Accessibility links

إعلان

ديترويت – « اليمني الأميركي»:

وصل إلى أميركا قبل شهر، لكنه صار حكمًا لمباريات في دوري الجالية اليمنية بولاية ميشيغن، وقبلها كان قد حكّم في اليمن (300) مباراة محلية.
إنه الحكم الرياضي اليمني الواعد أحمد محمد الدعيس (27 عامًا)، الذي ترعرع في مديرية بعدان، وتُشكّل مشاركته، حاليًّا، حَكَمًا في دوري الجالية اليمنية في الولاية، بدايةً تستحق الضوء باعتباره يُمثّل إضافة نوعية للدوري.
وهو يتحدث عن تجربته الواعدة في التحكيم تشعر وكأنه يتحدث عن نظريةٍ في الفيزياء.. بل ستندهش مما يتمتع به من هدوء وثقة ومعرفة.
بات هذا الشاب حديث الساعة هنا من خلال مشاركته في دوري الجالية، وهو دوري شارك فيه حَكَمًا بينما لا يزال حديث عهد في المجتمع الجديد عليه.
صحيفة (اليمني الأميركي) اقتربت، في هذه الصورة الجانبية، من شاب واعد حالم يمتلك مؤهلات ستجعل منه في المستقبل رقمًا مهمًّا في مجال تحكيم مباريات كرة القدم في حال لم يحِد عن مسار الاحتراف:

نادي النهضة
يلعب أحمد كرة القدم منذ نعومة أظفاره…: “أُحبُّ هذه اللعبة بشغف وجنون.. وقد بدأتُ لعبها بحراسة المرمى، وذُدتُ عن المرمى لفترة، وانتقلتُ بعدها إلى الدفاع، وكنتُ – حينها – سدًّا منيعًا لا يتجاوزه أحد”.
ما زال يتذكر العديد من مشاركاته الكروية، خاصة تلك التي كانت مع نادي النهضة الرياضي والثقافي، وهو من أندية الدرجة الثالثة في الدوري اليمني لكرة القدم.

التحكيم
لكن، وهو في أوج عطائه مع كرة القدم وجد نفسه يتجه نحو عالم التحكيم، وبالفعل أَحب هذا المجال، وكما يقول: “لقد عشقته، وغُصتُ في أعماقه، حتى أصبحتُ لا أجد نفسي خارجه”.
لم يأتِ اتجاه أحمد لهذا المجال من فراغ؛ فثَمة عوامل صنعت هذا الاختيار، أبرزها كما يقول: “أنني أحب العدل؛ فالعدل يُمثّل رسالة نبيلة وسامية، وثانيًا لِأن الحَكَم الذي تأثرتُ به هو الكابتن القدير مجيب الوجيه، وهو الحكم الذي لم يحصل على دورة تحكيم واحدة، لكنه كان يُديرُ المباريات وكأنه مَن خلق قوانين اللعبة”.
وهو يستعرض محطات من تجربته يتذكر بامتنان كل من شجعه في هذا المجال، وهو مجال اختاره بإرادته؛ لكنه وجد لاحقًا بجانبه من سانده وشجعه، ومن أولئك يتذكر أحمد شماسي، وهو مدرّب نادي النهضة، بالإضافة إلى عدد من المخلصين، حدّ تعبيره.
علاقة وطيدة تربط أحمد بالتحكيم، “لم تكن علاقة حبّ فحسب، بل يمكنني القول: إنني صرتُ أتنفس التحكيم.. عرفتُ كل تفاصيله، وكُنتُ أتوقع كل جديد وأعمل به، حتى صار التحكيم جزءًا أصيلاً من حياتي”.

