”.
وأشار إلى أن الميزانية قد ظلت قضية كبيرة في (كلية هنري فورد)، إذ أن الولاية لم تكن كريمة في مساعداتها للكليات طوال العشر السنوات الماضية، وأجبرتها على إلقاء عبء النفقات على الدارسين.
وشكر (مازارا) مجتمع (ديربورن) لتجديده الثقة بالكلية، وشدد على المزيد من الدعم للكلية من خلال المزيد من الثقة بدورها..
“إن أعظم شيء يمكن أن يفعله المجتمع هو: إذا كان أفراد أسركم بحاجة إلى كلية تعليمية، ويريدون تعليمًا نوعيًّا وميسرًا، فإن عليهم أن يأتوا إلى (كلية هنري فورد) ويدعموها، ليس فقط بالـ(millage)، بل أيضًا بإلحاق أبنائهم وبناتهم في هذه الكلية”.. يقول (مازارا).
تعليقات