Accessibility links

محافظ مقاطعة وين، وورن افينز في حوار مع “اليمني الأميركي”: حققنا استقراراً اقتصادياً وتخلصنا من عجز قيمته 82 مليون دولار


إعلان
التقت صحيفة اليمني الأميركي محافظ مقاطعة وين وورن افينز، وناقشت معه في حوار صريح، العديد القضايا التي تهم سكان المقاطعة، وعلى وجه الخصوص قضايا المجتمع العربي الأميركي الذي يتكدس في مقاطعة وين بأعداد أكبر من غيرها من مقاطعات ولايات ميشيغان.
تولى افينز منصبه مطلع العام 2015، محققاً خطى كبيرة في مسيرته المهنية المتعلقة بإنفاذ القانون بعد أن كان قد عمل مديرية الأمن (مكتب الشريف) بالمقاطعة لأكثر من عقدين من الزمن. ففي عام 1991 تولى افينز منصب المدير الإداري لمجلس المفوضين بالمقاطعة، ومن ثم قام بإنشاء مديرية العدالة المجتمعية بالمقاطعة وشغل منصب مدير عام هذه المديرية خلال الفترة من 1992 إلى 1997. وفي عام 2003 تم تعيينه شريف مقاطعة وَين، وانتخب لفترتين كاملتين في عامي 2004 و 2008. وفي أبريل 2014 أعلن أفينز أنه سيسعي لأن يكون مرشحا عن الحزب الديمقراطي لمنصب محافظ مقاطعة وَين، وفاز إيفانز في الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي عن طريق حصوله على %46 من الاصوات، وعقبها هزم المرشح الجمهوري جون دالتون في الانتخابات العامة… إلى نص الحوار:

حاوره ستيفن كوتس ورشيد النزيلي

  • يشعر المواطنون بالقلق إزاء الوضع الخاص بسجن مقاطعة وَين بديترويت. ما هو الوضع الحالي للمشروع الآن؟

 نحن مستمرون في العمل، وتمكنا حتى الآن من تحقيق الجزء الأكبر من المهام المقرّة لهذا العام، وذلك سعيا لاستكمال مشروع السجن في الموقع الذي هو فيه حاليا، ويكمن السبب الرئيسي لذلك في أن هذا الموقع يعد الأقل كلفة لدافعي الضرائب من مقاطعة وَين– كونهم هم من سيدفعون ثمن تنفيذ المشروع. كما أن فكرة إنشاء المشروع في ذلك الموقع أو في موقع آخر ليست هي بالذات الأمر الذي يستهوينا، فالمشكلة التي نسعى للتعامل معها هي كيفية تنفيذ المشروع بأقل كلفة ممكنة. وبحسب ما نراه فإن أرخص مكان لإنجاز المشروع هو بالتحديد ذلك الموقع الموجود لدينا. ولذلك نسعى الآن للسير في تنفيذ تلك العملية، ولقد قمنا باستخراج عقد عمل لإحدى الشركات للقدوم والقيام بتقييم هيكلي كامل لذلك السجن نظرا لأنه ظل قابعا تحت تأثير عوامل التعرية لمدة ثلاث سنوات، وليست لدينا فكرة واضحة ما إذا حل بالمبنى أي تدهور أو ما هي الأشياء التي بحاجة إلى إصلاح. وعندما يتم الانتهاء من ذلك فإننا نتوقع أن نقوم في يناير بإصدار طلب لإحدى الشركات لإعداد مقترحات بشأن وضع التصميم وبناء الجزء المتبقي من السجن.

مشروع السجن الذي يقع في قلب مدينة ديترويت

 

  • مجتمعنا يحب كرة القدم. ما هو الوضع بالنسبة لكرة القدم للمحترفين في مدينة ديترويت؟

 نحن نحب كرة القدم، ورئيس البلدية كذلك يحب كرة القدم، ولكننا لسنا مقتنعين بضرورة أن يقتصر اللعب على ذلك الموقع. وأعتقد أن كرة القدم للمحترفين ستحصل في الواقع على امتيازات في ديترويت، ونحن نحتل المرتبة الأولى في قائمة المدن التي يسعون للتوسع فيها، وإذا قمت بالتحدث معهم على انفراد سترى أنهم غير مرتبطين ارتباطا جازما بموقع السجن باعتباره الفرصة الوحيدة بالنسبة لهم، فالشيء الذي يريدونه هو القدوم إلى ديترويت. وبناء على ذلك فإذا حدثت معجزة وتمكنا من الحصول على صفقة أفضل من الناحية المالية بحيث يمكنهم الحصول على موقع السجن الموجود فإنني أعتقد أننا حينها سوف نقبل بطلبهم، ولكني لا أرى مؤشرات على حدوث ذلك، إلا أنني أرى أن كرة القدم قادمة الى ديترويت.

