Accessibility links

إعلان
إعلان

هامترامك – “اليمني الأميركي”:

مَنْ يعيشُ في مدينة هامترامك لا يشعرُ بأنه غريب؛ فهنا كلّ الأقليات الأوروبية والشرق أوسطية، وهو ما يُذيبُ الشعور بأيّة غرابة لأيّ انتماء في هذه المدينة التي تتعايش فيها 29 لغة بين الطلاب، والأكثرُ استخدامًا من بين هذه اللغات هي (الإنكليزية والعربية والبنغالية).

كثير من الناس الذين يعيشون داخل المدينة هم أميركيون جُدد، قادمون من البوسنة وأوكرانيا واليمن وبنجلاديش.. ومع ذلك، لا يُمكن الاستهانة بالسكان الأميركيين البولنديين الذين اُستُخدموا لتعريف هذه المدينة.

هذه المدينة التي لا تتجاوزُ مساحتها ميلَين مربع أصبحت تُدار من أغلبية يمنية وبنجلادشية في الحياة الاقتصادية، بما فيها تجارة المحلات الصغيرة، بالإضافة إلى العقارات… إنها واحدة من أكثر المدن تنوّعًا في السكان في ولاية ميشيغن.

المدينة تتغيّر

كانت أغلبية المدينة من الأميركيين البولنديين، وكانت البولندية هي اللغة الأساسية، إلا أنها أصبحت قليلة الاستخدام بعدما كانت هي الأساسية.

في تقريره باللغة الإنكليزية ناقش الصحافي سايمون آلبيرت وضْع المدينة اللغوي، وكيف تتعامل المؤسسات الحكومية في إيصال رسائلها إلى الناس.

شكوى الناس

بالنسبة لكثير من الناس في هامترامك، هناك صعوبة بالانخراط في ثقافة وحكومة المدينة، ويمكن للجيل الأول من الأميركيين والناس المهاجرين حديثًا أنْ يجدوا نقصًا في الموارد في لغتهم الأصلية؛ وبالتالي يكون أمرًا محبِطًا.

وكان الناس في المدينة يشكُون مِن أنّ كلّ اجتماعات المجلس المحلي للمدينة باللغة الإنكليزية، وهذا – من وجهة نظرهم – لا يتيحُ الاطلاع على الحيثيات والخلفيات التي تم من خلالها اتخاذ القرارات، وطالبوا بإيجاد وسائل أخرى لنقل هذه المعلومات للأقلية العربية أو البنجالية، مشيرين إلى أنّ العضو السابق سعد المسمري كان يقوم بترجمة كلّ شيء في كلّ اجتماع كعملٍ تطوّعي.

ليس من الشائع جدًّا أنْ تكون مدينة بالولايات المتحدة في وضع يُمكّنها من توفير اتصالات بلغات متعددة، ولكن تم ذلك من قبل.

الآن، يتساءل الكثير من السكان عمَّا إذا كان شيء من هذا القبيل يجبُ أنْ يحدث مرة أخرى.

التغيير

توفيق الجهيم، صاحب محلٍّ تجاري، وصاحب مطعم فانتاستيك في هامترامك، تحدّث نيابةً عن مجتمعه، وتحدّثَ عن الصعوبة التي يواجهها الكثير من الناس في فهم أهم الاتصالات من حكومة هامترامك.. وقال الجهيم:  « لأنني أعرفُ الكثير من الأشخاص الذين لا يفهمون، ويحتاجون إلى شخص ما للترجمة»، «والمجلس البلدي يعرف أنّ الكثير من الناس، جاءوا حديثًا، وهم بحاجة إلى المساعدة».

مشكِلة مُعقّدة

ولكن قد تكون مشكلة معقّدة أكثرُ مما يعتقدُ الكثيرون.. يعمل عضو مجلس المدينة فاضل المرسومي على اقتراح أخْذ جزءٍ صغير من موارد المدينة لترجمة الاتصالات الأساسية، لكن فاضل أوضح أنّ المشكلة تحتاج إلى معالجة.. وقال المرسومي: «إن إحدى الطرق التي تعمل بها حكومة هامترامك على التواصل مع سكانها المتنوعين هي من خلال الاعتراف أولاً بوجود لغات بارزة أخرى يتحدث بها أفراد مجتمعنا»، ووفقًا لمرسومي، كانت نيّة مجلس المدينة هي حلّ هذه المشكلة قبل جائحة فيروس كورونا.

وكانت حكومة هامترامك بالفعل في صدد البحث عن مختصين لترجمة الوثائق الحكومية والنشرات الإخبارية، إلا أنه، كمعظم العمليات الأخرى، أوقفت الجائحة هذه الجهود قبل أن تبدأ.

