Accessibility links

نبيل الجربي..حافَظ على لقب بطل الجمهورية منذ 2007 وحتى الآن


إعلان

صنعاء – «اليمني الأميركي» – محمد الأموي:

في اليمن، وتحت سماء الحرب، ونتيجة واقع إداري فاسد ومهترئ، ليس غريبًا أن تجد بطلًا رياضيًّا متوجًا بألقاب داخلية وخارجية يعيش وضعًا حياتيًّا صعبًا ومعاناة مريرة.. وهو واقع اضطر معه عديد من هؤلاء الرياضيين للجوء لمهن قاسية وجديدة ليس من أجل توفير لقمة العيش وحسب، بل من أجل توفير متطلبات مشاركته في بطولة رياضية خارجية.

فها هو بطل الجمهورية اليمنية في ألعاب القوى العدّاء الشاب نبيل الجربي يروي قصة من قصص هذه المعاناة.. يقول لصحيفة (اليمني الأميركي): «اشتغلتُ في عدة مجالات، ومنها مُزارع ومساعد بنّاء وحمّال بالأجر اليومي صباحًا، ومزاولة التمارين عصرًا، كل ذلك من أجل توفير مبلغ (250000) ريال؛ لتغطية نفقات الحصول على جواز السفر، وأجور تنقلاتي إلى محافظة المهرة لقطع الجواز على حسابي الشخصي؛ بهدف المشاركة في بطولة سلطنة عُمان الدولية لألعاب القوى 2019م، وذلك لعدم قدرة الاتحاد على دفع التكاليف، بل إنهم اشترطوا عليّ، من أجل موافقتهم على مشاركتي، أن أتكفل بكل شيء حتى السفر إلى عُمان، بالإضافة إلى توقيع تعهّد خطي قبل المشاركة بتحطيم رقم جديد في هذه البطولة».

وبعد تنفيذ الجربي شروط الاتحاد، بالإضافة لتوفير دعوة مشاركته بصفة شخصية تقديرًا من أحد الإخوة العمانيين لنجاحه في تحقيق المركز الثاني في البطولة للعام 2017م، إلا أنه لم يتمكن من السفر والمشاركة في البطولة.

يوضح نبيل: «الاتحاد اليمني لألعاب القوى لم يرفع باسمي ضمن قائمة اللاعبين المشاركين، ولم يرسله للاتحاد العُماني المنظِّم للبطولة؛ ولذلك لم أستطع السفر والمشاركة في البطولة.. فبدلاً من إرسال اسمي ضمن القائمة قاموا بإرسال أسماء لاعبين يمنيين متواجدين في دولة قطر منذ خمس سنوات، ولاعبين من عدن».

صدمة وإحباط

من الطبيعي أن تكون نتيجة ذلك صدمة قاسية تلقاها نبيل، مع ما عاشه من معاناة في سبيل تحقيق هدفه وتنفيذ كافة شروط اتحاد اللعبة.. كل ذلك أصابه بإحباط شديد واضطره لترك رياضته ولعبته التي عشقها منذ صغره، والتي بدأ بمزاولتها رسميًّا عام 2008م، وكان عمره حينها 13 سنة، واستطاع خلال مشواره أن يحقق نتائج وإنجازات رائعة داخليًّا وخارجيًّا، لعل أبرزها احتفاظه بلقب بطل الجمهورية اليمنية منذ 2007م وحتى الآن في مسابقات (1500م، 3000م، 5000م، 10000م) فئة الكبار، وهي المسافات المتخصص بها.

وخارجيًّا هو أول لاعب يمني يتأهل للنهائيات العالمية لرياضة ألعاب القوى، كما شارك في بطولة العالم للعبة في إيطاليا، محققًا المركز السابع عالميًّا.. وهو صاحب الرقم اليمني بزمن ثمان دقائق وعشرين ثانية.. بالإضافة إلى تحقيقه عديد من الميداليات الملونة في بطولات عربية وإقليمية ودولية.

 

أمل وطموح

وعلى الرغم من ذلك ما زال ابن محافظة الحديدة يحمل أملاً كبيرًا في مستقبل مشرق للرياضة اليمنية.

«الحرب لا بد لها أن تنتهي، وسوء الإدارة وفسادها سيزول، وحينها سننتصر لرياضتنا ونأخذ حقوقنا كاملة كرياضيين» – يقول نبيل.

وهذا هو أمل وطموح يمكن قراءته في وجوه اليمنيين بمختلف شرائحهم على الرغم من قسوة ما يعيشونه من معاناة تحت نير الحرب والحصار الظالم…فعلى الرغم من عتمة الحرب ينظر اليمنيون للغد بيقين مفاده: لا بد من توقف الحرب وعودة اليمن أقوى مما كان عليه… وحتمًا سيكون أفضل؛ فمرارات الحرب الراهنة لا بد أن تكون درسًا بأهمية الصبر والثبات والانتصار للوطن فقط.

   
 
إعلان

تعليقات