Accessibility links

إعلان

ديربورن – «اليمني الأميركي» – رشيد النزيلي:

الهجرة والاغتراب ظاهرة عالمية؛ فحتى مواطني الدول الاسكندنافية وأميركا يغتربون، ولهم أسبابهم؛ فهناك من يهاجر ويغترب بسبب الظروف الاقتصادية أو الحرب أو لغرض التعليم أو اكتشاف عالم جديد والعودة، وهكذا هو ديدن البشرية في تقليد نتاجات الآخر والإضافة إليها؛ فتتطور الحياة وتتولد الخصوصية على بنية مشتركة

ومن حكاية العرب واليمنيين وخاصة الأوائل الذين لهم تضحيات في سبيل التهيئة للأجيال اللاحقة من المهاجرين وتكريس قيم احترام بلد المهجر والاستفادة منه والعمل في المقابل على مساعدة وطنه الأم، ومن هذه النماذج نتوقف هنا عند المهاجر اليمني الأميركي محمد مشرح.

من عدن

محمد مشرح من مواليد 1940 مديرية بعدان محافظة إب، غادر بلاده عمره 15 خرج من القرية إلى مدينة عدن وهو يحمل تعليم المعلامة (مدرسة تقليدية)، وبعدها بثلاثة اشهر غادر إلى البحرين ومن ثم إلى قطر، وثم العودة إلى تعز حيث درس الثانوية العامة وحصل على منحه إلى روسيا لكنه رفضها، وعمل مدرساً للابتدائية لمدة ثلاثة سنوات، ويقول عليه الزميل محمد الدعيس مستشار صحيفة اليمني الاميركي إن محمد مشرح كان بالنسبة لنا شيء غير عادي، حيث كان له أسلوب جديد في التعليم خاصة بعد فقهاء المعلامة، وكان منظم، ومثال لنا في التعامل، وعمل في مديرية بعدان بعد أن نال شهادة الثانوية من تعز واستفاد من اغترابه في الخليج، وهذا كان في بداية السبعينيات.

الاغتراب في أميركا

يقول مشرح للصحيفة: بعد ذلك هاجرت مرة اخرى إلى أميركا عام 1975 إلى ميشيغن وعملت في مصنع كرسيرال للسيارات، وبعدها تم تسريحي من العمل بسبب الأزمة في تلك الأيام في 1976، وغادرت إلى كاليفورنيا من اجل لقمة العيش والبحث عن فرصة أخرى وعملت في العمارات مثلي مثل الآخرين في مدينة سان فرنسيسكوا، ولمدة خمسة وعشرين عام في مدينة سان فرنسيسكوا.

النشاط الاجتماعي 

عَمل مدرساً في الاتحاد العام للمغتربين اليمنيين كمسؤول اجتماعي ودرّس اللغة العربية متطوعاً، وبعدها استلم مبلغ رمزي كمقابل في عهد الراحل صالح العزاني، ويقول محمد عن أهم الشخصيات التي خدمت الجالية حينها هو الراحل العزاني حيث كان شخصية مثالية ومدرّس يعتبر مثال لنا جميعا، وهو كان رئيس الاتحاد العام للمغتربين،وكذلك الوريث كان شخصية رائعة وايضا منصور اسماعيل القنصل حالياً حتى وإن كنا نختلف معه إلا أنه مجتهد وخدم الكثير من أبناء الجالية.

وتابع: كانت القضايا التي تهم المجتمع هي حقوق العمال والمحافظة على اللغة العربية والاحتفاظ بالعادات والتقاليد.

ويقول حزام أحمد إن محمد مشرح كان مربي وخلوق وله قيم ولا تعجبه المظاهر في كل ما كان يقدمه لجاليته.

الاستقرار 

يقول مشرح: بسبب الوضع الصحي حيث تعرضت لجلطة عام 2006 عند زيارتي لولاية ميشيغن وبقيت ما يقارب خمسة أشهر عاجز عن الكلام والآن افضل والحمد لله أنا قريب من الأسرة وعوضني الله عن الأصدقاء والزملاء الكثير والجو الرائع في كليفورنيا، والحمد لله لدي أبني الكبير منير سوف يدرس الطب في جامعة واين ستيت أو الصيدلة وكذلك ابراهيم سوف يتخرج من ثانوية فردسون.