دورات
لم تقف هذه التجربة عند الرغبة والتحدي؛ إذ كان لا بد له من صقل وتدريب، فكان التحاقه بعددٍ من الدورات، وكانت الدورة الأولى – كما يقول – في العام 2013، في محافظة إب (وسط اليمن) للمحاضر الدولي محمد المقبلي، فيما كانت الثانية في الحديدة (غرب اليمن) في العام 2016 للمحاضر الدولي مختار صالح الرسمي، بحضور رئيس لجنة الحكام في الاتحاد اليمني لكرة القدم الكابتن أحمد قايد، والدورة الثالثة كانت في محافظة إب أيضًا؛ وهي دورة ترفيعية للمحاضر الدولي مختار صالح.
ويرى الدعيس أن أفضل حكَم يمني هو الكابتن مجيب الوجيه، أما عربيًّا فيرى أنه السوري جمال الشريف، وعالميًّا يذهب بالأفضلية صوب الإيطالي بيير لويجي كولينا.
يحلم أحمد بأن يشارك – حَكَمًا – في مونديال كأس العالم.. “لماذا لا أكون حَكمًا في كأس العالم، أليس من حقي كإنسان يعشق التحكيم ويُتقنه أن يصل إلى هناك؟!” – يقول أحمد، مؤكدًا استمراره في تطوير قدراته التحكيمية عبر الدراسة والممارسة والمتابعة.

محطات
على مدى تجربته في التحكيم داخل اليمن ثمة محطات لا ينساها أحمد، ومن أبرز تلك المحطات تلك المرتبطة باستخدامه الرذاذ (البخاخ المتلاشي) بعدما تم تطبيقه في كأس العالم عام 2014م في البرازيل، “لم أتردد في استخدامه خلال كل مبارياتي.. لقد صنعته بطريقة متواضعة، وأضفتُ له شكلًا جماليًّا”.
وكان أحمد بذلك أول حكم في اليمن استخدم نظام البخّاخ، والخاص بتحديد وقوف اللاعبين على الخط.. كان ذلك في إحدى المباريات بمديرية بعدان.
وأوضح أحمد: “كانت الغاية هي أن أُمثّل التحكيم بشكل جميل ولائق، وقد صنعتُ البخاخ بطريقة تقليدية؛ لأن البخاخ المخصص من الاتحاد الدولي لكرة القدم، والمخصص للحكام، لم يصل إلينا، وكنتُ أرى أنه لن يصل؛ ولهذا لم تقرّ عيني ولم يهدأ بالي حتى وفّرت كل الأدوات، وأصبح البخاخ ملازمًا لي في كل المباريات، وكانت الطريقة بسيطة ومريحة للحكم وبإمكانات شحيحة، وأثارت إعجاب الكثير وتقديرهم، ولو كانت لدينا إمكانات عالية لطبَّقت تقنية الفيديو أو الفأر في منطقتي”.

البطولة الشتوية
يشارك أحمد، حاليًّا، في دوري الجالية اليمنية في الولاية؛ وهي مشاركة تُمثّل بداية مشجعة لحكَم واعد في مجتمع جديد عليه.
وعن مشاركته يتحدث سعيد، وهو أحد منظمي البطولة، قائلاً: “لدينا ما يقارب (22) فريقًا مشاركًا في البطولة.. وقد بدأ الحكم الواعد أحمد الدعيس يُدير معنا بعض المباريات، وهو حكم ممتاز وطموح ويُحب التحكيم، ولا يتأثر بضغوط المباراة، وجميع قراراته جيدة وسليمة، وله شخصية قوية في الملعب، وتمركزه جيد، ويتحرك دائمًا مع الكرة، ويمتلك خبرة في التعامل مع اللاعبين، ولم أتوقع أن يتأقلم بهذه السرعة.. وفي رأيي أنه يملك جميع مواصفات الحكَم المتمكن.. نتمنى له مستقبلًا زاهرًا”.
أما كابتن المنتخب اليمني سابقًا، مدرب نادي هامترامك – الكابتن أحمد علوان فيقول: “أحمد حكم مؤهل، ويُمكنه أن يُحقق حلمه.. إنه حكَم جيد ورائع، وقد شاهدته في أكثر من مباراة، ويُمكن أن يُحقق كلّ ما يريد”.

   
 
إعلان

تعليقات