  • هل تعتقد أن المشتري المحتمل سيقوم بدفع ما يكفي لشراء الموقع؟

 أولا وقبل كل شيء، إنهم لا يسعون فقط لشراء موقع السجن، بل يرغبون أيضا في شراء قاعة العدل فرانك ميرفي (Frank Murphy Hall of Justice) وهي عبارة عن مبنى تابع للمحكمة الجنائية، ويريدون أيضا شراء مرفق حجز الأحداث وهو المبنى التابع لمقاطعة وَين لاحتجاز الشباب الجانحين، بالإضافة إلى موقع السجن. ويودون دفع الأموال لقاء ذلك، وكان أفضل سعر عرضوه هو 50 مليون دولار لجميع المنشئات الثلاث، إلا أننا كنا بالفعل قد حصلنا على عرض بقيمة 130 مليون دولار للموقع الخاص بالسجن. أقصد أنك يمكن أن تقوم بعملية حسابية. فماذا سيمكننا إنجازه إذا افترضنا أننا وافقنا على عرضهم وبعناه لهم بأي ثمن؟ سنضطر إلى بناء مبنى آخر للمحكمة الجنائية، وسيتوجب علينا بناء منشأة أخرى كحجز للأحداث. يتضح لك الآن أن العملية الحسابية ليست صعبة. وأنا هنا في هذا المنصب أحاول إكمال فترة إدارة السجن، والحفاظ على مبنى المحكمة، والحفاظ على منشأة احتجاز الأحداث. ومن ستوجب عليه دفع ثمن هذا كله (إذا وافقنا على العرض)؟ سيتحمل ذلك دافعي الضرائب من مقاطعة وَين ، وأنا لا أعتقد أنه من العدل أن يقوم دافعي الضرائب بدفع مبلغ يتجاوز بكثير المبلغ المعروض.

  • لماذا لا توجد مكاتب استلام تكون ملاءمة أكثر لدافعي الضرائب في مقاطعة وَين؟

 أموال الضرائب يقوم بتحصيلها أمين المال في مقاطعة وَين ، وهو مسئول يتم انتخابه بشكل منفصل، ويقوم بإدارة مكتبه وفقا لنظامه الخاص. لكنه أيضا كان يسعى للتعامل مع هذا الأمر، إذ أننا الآن على سبيل المثال لدينا أكشاك في فروع رايتأيد (RiteAid) حيث يمكن أن يذهب الناس إليها لدفع الضرائب المستحقة عليهم في نطاق مجتمعاتهم المحلية، كما أننا نسعى إلى توسيع رقعة هذه الخدمة لكي يتسنى للناس دفع ضرائبهم بدون الحاجة للقدوم إلى وسط المدينة والبحث عن مواقف للسيارات، ويبدو أن الأمر بدأ يسير على ما يرام. ولذلك أرجو أن تطلعوا الناس على أنهم يمكنهم التواصل مع فروع صيدليات رايتأيد (RiteAid) القريبة منهم ومن الممكن جدا أن يكون أحد تلك الفروع قادرا على استلام مدفوعاتهم الضريبية.

  • كيف هي علاقتك بالمجتمع الأميركي العربي؟

 لكي تكون قائدا فعالا يجب أن تتوفر لديك علاقات مع كافة أطياف المجتمع، وأعتقد أنكم إذا ألقيتم نظرة في طاقم الإدارة لدي فسترون العديد من الأميركيين العرب ممن يتولون مناصب بارزة في إدارتي، وهذا ليس لأنهم من الأمريكيين العرب بل نظرا لكفاءتهم العالية ولأنهم يزودوني بفكرة عامة عن المخاوف التي تساور مجتمعهم والتي ربما لم أكن لأعرفها بأي وسيلة أخرى. ولذلك لكي تكون قائدا فعالا يجب أن يتوفر لديك نوع من جس النبض لكافة أجزاء المقاطعة، وآمل أن يكون الموظفون التابعون لي ممثلين لهذا الأمر، وأعتقد أنهم كذلك. كما أن هناك العديد من الجالية العربية الأميركية يعملون معي منذ أول يوم توليت فيه منصبي، فنحن نبحث دائما عن المواهب. ولقد سعينا لتوظيف أفراد من المجتمع اليمني، لكننا حتى الآن لم نقم بعد بتعيين أي شخص منهم في طاقم الإدارة، غير أننا في الأساس بذلنا جهودا واعية لتحقيق ذلك. وعندما تتوفر لدينا وظائف شاغرة – فهناك دائما الكثير من الوظائف الشاغرة وفرص العمل موجودة في إدارة المقاطعة – سنسعى لضمان أن يكون الناس في كافة أرجاء المجتمع على معرفة بوجودها. وتعتبر عملية استقطاب الموظفين جزء كبير من العمل، لأن الموهبة ليست محصورة على لون معين أو جنس معين أو أي شيء آخر، فالموهبة تعبّر عن نفسها، غير أننا نريد أيضا للموهبة أن تكون ممثلة لجميع أطياف المقاطعة، لأنني أعتقد أنه يمكننا اتخاذ قرارات أفضل عندما يكون لدينا مجموعة من الأفراد من ذوي الخلفيات المتنوعة، فهذا الأمر بحد ذاته يقدم لنا المساعدة.

