Accessibility links

ديربورن في مواجهة العنصرية: حياة الجميع مُهمّة..!


إعلان
إعلان

ديربورن – “اليمني الأميركي” – برين ستون:

تتذكر ديربورن، بامتنان، ما بذله عديد من أبنائها الأميركيين الأفارقة وغيرهم،   ممّن كابدوا كثيرًا في رفض العنصرية… وصولاً لتأسيس واقِع ثقافي مختلف يؤمِنُ بالتعايش والتسامح والمساواة وغيرها من القِيم التي صارت مترسخة في وعْي هذه المدينة؛ بدليل خروجها، مؤخرًا، في مظاهرة سِلمية رفضًا للعنصرية، وتضامنًا مع حقوق الأميركيين الأفارقة… إنها مظاهرة مهمة، من وجهة نظر مراقبين، بالنظر إلى خصوصية تاريخ هذه المدينة.

ديربورن التي تمتلكُ تاريخًا مؤيدًا للعنصرية انتفضت رافضةً لها؛ وهو ما كان لِيأتي لولا نضال كثير من رجالاتها عبر تاريخ طويل أثمر ثقافة جديدة نقرؤها بين سطور هذه المظاهرة التي خرجت رفضًا لجريمة مقتل “جورج فلويد” على يدِ الشرطة. 

«حياة السُود مُهمة»… هكذا هتف (150) متظاهرًا سِلميًّا في شارع “ميشيغن أفنيو”، مطالبين بإنهاء وحشيّة الشرطة، رافعين شعارات رافضةً لِما يعانيه الأميركيون الأفارقة من تمييز وعنصرية وظروف خطرة.

أورفيل هوبارد

إنه وعْي جديد أعلنت عنه المظاهرة، وأكدته أحاديث المشاركين والمشاركات الذين عبّروا عن مؤازرتهم لمبادئ العدالة الاجتماعية… متذكرين تاريخ مدينتهم المؤيد للعنصرية بنوعٍ من الأسف والاعتزاز، أيضًا، لِما آلَ إليه واقع المدينة اليوم.

“سارة لوفرانك”، أحد منظمي الاحتجاجات، وخريجة مدرسة إديسل فورد الثانوية، التي درست وانخرطت في برنامج العدالة الاجتماعية، قالت: «تعدُّ ديربورن، تاريخيًّا، مكانًا عنصريًّا للغاية، لا سيما بالنظر إلى “أورفيل هوبارد” عُمدة المدينة السابق في عقدَي الثلاثينيات والأربعينيات من القرن التاسع عشر».

وترى (لوفرانك) أنّ موت (جورج فلويد) «جريمة قتل»، كما قالت إنّ مِن واجبها الخاص أنْ تتحدث كإنسانة من أصولٍ أميركية بيضاء، «لقد مرّ 400 سنة من القمع والعنصرية الممنهجة، ونحنُ آسفون..!»

منظمون آخرون قالوا إنهم شعروا بالغضب الأخلاقي وهُم يشاهدون فيديو مقتل جورج فلويد على أيدي شرطة مينيابوليس. «لقد دفعني هذا الفيديو للبكاء.. إنه فيديو يصعبُ مشاهدته»، “إيلينا كلادرين”، أحد المنظمين، تتحدث لصحيفة (اليمني الأميركي).  

العدالة العِرقيّة                                  

“كارولين هوري”، وهي قسيس في كنيسة القديس بول لوثران، قالت إنها جاءت لدعم الشباب المتظاهرين، وتعبيرًا عن اهتمامها بالحدث، أضافت (هوري) أنّ لديها جهاز مناعة ضعيف، لكنها ارتدت قناعًا ودرعًا للوَجه، وخرجت على الرغم من مخاوف فيروس كورونا؛ لأنها شعرت أنه من المهم دعم الشباب الذين يقفون موقفًا معبّرًا عمّا يؤمنون به، وقالت: «أنا فخور بـ [سارة لوبلان] لاتخاذها موقفًا.. لقد أصبحت قائدة رائعة».

راعي كنيسة القديس بول لوثران في ديربورن، “كولين نيمان”، قرأ الدعوة لهذا الاحتجاج، ودعا – أيضًا – إلى العدالة العرقية والاجتماعية، وقال (نيمان): «يجبُ أنْ أُحبّ وأخدم إلهى، وأخدم جارى، نحنُ نعيش زمنًا غير مقبول فيه السكوت».

حياة السود مهمة

إحدى المتظاهرات صعدت للتحدث في الميكروفون قائلةً إنها تشعر أنّ القضية تتعلق بضمان أنْ يكون العالم آمِنًا للأميركيين الأفارقة مثلها، «هذا يتعلق بحياتنا!».

كما اتجه رجل أميركي من أصل أفريقي آخر، هو “ديسون ويبل”، صوب الميكروفون، وقال إنه سمع عن التاريخ العنصري لديربورن، لكنه شعر بقوة أنّ هذا الاحتجاج هو علامة على نهاية تلك الحقبة. «حياة السود مهمة. بالتأكيد؛ كل حياة مهمة، ولكننا سنعرفُ أنّ كلّ حياة مهمة عندما يمكننا جميعًا أنْ نقول “حياة السود مهمة”!»

ثم ماذا؟

تؤكد المظاهرة أنّ واقع المدينة اليوم يعكسُ موقفًا واضحًا للإيمان بإنسانية الحياة، وهذا الموقف الإنساني لا بُد أنْ يكون موقف كلّ فرد مِنّا؛ هكذا تقول المدينة؛ فالحياة هي أنْ تكون إنسانًا مؤمنًا بإنسانية الآخرين، هكذا يجبُ أنْ نكون، ويجبُ أنْ نبقى، رافضين كلّ ما يتنافى مع إنسانيتنا، لِنتذكر هذا جيدًا..!

   
 
إعلان

تعليقات