Accessibility links

«اليمني الأميركي» تستطلع تجربته مع محطات البنزين وخدمة المجتمع


إعلان

الحاج ماهر: علينا أن نقدّم أنفسنا جزءاً من المجتمع

 

يقطع يومياً مسافة ساعتين بسيارته بين “ديربورن” و“بورت هيورن “ للإشراف على عمله، حيث يُدير محطات بنزين منذ 28 سنة؛ وهو عمل اشتهرت به عائلة (الحاج صالح).

ديربورن – «اليمني الأميركي»:

تمثل تجربة (الحاج صالح) مثالاً في علاقتها بالعمل من جهة وفي علاقتها بالعاملين معها من جهة ثانية وفي علاقتها بالمجتمع من جهة ثالثة.. حيث تحب العائلة مجال تجارتها وتحرص على تطويره فيما يشتغل في محطاتها العديد من العمال العرب واليمنيين والكثير من الأميركيين وبخاصة في “ بورت هيورن”.

استقرت عائلة (الحاج صالح) في المهجر الأميركي منذ نحو أربعة عقود، وعُرفت في أوساط الجاليات العربية بحرصها على الاسهام من خلال مشاريعها في خدمة المجتمع، انطلاقاً من وعي تؤمن من خلاله بأهمية أن يكون صاحب العمل مشاركاً فاعلاً في تنمية المجتمع الذي يعمل فيه، وذلك من خلال التبرعات ودعم المؤسسات الاجتماعية والدينية التي تعمل في خدمة المجتمع، بالإضافة إلى الاسهام في خلق فرص عمل لأبناء المجتمع بعض النظر على الانتماء.

يُعدّ (الحاج ماهر) امتداداً لعائلة المهاجر اللبناني الحاج صالح، وهو ثاني أولاده، تخرج في هندسة الكهرباء من جامعة “ميشيغان”، ويُدير محطات البنزين منذ 28 سنة على الرغم من أن العائد منها لم يعد كما كان سابقاً، إلا أن حب هذه العائلة لعملها يتجاوز سباق المال والمصالح البعيدة عن خدمة الناس والمجتمع.. يعتقد “ماهر صالح” أن العمل في هذا المجال مازال قابلاً للتطوير، على الرغم من اعتقاد البعض بأن الاستثمار في هذا المجال لم يعد مربحاً.

 

يتحدث عن مسار حياته وعائلته بشيء من الاعتزاز بما كان لهم وما أصبحوا عليه في علاقتهم بأعمالهم ومجتمعاتهم، معتبراً أن العلاقة الإيجابية للشخص بعمله مهمة جداً لتطوير تجربته وتحقيق أهدافه.

في حديثه إلى صحيفة اليمني الأميركي يؤكد (الحاج ماهر) على أهمية التعامل الجيد من الناس من قبل صاحب العمل، الذي يجب أن يمتلك الخبرة والحنكة والفهم الواعي بأن المجتمع هو مصدر الربح وبالتالي عليه أن تتعامل معه باحترام لأن المسألة أخذ وعطاء حد قوله.

عندما يتحدث الأربعيني ماهر صالح عن عمله تجده كأنه يتحدث عن شيء نفيس عليه ومرتبط بجزء مهم في حياته؛ وذلك سر من أسرار نجاح الأعمال، وهو ما يتجلى في حديثه عن آليات تطوير الأعمال وكيفية تحقيق النجاح استناداً إلى تجربة جديرة بالضوء.

الجدير بالإشارة إلى أن الحاج ماهر يتحدث أيضا عن امتداد عائلته إلى اليمن، حيث يقول إن عائلته (صالح الأحمر) تعود جذورها إلى اليمن.

 

البداية

قَدَم إلى أمريكا وعمره 16 سنة، وفي أول شهر ذهب إلى المدرسة لتعلم اللغة الانكليزية بالإضافة إلى العمل مع عمه الذي كان يمتلك محطة بنزين والتي يعمل فيها ويديرها إلى وقتنا الحاضر.

أكمل ماهر الثانوية العامة وذهب إلى كلية “هنري فورد” وتخرج في جامعة “ميشيغان” بمدينة “ديربورن” في تخصص الهندسة الكهربائية .

