Accessibility links

إعلان

عبدالباري طاهر*

أحببت أن أخاطبه بالاسم الأحب إلى نفسه، الاسم الذي كان زملاؤه ورفاقه ومحبوه ينادونه به “العم سعيد”، وللعم في الحضارة اليمنية معنى كبير وقدسية روحية.

الصحفي القدير الرائد والمؤصل للصحافة اليمنية، بدأ حياته التعليمية أربعينيات القرن الماضي في كتاتيب قريته الأشعاب مديرية حيفان، مدرسة جده إسماعيل علي الجوفي. 

واصل الدراسة في عدن ليحصل عام 1959 على دبلوم في الصحافة.. بدأ نشاطه السياسي عام 1958 كعضو في حركة القوميين العرب كلف بالعمل في فرع تعز كواحد من القيادات في ثاني أهم مدينة بعد عدن في العمل الحزبي والنقابي عام 1961.

عمله في الخطوط الجوية اليمنية في تعز مكّنه من أن يكون همزة الوصل بين تعز وصنعاء للعمل الثوري السري.. كانت تعز حينها مقر قيادة الجيش وقيادة السلطة.

قاد سعيد المظاهرات المساندة للثورة فور إعلان إذاعة صنعاء هنا إذاعة “الجمهورية العربية اليمنية”.

كان له حضور في النشاط الحزبي والسياسي والعسكري المساند للثورة.  من مؤسسي اتحاد الأدباء والكتّاب ومنظمة الصحفيين الديمقراطيين في عدن، ولم يحضر المؤتمر لأن له رأي إلى جانب عمر الجاوي وأحمد قاسم دماج وعبدالله الوصابي في وحدة النقابة، وهو ما كانت ترفضه الدولتان لأنّ مهام الصحفيين السياسية والإعلامية اليومية مختلفة عن نشاط الأدباء.

حضوره في الحياة الصحفية كبير، فقد كتب في الصحافة العدنية قبل الثورة، وبعد الاستقلال أصبح من القيادات الصحفية البارزة، ونشاطه الصحفي واسع من خلال كتابة مئات وآلاف المقالات الصحفية في اليمن وعربيًّا.

ارتبط منذ فجر الاستقلال بصحيفة 14 أكتوبر كمدير تحرير، كما أسس صحيفة الأمل الناطقة بلسان الجبهة الوطنية الديمقراطية في صنعاء عام 1980.

في سبعينيات القرن الماضي وإبان العمل السري للأحزاب السياسية المحظورة كان العم سعيد مختفيًا في صنعاء، ويشرف على إصدار “الديمقراطي”، الصحيفة السرية الصادرة في صنعاء عن الحزب الديمقراطي الثوري.

في العام 1978 نزلنا معًا بصورة سرية إلى عدن لحضور المؤتمر التأسيسي للحزب الاشتراكي.

للعم سعيد دور في الثورتين: سبتمبر وأكتوبر، ففي الإعداد لسبتمبر كان من قلائل من المدنيين على صلة بتنظيم الضباط والأحرار في عدن ومصر، وتولى مسؤولية الإبلاغ عن ساعة الصفر، وكان حضوره يوم الثورة المبادرة للتحرك، وأخذ زمام المبادأة.

أما في الثورة الأكتوبرية، فكان حضوره في تشكيل الجبهة القومية التي قادت الكفاح المسلح.

شارك منذ البدء في تشكيل الحزب الديمقراطي الثوري في الـ ج.ع. اليمنية عام 1968.

تعرض للاعتقال عقب انقلاب 5 نوفمبر 1967، وأحداث أغسطس 1968، وله دور في توحيد الفصائل الخمس وتوحيد الاشتراكي.

عُيّن بعد الوحدة مستشارًا في مكتب مجلس الرئاسة، أسس مركز الأمل للبحوث والدراسات.

يحتفظ العم سعيد بالعديد من وثائق وبيانات وأدبيات وتعميمات الحركة النقابية العمالية. وأحزاب اليسار، والصحافة السرية لهذه الأحزاب وسعيد الجناحي دقيق ومنظم، فأرشيفه الحزبي والنقابي العمالي والصحفي كنز ثمين.

أصدر الجناحي خمسة مجلدات وثائقية في مجال الصحافة تتضمن جل مقالاته وأبحاثه، ومساهماته الفكرية والإعلامية، وله العديد من الإصدارات عن أرتيريا وظفار، وعن الحركة الوطنية اليمنية، وعن الأمثال اليمنية، وعن زميله عمر الجاوي، وعن أوائل المغتربين وإصدارات أخرى، حاصل على العديد من الشهادات التقديرية والتكريم، قُلِّد وسام الآداب والفنون من الدرجة الأولى من قِبل رئيس هيئة مجلس الشعب الأعلى، ومُنِح العديد من الأوسمة.

العم سعيد الجناحي علم من أعلام الثورة والجمهورية والوحدة، من رُواد التأسيس للعمل الحزبي والنقابي العمالي والصحفي. 

* نقيب الصحافيين اليمنيين الأسبق.

   
 
إعلان

تعليقات