غير أن هناك وجها آخر لحياة هامترامك يحُدّ بشدة من الجهود المبذولة لتغيير العمليات الحكومية، وبالنسبة للميزانية المعتمدة للعام 2020 تتوقع مدينة هامترامك أنْ تنفق ما يقربُ من مليوني دولار، أكثر من الإيرادات المخصصة لها (عجْز ميزانية 1.8 مليون دولار في صندوقها العام).

حتى الآن، فعلت المدينة «ما هو مطلوب قانونًا» للتواصل مع سكانها، كما يقول عضو المجلس إيان بيروتا، «أنا متأكد من أنّ المدينة ترغبُ في القيام بالمزيد، لكن الحقيقة هي أنّ قدرة المدينة على القيام بهذه الأشياء محدودة للغاية؛ بسبب وضع الميزانية، والواقع أنّ الميزانية تحُدّ من قدرة المدينة على القيام بالكثير من الأشياء».

الصعوبات الاقتصادية

وممّا يزيد من الصعوبات الاقتصادية للمدينة حقيقة أنه حتى 8 يونيو من هذا العام أصدر المكتب الوطني للبحوث الاقتصادية بيانًا يؤكد أنّ الولايات المتحدة في حالة ركود، على الرغم من أنّ التصريحات تنصّ على أنّ الركود قد يُصبح أكثرُ سهولة في إدارته مع احتواء جائحة كورونا.

يقول عضو المجلس، المرسومي، في اجتماع مجلس مدينة هامترامك المقبل، سيكون هناك تشريع في الاتجاه الصحيح، مع ذلك يريد المرسومي من الجميع معرفة أنّ هناك موارد مخصصة من أجل اللغة موجودة بالفعل.

لدى مجلس مدينة هامترامك متحدثون أصليون للغة العربية والبنغالية، ممّن يتحدثون بلغتين، ويرغبون بالترجمة، يُمكِن معالجة المظالم والتعليقات العامة والأسئلة حتى يتمكن مجلس المدينة بأكمله من فهمها، ولكن لا يذهبُ الكثير من الناس إلى اجتماعات المجلس.

قال المرسومي: «أعتقدُ أنّ الأمر يتعلّق بالمزيد من المشاركة والانخراط»، «إذا كُنا سنركّز على اللغة باعتبارها المشكلة، فلماذا لا تأتي إلى المجلس وتطلبُ القيام بشيء حيال ذلك»

بوتقة الانصهار

يتعايش الناس بشكل جيّد في هامترامك، على الرغم من وجود صراعات صغيرة، إلا أنّ الجميع يتمتعون هنا بمعدل جريمة منخفض نسبيًّا.. إنها مدينة رائعة للعائلات.

قال مدير متحف هامترامك، جريج كوالسكي: «لديّ جارة بوسنية على الجانب الآخر منّي»، «إنها لا تتحدّث الإنكليزية؛ لذا نتواصل بلغة الإشارة.. وكانت جارتي اليمنية رائعة حقًّا عندما كسَرت ذراعي العام الماضي، فقد كانت تعطيني وجبات يومية».

كوالسكي يُقيم مدى حياته في هامترامك، وقبل أنْ يعمل في متحف هامترامك التاريخي، عمل كمحرر لإحدى الصحف القديمة في المدينة.

قبل الوباء ، كان كوالسكي قادرًا على قضاء معظم وقته خلف المكتب بمتحف هامترامك التاريخي… حيث ألّف سبعة كُتب عن مدينة هامترامك.

قال كوالسكي: «كان هناك وقت في هامترامك عندما عقدت اجتماعات مجلس المدينة باللغة البولندية»، « أعني، لم يكن هذا أمرًا روتينيًّا، ولكن عندما فعلوا ذلك، كان الجميع يتحدثون البولندية، بما في ذلك الكثير من الأميركيين من أصلٍ أفريقي».

لم يعُد تاريخ هامترامك البولندي المتجانس واضحًا بعد الآن، ونظرًا لِأنّ العديد من السكان يأتون ويذهبون، فإنّ اللغات البارزة في هامترامك كانت موضوعًا لتغيير كبير على مدار سنوات التاريخ الحديث للمدينة.

مع تنوّع اللغات البارزة، من غير المحتمل أنْ تُعقَد اجتماعات مجلس المدينة خارج الإنجليزية في أيّ وقت قريب، ورغم هذا ما زالت اللغة مشكلة لمخاطبة المواطن في هامترامك، بما في ذلك في الاجتماعات الرسمية، وخاصة أنّ أغلب السكان لا يُجيدون اللغة… وتظل الاجتماعات بلُغة واحدة ليست كافية لمخاطبة كلّ المواطنين.

   
 
إعلان

تعليقات