يقول لـ”اليمني الامريكيّ” إن التعليم يمنح صاحبه الثقة ويزيد من قدراته الذهنية من خلال توسيع مداركهم ومفاهيمه ومعارفة بما يمكنه من فهم الحياة بسرعة، والأهم من كل ذلك هو أنه يتعلم الكثير ويفتح العلم مداركه إلى معرفة واسعة تمكنه من التعامل الجيد مع الحياة والناس، وهو ما يجعل منه في حال سلك مجال الأعمال رجل أعمال ناجح.

 

العائلة

(الحاج ماهر) متزوج ولديه خمسة أولاد، عمر الأولى 21 سنة، وهي على أبواب التخرج من جامعة “واين ستيت” في مجال الطب، والابنة الثانية في مجال التجارة والأعمال ، والثالثة في مجال الهندسة بالإضافة إلى ولدين مازالا في المدرسة الثانوية.

يقول: مهمتنا هي تعليم وتأهيل أولادنا؛ فهو النجاح الحقيقي لنا، ومؤشر على نجاح حياتنا في الهجرة والاغتراب.

وعند سؤالنا عن أسباب إدخال أولاده في مجال التجارة أجاب: نحن نؤهل الأولاد والبنات وعليهم أن يختاروا.

لكنه قال إن التعليم أفضل لهم؛ لأنهم جيل آخر يختلف عن جيلنا.. وأضاف” إن أولادي سيعملون في مجالات أخرى إن شاء الله”.

ويؤكد: أنا وزوجتي نعمل بكل جهدنا من أجل أن يكون أولادنا سعداء وناجحون ومؤهلون؛ لأننا عملنا في مرحلة تختلف عن مرحلتهم، وعلينا أن نمهّد لهم الطريق ليستفيدوا من كل التجارب.

 

محطات البنزين

عن الاستثمار في محطات البنزين يقول: “ المشروع التجاري الصغير مستمر دائماً، وعليك أن تمتلك القدرة على التعامل مع كل الأمواج والمنعطفات التي يواجهها المشروع، ومن أجل أن تنجح عليك أن تجدد من قدراتك وتتعامل مع كل جديد، حيث لا يمكنك أن تظل على نفس الخط؛ فالذي كان موجود قبل عشرين سنة بات يختلف الآن. أنا فخور جداً بكل ما أقوم به”.. واستطرد: “أنا أحب عملي وأحب التعامل مع الناس، وهذه المصلحة تحتاج إلى رغبة وإخلاص، ولا تصدّق إن قلت لك إن محطات البنزين مازالت هي المستقبل؛ فالمحطة اليوم تضم مطعماً ومقهى، ومَن يعرف آفاق الغد سيجد أن المستثمر سيدخل فيها شيئاً آخر، قد يكون مركز صحي مثلا… فكل شيء ممكن في أمريكا في ظل هذا التطور من حولنا”.

ويتحدث عن مميزات وعيوب إدارة محطة بنزين قائلاً: أن تملك وتُدير محطة بنزين فهذا شيء ممتع ويعطيك ثقة في بناء علاقات تبدأ من الشارع إلى السلطات المحلية والمؤسسات الاجتماعية والدينية وغير ذلك مما يجعلك عضواً مهماً في المجتمع الذي تعيش فيه؛ لأنك تساهم في بناء هذا المجتمع من حيث توفير فرص العمل للآخرين وكذلك دعم المؤسسات الدينية والخدمية في المجتمع لتقوم بدورها.

أما عيوب هذا الاستثمار – يوضح – هناك عيوب عديدة منها إنه يأخذ الكثير من وقتك ووقت عائلتك وهو ما يتطلب منك أن تنظم التزاماتك.

 

كلمة أخيرة

وفي ختام هذه السطور الاحتفائية بتجربة هذا المهاجر، يضع ماهر نصيحة لمَن يريد أن يمتلك محطة بنزين قائلاً: لابد من فهم العمل وامتلاك الحنكة والأسلوب الجيد في التعامل مع المجتمع الذي تعمل فيه وإثبات إنك جزء من المدينة التي تعمل فيها؛ وبالتالي فعليك التعامل المحترم مع الزبائن لأنهم في الأخير مَن يدفع لك مصروفاتك الشخصية والعامة… أي أن الأرباح تأتي من هذا المجتمع الذي تعيش معه.

ويختتم الحاج ماهر حديثه “علينا مهام كبيرة؛ لأننا نتعامل مع الناس والشارع بشكل يومي؛ ولهذا علينا أن نقدّم أنفسنا كجزء من المجتمع؛ فنحن بحاجة لهذا المجتمع وهم بحاجة لنا “.

   
 
إعلان

تعليقات