Accessibility links

الناخب اليمني الأميركي: نسبة انتخاب أم مراكز تمثيل؟


إعلان
استطاع اليمنيون والعرب الاميركيون عموماً خلال العقود الأخيرة أن يؤسسوا حضوراً كبيراً (عدداً ونوعاً) وبخاصة بما نالوه من التعليم وحققوه من الإنجاز، ما يجعل من الأهمية تفعيل مشاركتهم في الانتخابات متجاوزين الانتخاب إلى الترشح والفوز بما يعزز من إمكاناتهم في وطنهم الجديد.

ديربورن – «اليمني الأميركي» :

 

فحي “ديكس” يُعدّ من أكثر المناطق الانتخابية في مدينة “ديربورن” لديه قاعدة تصويت تتزايد في السنوات الأخيرة لكن مازال بدون وجود أي تمثيل في قوائم المرشحين…حتى أنه يمكن القول إن ما من يمنيّ أمريكي سبق أن أُنتخب مسؤولاً في “ديربورن”، على الرغم من تزايد التمثيل العربي في السياسة المحلية، ونعني بذلك مجلس المدينة والمجلس التعليمي.

إن النظرة الفاحصة للناخب اليمنيّ الأميركي في منطقة «سوث إند»، ذات الغالبية اليمنية، تُظهر أن الجالية اليمنية في الانتخابات السابقة لم تتعامل معها بشكل جِدّي، كما كان حال المقيمين في أنحاء المدينة الأخرى، تاركةً بذلك الأمر لحافات «ديربورن» السياسية.

غير أن هذا الاتجاه آخذٌ في التغيير، ففي انتخابات آب/ أغسطس النصفية التمهيدية شهدت الدائرتان الانتخابيتان في»سالينا»، في «سوث إند» أكبر عدد وأعلى نسبة من الناخبين في الجانب الشرقي للمدينة.

وفي الانتخابات السابقة، شهدت دائرتا «سالينا» الانتخابيتان المعروفتان أدنى نسبة مشاركة في أعداد الناخبين.. وتلك – أيضًا – كانت هي الحقيقة ذاتها في انتخابات آب/ أغسطس التمهيدية العام 2016، حين كانت دائرة واحدة فقط من (47) دائرة انتخابية، هي الأدنى مشاركة للناخبين من دائرتي «سالينا» في»سوث إند».

وقد ارتفعت نسبة مشاركة الناخبين في دائرتي «سالينا» من 14% في آب/ اغسطس 2016 إلى 35% في انتخابات آب/ اغسطس2018، أي ارتفعت أكثر من الضعف..

فما الذي حدث خلال سنتين فقط؟، وكيف صارت الجالية اليمنية محطة انتخاب مهمة في العام 2018؟!

 

إدراك العواقب

يقول النشطاء إن الناخبين المتلهفين والإدراك المتزايد لديهم بأهمية الانتخابات هما ما يحرك المجتمع.

تقول «معالي لقمان» – أكاديمية وناشطة في منطقة «ديكس»-: إن انتخاب (ترامب) قد (أيقظ) الأقليات في البلاد قاطبة تجاه حقيقة أن انخفاض المشاركة في الحياة المدنية له عواقبه الحقيقية.

وأضافت السيدة (لقمان) قائلة: «العامل الآخر هو أن تزايد أعداد المهنيين اليمنيين الأميركيين هشَّم زجاج السقوف التعليمية والمهنية التي كانت تصد اليمنيين الأميركيين، خاصة محدودي الدخل من أجيال اليمنيين الأميركيين الذين جاءوا إلى الولايات المتحدة في وقت مبكر.. ومع تزايد أعداد اليمنيين الأميركيين في «ديربورن»، الذي أكملوا تعليمهم العالي والتحقوا بمستويات مهنية أعلى، فإن معرفتهم بقضايا الولايات المتحدة الاجتماعية، وكذلك تنامي إدراكهم لأهمية ممارستهم لحقوقهم، قد جعلهم يفهمون الدور المهم للسياسة، ويقدّرون أهمية المشاركة في الانتخابات».

كما أن الحرب الدائرة في اليمن- وفقًا للسيدة (لقمان) – كانت، أيضًا، محفزًا آخر لليمنيين الأميركيين للمشاركة في الانتخابات؛ لأنهم صاروا يعرفون أن مشاركتهم السياسية يمكن أن تؤثر في سياسات الولايات المتحدة الخارجية.

وأضافت السيدة (لقمان): «شعر اليمنيون الأميركيون الذين ينافسون في الانتخابات، لاسيما المرشح العربي السابق (د. عبدو السيد)، الذي كانوا يشعرون بجاذبيته الدينية وإلمامه بحكاية المهاجرين، أنهم يحتاجون إلى دعمهم ليصير الحاكم التالي كي يتابع القضايا التي تواجه الجالية».

 

بدأت تتبين..

وقال «عادل معزب»، الناشط اليمني الأميركي الذي ينافس على مقعد في انتخابات (مجلس التعليمي لمدارس ديربورن)، إن الجالية بدأت تتبين ما تنتج عنه الانتخابات.

وأضاف، قائلاً: إن ما ينشده المرشحون من أجل الجالية هو ما يحفز الناخبين للمشاركة في التصويت.

وتحدّث (عادل) لصحيفة «اليمني الأميركي» قائلاَ: «عندما يكون هناك مرشحون في الاقتراع يدافعون حقًّا من أجل قضايا الناس، ويعبّرون عن طموحاتهم، فإن الناس سيخرجون ويدعمون أولئك المرشحين بقوة وحماس.. اليمنيون الأميركيون لم يعودوا مجرد ناخبين فقط، بل هم يترشحون لاحتلال الوظائف العامة.»

