Accessibility links

اليافعي وفاخوري.. موهبة مشجع وتنمّر مذيع..!


إعلان
إعلان

عبدالله الصعفاني*  

أميل إلى التريّث عند الكتابة حول موضوع يفرض نفسه على الناس بتلك الصورة التي أعقبت استضافة مذيع قناة الجزيرة أحمد فاخوري للمشجع اليمني عبدالرقيب اليافعي.

والهدف دائمًا هو الرغبة في النظر إلى المشهد الخاطئ من زواياه المختلفة حتى لا يكون الرأي مبتسرًا وقاصرًا، فتكون النتيجة انفعالية.

* وقد يكون مع من قال بأن الموضوع أخذ أكثر من حجمه بعض الحق، لكن الدرس المستفاد من أيّ قضية لا بُدّ أن يتحقق.. والمزيد من النقاش يعني مزيدًا من المعرفة، ومزيدًا من الفائدة، حتى لا أقول والردع..

 وعلى سبيل المثال، من يريد أن يقتحم ميدان الشهرة في هذا الفضاء المفتوح، كما هو حال مواطننا الجميل عبدالرقيب اليافعي، عليه أن يستشير ويختار كلماته بعناية فائقة، حتى لا يجد نفسه في رقصة إساءة وكأنه أمام المذيع السوري أحمد فاخوري، فما الذي يقف بعد ما كان من هذا الاسترسال..؟

* بخليط من الثقة بمعلوماته وصف اليافعي نفسه أنه (كمبيوتر) في تذكُّر المعلومات التاريخية عن بطولات كأس العالم.. وبالفعل استطاع أن يدهش المراسل الميداني لبرنامج المجلس في قناة الكأس القطرية، كما استطاع إدهاش زملاء المذيع المهني خالد جاسم بقدرة إجاباته عن أسئلة خبراء وإعلاميين على درجة كبيرة من الخبرة والكفاءة، ولكن حتى تتمايز الأشياء بأضدادها طلع للمشاهدين من بين العصيد مذيع عربي اعترف بأنه لا يفهم كثيرًا ولا قليلاً في الرياضة ليستضيف اليافعي في فقرة تعجيزية تهدف فقط لإفساد حضوره المعلوماتي المدهش..!

* ولقد أجاب اليافعي بالعلامة الكاملة عن استفهاميات كؤوس العالم، ومنها المعلومات المهمة عن مباراة الأرجنتين وإنجلترا.. المكان والنتيجة والتاريخ واسم الحكم، فإذا بالمذيع يسأله من ورقة المعد البائس الباحث عن ثغرة مصطنعة:

من الذي كان يحمل الراية على خطوط التماس لتظهر النية السيئة والمطب الاصطناعي الذي لو سألت  من حضروا كل كؤوس العالم أو أساطين التعليق الكروي، ما ذكروه؛ لأن مثل هذا السؤال – باختصار – لا يعني المشاهدين، بعد عقود من الزمن.

وحتى لو أجاب اليافعي عن السؤال لقال له فاخوري، ومن هي المشجعة الإنجليزية التي  خرجت من الحمَّام عارية، وقالت ناولوني الصابونة..؟

والحمد لله أن المباراة قديمة، وإلا كان سيسأله: ومن كان يحرك تليفزيون غرفة الفار..؟

* وهنا ظهرت مهنية المتخصصين في قناة الكأس.. وعلى النقيض انكشفت الغطرسة عندما تأتي على لسان وحركات مذيع اعترف بجهله الكروي من زاوية الرغبة في ظهور أكبر على حساب إنسان موهوب يظهر تحت الأضواء ربما للمرة الأولى في عمره الخمسيني..!

* وحتى عندما اضطر هذا المذيع للاعتذار تحت ضغط الذين امتهنوا عبثه المهني تحذلق وكرر الإساءة، فلم يقل بأنه أخطأ، وإنما اعتذر لأن اليمنيين – حسب تعبيره – غضبوا من عدم تسليمه جائزة لضيفه..! شوفوا الإصرار على كشف النوايا السيئة، وراجعوا معي شكله وهو يفرط في حركات يديه وجسده وكأنه في مهمة اصطياد الأسد الجريح، متدفقًا في الإساءة إلى إنسان يثق في معلوماته، لكنه لم يعمل حسابه لاستضافة عدوانية لا يستدعي لها الحال الإعلامي أو الكروي في شيء..!

* يا يافعي.. من كان يحمل الراية؟.. ليته أكمل وقال هل هو صلاح الدين الأيوبي، أم البلغاري بغدان دوتشيف، أم الكوستاريكي بيرني موريرا..؟

هنا فقط كان سيحتمي بمهنية جورج قرداحي، فيغطِّي على جهله وعدوانيته وسخريته..!

 ويا ستَّار.. حتى وهذا المذيع يقرأ التعليقات، ويتحرك يمينًا ويسارًا، وكأنه في مشهد تمثيلي لشارلي شابلن، أو إسماعيل ياسين، لم يتوقف عن عدم احترامه لمشاهدي قناة الجزيرة الكبيرة..!

أما لماذا ورَّط نفسه، وما نتيجة ما صنعه أمام ضيفه، ففي هذه القناة من القيادة والإدارة والمهنية ما قد يجيب عن السؤال المعلق ببساطة..؟

* لقد ظهر عبدالرقيب اليافعي أكثر الأشخاص إبهارًا على كوكب الأرض بحسبة كون الدوحة أرضًا وتاريخًا هي عاصمة الرياضة العالمية وملتقى عشاق كرة القدم حاضرًا وتاريخًا، فيما ظهر فاخوري متنمرًا بائسًا، ونرجسيًّا.

* ثم ماذا لمن أراد التوقف عن الكلام المباح..؟

ما كان أغنى هذا المذيع عن مساعي الإساءة إلى مشجع يمني طيب، لكنه موهوب حدّ الإبهار، وإنْ كان خطؤه، أو نقطة ضعفه اليتيمة، عدم وجود رفيق يختار له المضيفين والمذيعين غير المتنمرين.

* الأمر الآخر.. ما أغنى مذيع وقع في شر نواياه عن اعتذار متغطرس لليمنيين اختصر فيه خطأه بخفة من جاء يكحّل عينيه فأعماهما، وهو يقول أعتذر لليمنيين لأنهم غضبوا من عدم تسليم الجائزة (التذكرة).

* اعتذار مقزز، انطلى على بعض يمنيين دون معرفة بما طالهم من إساءة لم يدرك صاحبها أن اليمن وإنْ منكوبًا بكباره الفاسدين، إلا أن  مواطنيه لا يستحقون إلا الاحترام، حيث سيبقى عبدالرقيب اليافعي، أو ملاطف الحميدي، أو غيرهم من المعمرين لكوكب الأرض، عنوانًا للموهبة شأن كل مبدع يمني لا يتم اكتشافه إلا في إعلام خارجي على نحو الإعلامي القطري المهني المتميز خالد جاسم وضيوفه في برنامج المجلس، وليس متنمرين على شاكلة مذيع أساء لنفسه من حيث أراد الترويج لها، على بساط الغطرسة والتنمر..!

* ناقد رياضي يمني

   
 
إعلان

تعليقات