محافظ مقاطعة وين مع الناشر الزميل رشيد النزيلي أثناء اللقاء

 

  • ما الذي تمكنت من إنشائه خلال الأشهر ال 18 الأولى منذ توليك منصب محافظ مقاطعة وَين؟ والى اين ستغدو المسيرة من تلك النقطة؟

 أعتقد أن الشيء الرئيسي الذي أنشأناه هو الاستقرار الاقتصادي، ولا أعتقد أن أي شخص قد توقع أننا سنتمكن خلال 18 شهرا من تغيير الوضع المالي لهذه المقاطعة بالقدر الذي حققناه، فلقد تمكنا من التخلص من عجز متراكم بمبلغ 82 مليون دولار – لقد انتهى. إن ذلك العجز الهيكلي البالغ 52 مليون دولار والذي ظللنا نعاني منه من سنة إلى أخرى أصبح أمرا من الماضي. وأصبح لدينا ميزانية متوازنة، وفي واقع الأمر تمكنا في السنة المالية الماضية من تحقيق فائض في الميزانية بمقدار 32 مليون دولار. وهذا يعد بالنسبة لي أمرا مذهلا، خصوصا في ظل فترة زمنية قصيرة. وسنتمكن من تحقيق التوازن في الميزانية هذا العام. فلقد قمنا بخصم حوالي 800 مليون دولار من التزاماتنا الخاصة بالرعاية الصحية، وذلك من خلال إعادة الهيكلة. لقد قمنا بالمهمة بشكل ممتاز. ونحن الآن نقف عند خط البداية – ليس خط النهاية، بل خط البداية – ونسعى الآن للانتهاء من مشروع السجن، ونود الآن إعادة تأهيل مبنى المحكمة لأنه يحتاج إلى بعض الأعمال الهامة. ولدينا اثنين من السجون التي – في واقع الأمر – بدأت تتصدع. ليس السجن أولوية كبيرة، ولكن – يا بني – إذا كنت داخله فيجب أن تحصل على معاملة إنسانية. يجب أن يدرك الجميع أننا قمنا بكافة تلك الأمور في وقت كنا فيه نصارع للخروج من أزمة مالية، ولذا – وبعبارات أخرى – فلقد قمنا باتخاذ موقف عندما كنا في ضائقة مالية شديدة وقلنا: “حسنا! ولكنّه ما زال علينا القيام بتوفير الخدمات”. نحن بحاجة إلى أن نوجّه اللعبة الخاصة بنا ناحية تقديم الخدمات. ولذلك نسعى إلى معرفة كيفية التفكير على نحو أفضل وكيف يمكننا إجراء تصميمات أفضل وكيف يمكننا الاستفادة بشكل أفضل من القوى العاملة لدينا حتى نتمكن من القيام بأمرين، وهما توفير المزيد من الخدمات وخفض الديون التي علينا. والحق يقال بأني حصلت على فريق عمل عظيم قام بالفعل بإنجاز العمل بنحو جيد، وهذا الأمر مدعاة للفخر لي قبل أي شخص آخر.

  • ما هي رسالتك للمجتمع؟ وماذا تحتاج من المجتمع؟

 حسنا! لدينا 43 شريحة في المجتمع، ورسالتي الحقيقية لجميع الشرائح المجتمعية هي أنني أرى نفسي أقدم المساعدة لعدد (43) شريحة مجتمعية ولست رئيسا لهذه ال43 شريحة مجتمعية. ولذلك أرغب في تطوير العلاقات مع كل شريحة من شرائح المجتمع حتى يتسنى لإدارة المقاطعة تقديم المساعدة في أي أمر تراه تلك الشريحة المجتمعية على أنه أحد مشاريعها الهامة ومن الأشياء الضرورية التي تسعى تلك الشريحة للعمل عليها. ففي نهاية الأمر يرتبط مستقبلنا بعلاقة مع زيادة عدد السكان لدينا، ولتحقيق ذلك الأمر ينبغي علينا زيادة فرص العمل، ويجب علينا إتاحة المزيد من الفرص للناس للعيش في مقاطعة وَين.

   
 
إعلان

تعليقات