Accessibility links

يمنيون أميركيون: لهذه الأسباب نُفضّل أجواء رمضان في الوطن


إعلان
يُمثل شهر رمضان الفضيل محطة سنوية مهمة لجميع المسلمين في أنحاء العالم، بما فيهم اليمنيون في وطنهم ومهاجرهم، ففي المهجر الأميركي ما زال بعضهم يفضّلون خلال هذا الشهر العودة للوطن وقضاء عباداته وطقوسه هناك، فيما تبقى لرمضان طقوسه الخاصة في المهجر أيضًا.. في هذا الاستطلاع تحاول «اليمني الأميركي» معرفة أسباب تفضيل البعض قضاء الشهر المبارك والصوم في الوطن، ومعرفة أجوائه – أيضًا – هنا في المهجر:

ميشيغان- «اليمني الأميركي»:

 الشاب أحمد ملهي، في العشرينيات من العمر، دخل أميركا مع أشقائه وأمه، وعمره (11) عامًا، ولم يعد اليمن إلا بعد (17) عامًا.. درس الثانوية في مدينة هامترامك، والتحق في معهد فني خاص بهندسة السيارات؛ لكنه لم يكمل الدراسة وغادر لليمن للزواج في العام 2017.. يقول: سافرت قبل رمضان من أجل أن أصوم هناك؛ فأنا لا أعرف شيئًا عن رمضان اليمن؛ لأني كنت طفلًا حين غادرت اليمن، وجميع الأصدقاء هنا يقولون لي: إن رمضان اليمن مختلف جدًّا من حيث الشعائر الدينية، وكذلك الأجواء الرمضانية مساء، حيث يمكنك السهر حتى الفجر عكس هنا في أميركا كلها عمل، ولا يوجد وقت لتستمتع به، فسفري هو إجازة، وكذلك استمتاع بأهم شهر مع زوجتي هناك، فما زالت معاملة دخولها إلى أميركا متأخرة، ولي ما يقارب العام منذ بداية تقديم الملف لإدارة الهجرة.

أنا أعمل في قيادة الحافلات، والحمد لله عملي جيد، ولم أكمل دراستي لشعوري بأنني جاهز للعمل ومكتفٍ بالشهادة الفنية التي حصلتُ عليها.. ومن حيث تكاليف السفر صحيح أنها مكلفة، لكن الوصول لوطني لا يغلى عليه شيء.. وصحيح أن الحرب والمشاكل أثّرت كثيرًا، لكنه يظل بلدي، ومهما كانت المشاكل سوف أقضي ما يقارب سبعة إلى سته أشهر هناك.. وأنا كلّي ثقة أنني سأكون مرتاحًا أفضل من هنا، لأنها إجازة، وما أجمل أن يصرف المغترب المال الذي وفره في وطنه؛ حيث يستفيد منه الجميع.

لا صوم إلا في وطن 

توفيق الجهيم يغادر كل سنة، منذ استقر بأميركا، في رمضان ليصوم في وطنه.. هكذا يقول توفيق، وهو رجل أعمال، لكنه لم يستطع السفر في السنوات الأخيرة بسبب أن الأولاد كبروا ويحتاجون لاهتمام أكبر من الرقابة، وإشراف على مسيرتهم الجامعية.

ويقول توفيق لصحيفة اليمني الأميركي: إن أجواء رمضان في اليمن أفضل من هنا بكثير حيث نستمتع بالذهاب للنادي الرياضي في مدينة إب كل يوم عصرًا ومساء، وهناك أجواء وأكلات لا تقارن في اليمن، أضف أن الجو العام يجعلك تعيش رمضان بكل روحانيته عكس هنا فقط العمل والعبادة وقليل من الوقت للاسترخاء، إذا وُجِد فعلاً هذا الوقت.. لهذا رمضان في اليمن لا يُقارن، وافتقدتُ رمضان اليمن فعلاً لعدة سنوات، لكن إن شاء الله السنوات القادمة سنكون هناك مهما كانت الظروف والمشاكل، فهو وطننا وبيتنا الأول.

الأسباب مختلفة

حمود العفيف – إمام وخطيب جامع دكس في ديربورن: بخصوص الفرق بين رمضان في ميشيغان واليمن في البدء أودّ الإشارة إلى مسألة مهمة جدًّا، وهي أن الأجواء الرمضانية في ميشيغان تكاد تكون مشابهة لحدّ ما مقارنة باليمن بحكم الكثافة السكانية لليمنيين، ولذلك تشعر وكأنك في اليمن.. ومن وجهة نظري أن رمضان في اليمن له نكهة خاصة ربما لاعتبارات كثيرة تختلف من شخص لآخر، وإنْ كانت الأجواء الرمضانية في اليمن تتميز بأنك تشعر برمضان في كل تفاصيل الحياة اليومية سواء في النهار من خلال الشعور بالجو الرمضاني، فلا تكاد ترى مَن يجاهر بالفطر في رمضان في الشوارع إلا ما ندر، وذلك لمكانة الشهر الكريم في نفوس الناس على خلاف النهار في ميشيغان وغيرها فلا تجد هذا الشعور، وهذا شيء طبيعي جدًّا علاوة على تميّز أجواء ليالي رمضان في الوطن.. وآخر رمضان قضيته في اليمن كان في العام 2004م، وما أفتقده في ميشيغان هو الصيام مع الأقارب والأرحام والأصدقاء، ومشاركة الأجواء كسماع صلاة التراويح والتهجد عبر مكبرات الصوت إلى جانب المظاهر الرمضانية الأخرى التي تصبغ كل مظاهر الحياة.

وأعتقد أن الصيام وسائر العبادات في اليمن تكون أفضل بسبب عدم الانشغال بالذهاب إلى العمل أثناء شهر رمضان وأيام العيد، وفي الجانب الإيماني تحديدًا تجد أن بعض الناس يجد روحانية في رمضان في ميشيغان ربما أكثر من اليمن، وهذه النقطة بالذات تعود إلى الشخص نفسه ومدى مجاهدته لنفسه، بغض النظر عن المكان الذي يقضي فيه رمضان، وهذا ما سمعناه من بعض الناس أنهم يجدون حلاوة العبادة في رمضان هنا أكثر من اليمن أو العكس، وذلك لأسباب مختلفة منها دفعه الزكاة بنفسه لأرحامه والفقراء هناك.. أما البرنامج الرمضاني في مسجد ديربورن فنحن في الجمعية الإسلامية الأميركية نحرص – كغيرنا من المساجد – على إحياء أيام رمضان ولياليه بالعديد من الأنشطة المتمثلة في إقامة صلاة التراويح، بالإضافة إلى صلاة التهجد في العشر الأواخر، وإقامة العديد من الدروس والأنشطة باللغتين (العربية والإنكليزية)، وتنظيم المسابقات وفتح المجال للتبرعات، كما أن المسجد يقوم بتقديم وجبة الإفطار يوميًّا مجانًا في المسجد، إلى جانب تقديم وجبة السحور في العشر الأواخر، وفي يوم العيد يتم تقديم الهدايا للأطفال في المسجد، بالإضافة إلى مهرجان العيد.

   
 
إعلان

تعليقات