ويقول : الامكانيات للأطفال تختلف عنا، نحن رعينا الغنم وأولادنا تعلموا ولم يرعوا.. كنت أمشي حافي ولا تتبدل ملابسي وحياتنا كانت صعبة.. الاولاد لا يدركوا مهما تحدثت معهم لكن يمكن أن يحسوا بها بعد حين.

الفرق في التعامل بين المغتربين 

يقول عن العلاقات بين المغتربين إن الروابط كانت أفضل بكثير من الآن وخاصة بين اليمنيين، ومنها احتضان المغترب في البداية إلى أن يحصل على عمل وهكذا.. “كنا نصرف على الشخص حتي يحصل على عمل”.

وأضاف: اليمنيون في ديربورن أكثر تأهيلا منهم في سان فرنسيسكو. ديربورن أفضل من سان فرنسيسكوا من حيث التعليم. هنا التعليم والدارسة يهتم بها الجميع. وبسبب التعليم الكوادر هنا أفضل بكثير والمثقفين هنا أفضل وأعمال الناس هنا أفضل. المجتمع اليمني ضعيف في سان فرنسيسكو لكن مجتمع ديربورن أقوى. اليمنيون هنا من حملة الدكتوراه ومعلمين وصحيين ومؤهلين عكس سان فرنسيسكوا وهناك في السنوات الاخيرة ثمة توجه للتعليم فعلاً، لكن لا يقارن بديربورن.

الإعلام 

كما أشاد بصحيفة اليمني الأميركي وقال: فيها اشياء متنوعة وتطورها يوازي تطور المجتمع هنا وتعتبر نموذج وقد ارسلت نسخاً منها إلى كاليفورنيا وهي تثبت تطور المجتمع. ونتمنى وجود احصاءات عن كل الموجدين في ميشيغن إحصائية المتعلمين والعامليين وبقية اطياف المجتمع.

وأضاف: الجالية أيام الرئيس الحمدي كانت متفقه وتعتبر من أفضل الفترات وكانت رابطة واحدة، ولهذا شخصية الحكم والنظام تساعد على ايجاد مجتمع اغترابي متجانس.

عن اليمن

محمد مشرح يعتبر نفسه من جيل الربادي والشحاري وبهران في محافظة إب، ويرفض أن يصنف نفسه جزءا من الحركة الوطنية، إلا أن تواضعه لا يجعله يتحدث عن نفسه، ويقول عن المرحوم الربادي إنه شخصية لا تعوض ،كان نظيف ويحمل هم المجتمع ودائما مع قضايا الناس وهمومهم وعن محمد حزام الشوحطي وزير التموين سابقا يقول محمد مشرح الشوحطي كان رجل خير ومتعلم وقدّم أشياء وخدم وطنه بعد تعليمه هنا في أمريكا والشيخ المرحوم عبد الله بن حسن الدعيس متواضع وخدوم وأيضاً المرحوم الدكتور رشاد البعداني تعلم هنا وسافر وخدم في وطنه في جامعة صنعاء.

وتابع: كنت أسافر كل سنتين لليمن وبعدها أدخلت الأسرة في عام 1995.

وقمت بزيارة لليمن عام 2004 لدي بيت في مدينة إب.

وعن عبد الناصر يقول: عربيا عبد الناصر زعيم لا يعوض.. مات فقير وعزيز، عبد الناصر زعيم أمة فهو مثالنا الأول.

الأمة العربية كانت في سرير الموت والزعيم عبد الناصر أحيا هذه الامة من وجهة نظر محمد مشرح كما يتحدث عن قطر ومعجب برؤيتها من زمان ومواقفها مع اليمنيين والتعامل الراقي مع الجميع على حد تعبيره.

حياة التقاعد 

يقول عن حياة التقاعد التي يعيشها: أصلي وأقرأ القرآن وأمشي من البيت الى البقالات وكذلك أخرج لتناول القهوة. اصدقائي في كاليفورنيا زاروني الى المستشفى ايام المرض. سان فرنسيسكوا في قلبي لكنها غالية الثمن يقولها وهو يضحك. فقدت الجو والأصدقاء لكن حياة الأولاد والاسرة هنا.

وعن امنيته فهي العودة الي اليمن ومساعدة أهلنا “والايتام مهمتنا جميعا”..

ولهذا يتمني أن يعود لليمن لكن يجب أن تكون اليمن بخير وبصحة ونظام قانون “وهذا ما ينقصنا” يقول مشرح.

   
 
إعلان

تعليقات