ويعتقد(معزب) أن تزايد عدد الناخبين المشاركين في الانتخابات يمنح اليمنيين الأميركيين حضورًا فاعلاً في عملية اتخاذ القرارات.

(معزب) الذي يسعى لِأنْ يُنتخَب لاحتلال مقعد في (مجلس مدارس ديربورن العامة) قال: إن ضمان تمثيل اليمني الأميركي سياسيًّا في»ديربورن» صار مسألة وقت، فحسب، مشيرًا إلى أن،» الجالية اليمنية تخطو خطوات واسعة في هذا الاتجاه، وحتمًا سيكون لهم تمثيل في الوظائف العامة إذا خرجت الجالية للتصويت في الانتخابات بأعداد كبيرة».

 

أثر «ترامب»

المدرّس المتقاعد والناشط الاجتماعي «عبد الجليل علي أحمد» أشار بدوره إلى أن تغييرًا حدث في وجهة نظر اليمنيين الأميركيين المهاجرين الأولون إلى الولايات المتحدة، الذين كانوا يرون أن حضورهم فيها هو حضور مؤقت، أما وقد تزايد عدد أفراد الجالية، فإنها صارت تدرك أن الولايات المتحدة هي موطنها الجديد.

وأشار إلى ما هو أبعد من ذلك، لافتًا إلى أن إدارة (ترامب) مصابة برهاب الأجانب، وتنتهج سياسات ضد المهاجرين، الأمر الذي دفع الناس إلى الانخراط أكثر في المشاركة.

وذكر أن اليمن كانت في نسخ حظر المسلمين الثلاث التي اتخذها (ترامب).. اليمنيون في كافة أنحاء الولايات المتحدة يعانون من عدم قدرتهم على رد إيجابي لالتماساتهم بالسماح لهم بإحضار أفراد أسرهم إلى الولايات المتحدة.. ذلك الحظر تسبب في تمزيق الأسر.. والجالية لا يُمكنها أن تظل سلبية سياسيًّا بعد الآن.

 

آثار سياسات

«هناء العصري»، إحدى الطالبات المتخرجات من» يونيفرسيتي اوف ديترويت ميرسي» شاطرت رأي (عبدالجليل) قائلة: إن المزيد والمزيد من اليمنيين الأميركيين راحوا يستشعرون آثار سياسات الحكومة السلبية عليهم.. وأضافت قائلة: «خلال السنوات الماضية، شاهد اليمنيون في الولايات المتحدة أثر شفافية سياسية أكثر على حياتهم مثل حظر سفر المسلمين، وقوانين المراقبة».

لقد كانت هناك أعداد متزايدة من أفراد الجالية يعملون على تنظيم جهودهم وتشجيع الناس على المشاركة السياسية في جعل الانتخابات أكثر يُسرًا وإمكانية من خلال المشاركة الفعّالة وخدمات الترجمة».

وقال «عبدالجليل علي أحمد»: إن الجالية ناضلت في الماضي من أجل أن تدفع بمرشحيها إلى الأمام بسبب قلة المصادر والإمكانات.. أما وقد صار الجيل الجديد من اليمنيين الأميركيين أكثر تعليمًا، وأكثر تأهيلاً فإنهم يتطلعون لأنْ يتقلدوا الوظائف العامة.

وأضاف: «أعتقد أن الوقت قد حان لمواصلة السير بثبات».

 

التلوّث الصناعي

إن الجالية اليمنية المحلية تواجه تحديات فريدة من نوعها، ومن ضمن تلك التحديات التلوث الصناعي في»سوث إند».

وألمحت «هناء العصري» إلى أن تزايد أعداد المشاركين في التصويت في الانتخابات سيدفع السياسيين للاهتمام بقضايا اليمنيين الأميركيين.. وقالت: «حين يعرف السياسيون أن فرصة فوزهم أو أخفافهم في الانتخابات القادمة تعتمد على ثقة الجاليات بهم، فإنهم سيمثلونها بشكل أفضل.. والجالية يمكن أن يكون لها تأثير أعظم، وتستطيع أن تُحمّل صانعي السياسة مسؤولية أفعالهم وممارساتهم».

وشددت (هناء) على ضرورة أن يخطو اليمنيون الأميركيون إلى ما هو أبعد من التصويت في الانتخابات، عليهم أن يتبرعوا ويدعموا حملات المترشحين من أبناء الجالية».

وترى «معالي لقمان» بهذا الخصوص أن «ديربورن» بحاجة لتمثيل يمني أميركي في الإدارات الحكومية.. وقالت: «نحن بحاجة لإخواننا وأخواتنا في الجاليات اللبنانية والعراقية والفلسطينية والسورية، والجاليات المجاورة لـ(ديربورن)، نريدهم أن يحتضنوا الجالية اليمنية الكبيرة العدد، ويدعموا إسهامها المهم لمدينتنا ذات التنوع المدهش».

ودعت(لقمان) – أيضًا – إلى مزيد من المقاربة السياسية التعاونية في»ديربورن»، قائلة: «كمجتمع واحد متحد في»ديربورن»، نحن – جميعًا – بحاجة إلى أن نفسح مجالاً للتمثيل المناسب في هيئاتنا، وفي انتخاب المسؤولين والمعنيين بشؤون مدينتنا.. نحن بحاجة أن نبقى على وعي تام بأن التمثيل يعني أن نُمثّل السكان ونهتم بقضاياهم، وليس مجرد منافسة على مقعد سياسي».

   
 
إعلان

تعليقات